البيت الأبيض يتحاشى وصف مجازر الأرمن بـ«الإبادة الجماعية»
طالب البيت الأبيض مجدداً باعتراف «كامل وصريح وعادل» بالمجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية، إلا أنه تحاشى وصف تلك الأحداث بالإبادة الجماعية.
وقال بيان للرئاسة الأميركية إن كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو ومستشار الرئيس للسياسة الخارجية بن رودس تباحثا مع وفد من الأرمن الأميركيين في الذكرى المئوية الأولى للمجازر التي تقول يريفان إنها أودت بحياة مليون ونصف مليون شخص.
وذكر البيان أن ماكدونو ورودس شددا على «أهمية هذه المناسبة لتكريم 1,5 مليون أرمني قضوا خلال تلك الفترة المروعة».
بدورها، التقت مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي سوزان رايس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي يزور واشنطن وحثته على تحسين العلاقات بين أنقرة ويريفان وعلى إطلاق حوار مفتوح في تركيا حول فظائع 1915، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وكان الرئيس باراك أوباما وعد خلال حملته الانتخابية في السباق الرئاسي عام 2008 بالاعتراف بالإبادة، إلا أنه لم يفِ بوعده بعد أن أصبح رئيساً، ولم يذكر بلسانه يوماً هذا اللفظ، لا سيما في البيانات التي تصدر سنوياً في ذكرى المجازر الأرمنية التي تحييها يريفان وأرمن الشتات في 24 نيسان.
وفي 2014 وصف أوباما المجازر التي تعرض لها الأرمن بأنها «واحدة من أسوأ فظائع القرن العشرين»، في حين وصف الرئيس السابق رونالد ريغن مجازر الأرمن بـ«الإبادة» في عام 1981.
في المقابل، يعترف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن منذ وقت طويل، وذلك بموجب قرارين أصدرهما مجلس النواب عامي 1975 و1984.
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه المجازر التي راح ضحيتها 1.5 مليون شهيد، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن عدد الأرمن الذي قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم قضوا نتيجة الجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وستجرى احتفالات الذكرى المئوية لإبادة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى الجمعة 24 نيسان في يريفان، وسيترأس الوفد الأميركي المشارك في هذه المناسبة وزير الخزانة جاكوب لو «تضامناً مع الشعب الأرمني».