مجلس الأمن الروسي: على كييف التركيز على القضايا الواقعية بدلاً من وهم التهديد

دعا الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف سلطات كييف إلى التركيز على حل القضايا الواقعية التي تواجهها أوكرانيا بدلاً من التصدي للتهديد الروسي الوهمي.

جاءت نصيحة باتروشيف هذه تعليقاً على تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية يفغيني بيريبينوس بشأن «التهديد الروسي»، إذ اعتبر أن «روسيا بأفعالها، تدفع بالعالم بأسره، وليس أوكرانيا فحسب، بل أوروبا والولايات المتحدة أيضاً، إلى التفكير في سبل التصدي للخطر الروسي الذي يتجلى في أوضح صورة».

وسخر باتروشيف من مزاعم كييف حول وجود خطر يهدد أوكرانيا مصدره روسيا، قائلاً: «عليهم التفكير ليس في التصدي لخطر لا وجود له، بل في سبل إعمار اقتصاد البلاد وتوفير الضمانات الاجتماعية لسكان أوكرانيا برمتها»، كما دعا المسؤول الروسي كييف إلى التفكير في سبل الوفاء بالالتزامات التي أخذها على عاتقه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في إطار اتفاقات مينسك السلمية، مضيفاً أنه من المستحيل توفير الحرية والديمقراطية في أوكرانيا عن طريق عمليات قصف مدفعي وتطهير عرقي.

يذكر أن الرئيس الأوكراني قال إن «الحرب في منطقة دونباس شرق أوكرانيا هي حرب ليست من أجل استقلال أوكرانيا فحسب، بل ومن أجل الحرية والديمقراطية في أوروبا وفي العالم برمته».

وقال باتروشيف: «يجب وقف الحرب قبل كل شيء، ووضع حد لأعمال العصابات القومية المتطرفة، وإجراء الإصلاح الدستوري، ومن ثم العمل على ضمان الحرية والديمقراطية، أما في الوقت الراهن، فلا تهتم القيادة الأوكرانية الخاضعة لضغوط خارجية بهذه القضايا، بل تؤدي أفعالها فقط إلى تصعيد الوضع».

وكان المتحدث باسم الكرملين قد أعلن في وقت سابق أن موسكو سترحب بتحرك أي دولة بإمكانها ممارسة الضغط على السلطات في كييف لحملها على تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن التسوية في جنوب شرقي أوكرانيا.

وقال دميتري بيسكوف: «إذا كان هناك بلد مستعد وقادر على التأثير في كييف لحملها على تطبيق اتفاقات مينسك – 2، فإن موسكو بالطبع سترحب بذلك».

وفي تعليقه على تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى روسيا جون تيفت حول إمكان انضمام الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نشاطات «مجموعة النورماندي» حول أوكرانيا.

وأعاد إلى الأذهان أن العمل في إطار مجموعة «النورماندي» أثمر بتوقيع اتفاقات «مينسك – 2» من قبل الأطراف المعنية، والتي سمح توقيعها بوقف «سفك الدماء المرعب والقصف الهمجي للمدن والبلدات في جنوب شرقي أوكرانيا».

وأشار بيسكوف إلى أن الخطة التي جرى التوصل إليها في مينسك تقضي باتخاذ خطوات لاحقة على طرفي النزاع القيام بها، لكن كييف تماطل في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقات، وهذا ما يجعل الوضع في المنطقة هشاً، الأمر الذي يثير قلق موسكو.

وجدد بيسكوف موقف موسكو القائل إن الأهم الآن هو التركيز على تنفيذ كييف جميع الالتزامات التي أخذتها على عاتقها»، مشدداً على ضرورة أن يتم ذلك «بحسب الترتيب المشار إليه في نص الوثيقة التي وقع عليها ممثلو كييف».

وفي السياق، أعلنت قوات الدفاع الشعبي في منطقة دونباس أنها تتوقع استفزازات وأعمالا تخريبية من قبل العسكريين الأوكرانيين بحلول عيد النصر في 9 أيار المقبل.

وقال المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية إدوارد باسورين إن سلطات كييف شكلت مجموعة تخريبية خاصة من نشطاء قوميين متشددين في غرب أوكرانيا يتراوح قوامها بين 300 و500 فرد، وذلك بهدف القيام بأعمال تخريبية استفزازية في مقاطعة لوغانسك، لانتحال صفة جنود روس.

ولم يستبعد باسورين أن يكون أفراد المجموعة قد تلقوا تدريباً من قبل خبراء من دول حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن بيانات الاستطلاع تشير إلى وجود 70 عنصراً من عاملي شركة «أكاديمي» الأمنية الأميركية الخاصة.

وذكر المتحدث باسم قوات الجمهورية أن هذه الشركة المعروفة سابقاً تحت اسم «بلاك ووتر» تتخصص في تنفيذ طلبات مباشرة من وزارة الخارجية الأميركية في «الأماكن الساخنة» عبر العالم.

وأعاد المسؤول العسكري إلى الأذهان أنه في عام 2007 قتل عاملو «بلاك ووتر» 17 مدنياً، بينهم نساء وأطفال في العراق، وكانت هذه الفضيحة هي التي دفعت الشركة إلى تغيير اسمها.

وأشار باسورين إلى أن وجود أفراد هذه الشركة في بلدة فولنوفاخا الواقعة تحت سيطرة الجيش الأوكراني بالقرب من الخط الفاصل بين طرفي النزاع ، يعتبر خرقاً لاتفاقات مينسك، داعياً المنظمات الدولية إلى تحقيق في هذه الوقائع.

يذكر أن البند العاشر من وثيقة «مجموعة الإجراءات الخاصة بتطبيق اتفاقات مينسك» ينص على ضرورة سحب جميع التشكيلات الأجنبية والمعدات العسكرية وكذلك المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

من جهة أخرى، اعتبر رئيس «دونيتسك الشعبية» ألكسندر زاخارتشينكو أن عمليات القصف المتكررة في دونباس من قبل العسكريين الأوكرانيين ليست سوى مقدمة لشن هجوم واسع النطاق ضد مواقع قوات الدفاع الشعبي.

وأشار زاخارتشينكو إلى أن القوات الأوكرانية كثفت هجماتها بعد عيد القيامة، مضيفاً أنه خلال يومي 15 و16 نيسان فقط تم صد نحو 8 هجمات أوكرانية، شاركت فيها تشكيلات عسكرية مختلفة نظامية وغير نظامية.

وأفاد مراقبو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في أوكرانيا بتصاعد التوتر الأمني في محيط مطار دونيتسك وقرب بلدة شيروكينو جنوب مقاطعة دونيتسك.

وجاء في تقرير يومي تنشره بعثة المنظمة أن المراقبين سجلوا طوال يوم الثلاثاء 20 نيسان حوادث متكررة لإطلاق النار بالقرب من بلدة شيروكينو، تحولت في المساء إلى معركة عنيفة باستخدام دبابات ومدافع هاون وأسلحة نارية خفيفة.

كما أفاد التقرير بأن التوتر ازداد حدة أيضاً في محيط مطار دونيتسك، حيث دار تبادل لإطلاق النار خلال مساء الثلاثاء باستخدام دبابات ومدافع هاون.

وأشار المراقبون إلى أنهم سجلوا حركة الآليات العسكرية من جانبي الخط الفاصل بين طرفي النزاع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى