الزعبي: الروح الوطنية السورية ستظلّ جامعةً لهذا الشعب العريق
تحت عنوان «مجتمع يقرأ… مجتمع يرتقي»، انطلقت احتفالية اليوم العالمي للكتاب في سورية، التي تقيمها وزارة الإعلام بالتعاون مع اتّحاد الناشرين السوريين، وذلك في «مكتبة الأسد الوطنية» ـ دمشق.
وأكّد وزير الإعلام عمران الزعبي في كلمة ألقاها خلال الاحتفالية، أهمية الكتب المدرسية والجامعية لأنها كتب وطنية تخاطب العقل الجمعي الوطني، إضافة إلى تعليم القراءة والكتابة، والقصص الوطنية التي نشأ عليها الشعب السوري، والتي ساهمت في بناء سورية.
وقال الزعبي: «إن كلّ ما حدث في سورية حتى هذه اللحظة، لم يستطع أن يجعل السوريين أهل حزن، إنما أهل ثبات وصمود. والأهم في هذه المرحلة، المحافظة على الهوية الوطنية والاستمرار في بناء الوطن والدفاع عنه».
وأشار الزعبي إلى أن وزارة الإعلام ستساند اتحاد الناشرين الذي يعنى بالكتاب وتوزيعه ونشر الثقافة، على رغم ظروف الأزمة الحالية. كما أشار إلى ضرورة البحث عن إمكانيات جديدة وابتكار طرق لدعم هذا الاتحاد، لا سيما أنّ شريحة الناشرين تعمل في ظروف استثنائية.
وأوضح الزعبي أن سورية التي تعرّضت طوال السنوات الماضية لهذه الحرب الإرهابية، تستحق من الشعب السوري الكثير. وقال: «إن الدفاع عن فكرة سورية هو الدفاع عن فكرة حضارية وإبداعية وإنسانية، وكل ما ينسب إليها من أبجدية وحضارة وتاريخ وكتب وشعر وأدب وبطولات، ينضوي تحت عنوان الفكرة السورية الخالدة».
واعتبر الزعبي أنّ الحرب الصهيونية على اليمن وما يجري في لبنان والعراق وفلسطين، والتآمر على المقاومة، ووجود تنظيم «داعش» الإرهابي، كلّ ذلك يعدّ تآمراً على سورية.
ولفت الزعبي إلى أن السوريين على يقين بأن المعركة مع الإرهاب وأعداء سورية ستنتهي بنصر الشعب السوري الذي أنجب نزار قباني ومحمد الماغوط وعبد السلام العجيلي وغادة السمان وكوليت خوري وغيرهم من المبدعين، وأنّ الروح الوطنية السورية ستظل جامعة لهذا الشعب العريق، لأن ما بينه أعمق وأكبر من أن يفهمه المتآمرون على سورية.
حضر الاحتفالية كل من المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، ووزير الثقافة عصام خليل، إضافة إلى معاوني الوزراء ورؤساء الاتحادات النقابية والمهنية العاملة في الشؤون: الثقافي والإعلامي والتربوي والتعليمي، كما حضر مديرو المؤسسات الإعلامية والثقافية وعلماء الدين ورؤساء اتحادات دور النشر، وحشد من المثقفين والمهتمين.
كتاب في القواعد الإسبانية
بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب، أطلق قسم اللغة الإسبانية في جامعة دمشق أمس، كتاباً في قواعد اللغة الإسبانية وتصريف أفعالها، عنوانه «الفعل في اللغة الإسبانية» للطلاب العرب وذلك في المدرج الخامس في كلّية الآداب والعلوم الإنسانية.
يهدف الكتاب الذي شارك في تأليفه ستّة طلاب من قسم اللغة الإسبانية، إلى توعية الطلاب حول أهمية هذه اللغة وسهولة تعلّمها، وإطلاعهم على وسائل البحث العلميّ وقواعد البيانات المتعلقة بها، وكيفية استخدامها والإفادة منها بشكل يتناسب واحتياجاتهم.
