الكرملين: بوتين لا يكترث لمبادرة البرلمان الأوكراني بفرض عقوبات ضده

أعلن المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرد على رسالتين تبناهما البرلمان الأوكراني أول من أمس، توصي إحداهما كييف بفرض عقوبات ضده.

وفي وقت سابق توجه البرلمان الأوكراني «الرادا» إلى الرئيس الروسي بطلب المساهمة في الإفراج عن قائدة الطائرة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو التي احتجزتها السلطات الروسية في حزيران الماضي بتهمة التورط في قتل صحافيين روسيين راحا ضحية قصف جوي في منطقة دونباس.

وكانت كييف تصر منذئذ على إطلاق سراح سافتشينكو التي انتُخبت لاحقاً عضواً دائماً في البرلمان الأوكراني وعضواً في وفد بلادها بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

كما تبنى «الرادا» رسالة أخرى إلى مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوصى فيها بفرض عقوبات ضد شخصيات روسية مسؤولة عن احتجاز سافتشينكو «غير الشرعي»، بحسب السلطات الأوكرانية.

وتضم قائمة العقوبات المقترحة 35 شخصاً، بينهم الرئيس بوتين والنائب الأول لرئيس الديوان الرئاسي فياتشيسلاف فولودين، ومستشار رئيس الدولة فلاديسلاف سوركوف، ورئيس مجلس النواب الدوما سيرغي ناريشكين، ومدير هيئة الأمن الفدرالية ألكسندر بورتنيكوف، وعدد من البرلمانيين والموظفين في أجهزة الأمن والقضاء الروسية، كما دعا البرلمان الهيئات الدولية والجمعيات البرلمانية والحكومات إلى فرض عقوبات مماثلة.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري ضرورة تحقيق «مجموعة الإجراءات» الهادفة إلى تطبيق اتفاقات مينسك بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن لافروف ذكر أن وصول عسكريين أميركيين إلى ميدان «يافوريف» العسكري في غرب أوكرانيا، إضافة إلى ورود معلومات عن وجود عاملي شركة «أكاديمي» العسكرية الخاصة الأميركية في منطقة النزاع جنوب شرقي البلاد، يدلان على خرق كييف التزاماتها «بسحب جميع التشكيلات الأجنبية والمعدات العسكرية والمرتزقة من أراضي أوكرانيا».

وجاء في بيان الوزارة أنه أثناء المكالمة التي بادر إليها الجانب الأميركي بحث الجانبان القضايا الملحة المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وجدول الاتصالات اللاحقة المحتملة.

وشدد لافروف على أن روسيا منفتحة على «تعاون بناء مع الولايات المتحدة على أساس المساواة واحترام المصالح الروسية والتخلي التام عن محاولات الضغط على بلادنا».

كما جاء في البيان أن الطرفين تناولا أيضاً موضوعات دولية أخرى بما فيها سير المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والأزمتين السورية واليمنية.

جاء ذلك في وقت، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن مسألة إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا غير واردة.

وفي مؤتمر صحافي عقده في اختتام محادثاته مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو في باريس، ذكر هولاند أن الجانب الأوكراني كانت تطرح هذه الفكرة خلال لقاء قمة «رباعية النورماندي» في مينسك في 12 شباط الماضي .

وأضاف أنه في حال صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الموضوع فستتخذ باريس خطوات مناسبة «لكن ليس هناك هذا القرار وهو ليس متوقعاً»، أما في الوقت الراهن فـ»هناك اتفاقات مينسك التي تقتضي مراقبة الوضع من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».

وكان الجانب الأوكراني هو صاحب المبادرة بنشر بعثة لحفظ السلام في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا. لكن ممثلي المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي أكدوا مراراً أن هذه العملية «غير مطروحة على طاولة المحادثات»، موضحين أن الاتحاد الأوروبي يدرس مجرد إمكانات لتقديم مساعدة إضافية لبعثة «الأمن والتعاون» العاملة في أوكرانيا لضمان تطبيق اتفاقات مينسك.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن إقدام أوكرانيا على تصنيع «القنبلة القذرة» سيجعلها دولة مارقة ينطبق عليها الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.

وفي بيان علقت الوزارة على تصريحات ألكسندر تورتشينوف، سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، الذي كشف أخيراً أن كييف بصدد تنفيذ برامج عسكرية سرية تهدف إلى تصنيع ما يسمى بـ»القنبلة القذرة» أو السلاح النووي.

وأشارت الوزارة بهذا الخصوص إلى أنه «عادة ما تكون المجموعات الإرهابية هي التي تعلن وجود لديها مثل هذه الخطط».

وتابع البيان: «أملنا أن مثل هذه البرامج لا مكان لها إلا في مخيلة السيد تورتشينوف المريضة، فهو على ما يبدو لا يأخذ في الحسبان تداعيات تنفيذ هذه الأفكار».

واختتمت الوزارة بالقول إن «تصنيع مثل هذه الأجهزة كان سيجعل أوكرانيا دولة مارقة وسيطرح مسألة تطبيق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ضدها».

وكان ألكسندر تورتشينوف قد قال أثناء تقديمه استراتيجية الأمن القومي الأوكراني في 9 نيسان: «سنستخدم جميع مواردنا، لتصنيع السلاح الفعال».

وفي رد على سؤال صحافي عما إذا كان الحديث يدور عن إمكان تصنيع «القنبلة القذرة» أي القنبلة الإشعاعية ، أجاب تورتشينوف قائلاً إن الأهم بالنسبة إلى كييف هو فعالية هذا السلاح، «أما أن يكون قذراً أو نظيفاً فهي مسألة تقنية جانبية».

وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بأن قافلة مساعدات إنسانية روسية جديدة لسكان شرق أوكرانيا عبرت الحدود الروسية ـ الأوكرانية.

وقال أوليغ فورونوف، نائب مدير المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة أمس، إن الإجراءات الجمركية الخاصة بتمرير المساعدات عبر الحدود اكتملت، وإن مجموعتين من الشاحنات توجهتا إلى مدينتي دونيتسك ولوغانسك.

يذكر أن هذه القافلة، وهي الخامسة والعشرين منذ آب الماضي، تضم أكثر من 120 شاحنة تنقل حوالى 1,4 ألف طن من الأغذية والمستلزمات الأولية والأدوية والألبسة والمعدات الخاصة بإخماد الحرائق وهدايا للمحاربين القدامى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى