بعد الهزيمة الحتمية والاملاءات الأميركية كيف ستكون حال السعودية؟
لمى خير الله
بهدوء أعلنت السعودية هزيمتها وحسمت أمرها بإنهاء عاصفة الحزم التي بدأتها في 21 من آذار، وفي محاولة منها أن ترد ما ء وجهها لتزين ذيول خيبتها التي جرّتها أطلقت ما أسمته عملية «إعادة الأمل».
هزيمة عاصفة الرمال المدوية تدفع لطرح سؤال: ماذا جرى خلال الأيام القليلة الماضية حتى اضطرت السعودية مرغمة إلى وقف عدوانها، من دون تحقيق أي هدف معلن؟
واللطيف في الأمر أنّ الناطق باسم عملية «عاصفة الحزم» أحمد العسيري والذي تحول لاحقاً إلى مستشار مكتب وزارة الدفاع، كما عرّفته قناة العربية في مؤتمره الأخير أول من أمس، قال إن العاصفة بدأت بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وانتهت بطلب منه.
عسيري لم يتطرق يوماً لتحقيق أهداف الشعب خلال الفترة الماضية، ما يشكّل اعترافاً بأن هادي ينفذ أجندة سعودية لا أجندة يمنية، وهذا ما أكده قول الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، إن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي فشل في مهمته، واللافت أن قرار إنهاء العاصفة الوهابية جاء بعد أن وجهت أميركا السعودية إلى ذلك وعلى وجه السرعة، لدرجة أن الملك السعودي لم يكن على علم بقرار وقف العمليات العسكرية، حيث كان قد طلب قبل ساعات من الحرس الوطني السعودي أن يشارك في عاصفة الحزم بحسب المراقبين السياسيين.
وزارة الدفاع السعودية التي أعلنت أن قوات «التحالف» تمكنت من إزالة التهديد عن أمن المملكة والدول المجاورة، تناقض وبشكل كبير مع مزاعم الناطق باسم العدوان أحمد عسيري حول «تمكن عاصفة الحزم من إزالة أي سلاح لدى الحوثيين يمكن أن يشكل تهديداً للسعودية». فالسلاح ما زال موجوداً على رغم الحصار ويصل إلى حركة «أنصار الله»، بحسب الإعلامي السعودي داوود الشريان.
مملكة التكفير ارتكبت جرائم حربٍ موصوفة بحق اليمنيين قتلت الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّرت المنشآت والجسور ومرافق الخدمات والبنى التحتية، وعطّلت دورة الحياة اليومية للعائلات والعاملين والطلاب، ولكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها المعلَن المتمثل في إعادة عبد ربه هادي إلى السلطة، ولا هدفها المضمَر في تمكين «القاعدة» من الانتصار على الشعب اليمني ما وضع السعوديون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه.
عاصفة الحقد الأسود وبعد 4 أسابيع من عدوانها المزعوم والمدعوم أميركياً ارتكبت جرائم حربٍ موصوفة بحق اليمنيين، حيث اتهم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان التحالف السعودي بارتكاب مجازر متتالية وباستخدام أسلحة محرمة دولياً، فيما ارتفعت أصوات طالبت المنظمات الدولية بضرورة فتح تحقيق حول نوع الأسلحة المستخدمة، فخبراء الأسلحة وخبراء عسكريون تحدثوا عن استهداف فج عطان وبعض المناطق والأحياء السكنية بصواريخ فسفورية وقنابل تحمل يورانيوم، إضافة إلى قنابل ارتجاجية وفراغية ما يعيد إلى الذاكرة ذات الأسلحة التي استخدمها الكيان «الإسرائيلي» في أكثر من عدوان على كل من غزة ولبنان كما استخدمتها أميركا في أفغانستان أيضاً.
ما بعد الهزيمة الحتمية والإملاءات الأميركية، كيف ستكون حال السعودية الوهابية ومنتجاتها الإرهابية في طور نزولها عن شجرة عدوانها اليائس؟ والسؤال المطروح: أي سلم سيتيح لها ذلك؟