كما يسلّط الكتاب الضوء على أهمّ نقاط ضعف الطالب العربيّ لدى تعلّمه اللغة الإسبانية، وإمكانية إيجاد مرجع في القسم يمكن أن يعتمَد كمتمّم للكتاب الجامعي، ويحتوي معلومات مبسطة، إضافة إلى ترتيب أزمنة الأفعال ترتيباً تصاعدياً من السهولة والبساطة وشيوع الاستخدام، إلى الصعوبة والتعقيد بما يتناسب مع المستويات المبتدئة، وصولاً إلى المتقدّمة في تعلّم اللغة.
ويتميّز الكتاب بأنه يتضمن قسماً خاصّاً لأكثر الأخطاء شيوعاً لدى الطالب العربي لدى تعلّمه اللغة الإسبانية.
وقال معن عقدة، مدرّس مقرّر الاستيعاب والتعبير الكتابي والمشرف على تأليف الكتاب: «من الأسباب التي دفعت إلى تأليف الكتاب، صعوبة الحصول على المناهج الدراسية والكتب الجديدة في ظل الظروف الراهنة. وتحفيز الطلاب على البحث والعمل الدؤوب بطريقة فعالة لكسب الوقت والمهارات الجديدة. إضافة إلى عدم وجود كتب تخصّصية تعالج مشاكل الطالب العربي التي يواجهها أثناء تعلّمه اللغة الإسبانية».
وأوضحت الطالبة مرح قرعيش، المشارِكة في تأليف الكتاب، أنها قامت مع زملائها: حنان مسعود وآية عكرمة وجهاد مرعي وزكريا حمدان ومعاوية حلاوة، من طلاب السنة الثانية، بإنجاز الكتاب عبر عمل جماعيّ منظّم ومتواصل. لافتةً إلى إمكانية استخدام الكتاب كمرجع لطلاب قسم اللغة الإسبانية خلال السنوات الأربع، كونه يشمل عدداً كبيراً من الأفعال وتصاريفها وطرق استخدامها.
وأكدت رئيسة قسم اللغة الإسبانية وآدابها الدكتورة علا التونسي، أن القسم يقوم سنوياً بنشاط ثقافيّ يهدف في الدرجة الأولى إلى تحفيز الطلاب على تحسين لغتهم. وقالت إنّ النشاط خطوة أولى نحو وضع عدد آخر من الكتب، ليس فقط في مجال القواعد، إنما في مجالات أخرى كالترجمة، إذ حمل نشاط هذه السنة عنوان «معاً نفكر… معاً نؤلف. الخطوة الأولى… كتابنا الأول».
وأضافت: «إن الكتاب عمل تفاعليّ قام به الطلاب مع المدرّس بهدف الخروج من عملية التلقين في التدريس. ويتميز بأنه موجّه إلى الطلاب العرب، لأنه يعالج المشاكل التي تواجههم أثناء تعلّم اللغة الإسبانية. إذ يصحّح الأخطاء الشائعة لديهم، ويسلّط الضوء على نقاط ضعفهم بشكل متخصّص».
وألقى معاوية حلاوة خلال الحفل قصيدةً لأبرز شعراء العصر الأندلسي ـ ابن زيدون ـ بعنوان «إني ذكرتك بالزهراء»، وذلك باللغة الإسبانية. ورافقه عزفاً على آلة الغيتار زكريا حمدان، وعلى آلة القانون ماهر خضر.
وفي تصريح للصحافيين، قال رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي إنّ هذا النشاط يعدّ من النشاطات المتميزة التي يقوم بها طلاب قسم اللغة الإسبانية. ووافقت الجامعة مباشرةً على طبع الكتاب ليتوفّر بين أيدى الطلاب.
وقال عميد كلّية الآداب والعلوم الإنسانية خالد الحلبوني إنّ تأليف الكتاب نشاط إبداعيّ نعتزّ ونفتخر به، خصوصاً في ظلّ الظروف التي تمرّ بها سورية، وهو رسالة للردّ على أعداء سورية الذين يحاولون تدمير الفكر والحضارة والدولة السورية.
يذكر أن أكثر من 500 مليون شخص حول العالم يتكلّمون اللغة الإسبانية، وهي اللغة الثانية من حيث عدد المتكلّمين بها، والثانية أيضاً من حيث التواصل العالميّ، إضافة إلى كونها اللغة الرسمية في عشرين دولة في العالم، والثالثة من حيث الاستخدام على الإنترنت، والثانية من حيث الاستخدام على صفحات التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و«تويتر».