معقول ما في شي بيجمعنا؟!

ربّما أحيت ذكرى مئوية المجزرة الأرمنية الكثير من الآمال والأحلام في نفوس اللبنانيين وجعلتهم يحلمون بتلك الوحدة التي يرون بها الشعب يلتفّ حول بعضه بعضاً في الأزمات والذكريات. يقولون إن الأزمة توحّد ويقولون إن الأحزان يمكن لها أن تجمع ما تفرّقه الأفراح، هكذا اعتدنا من خلال ممارساتنا اليومية في الحياة ومن خلال تجاربنا الخاصّة في الحياة. لكنّ الحقيقة تختلف عندما تصبح المأساة بحجم وطن. ففي ذكرى المجزرة الأرمنية لفت المواطنون اللبنانيون تجمّعَ الأحزاب الأرمنية الثلاثة المتنافرة وقت إحياء الذكرى فكان الألم هو الموحّد وهو ما لا يمكن أن نراه في وطننا. إذ نلاحظ الاجتماع في القضايا العادية والتافهة التي يمكن من خلالها للمواطن أن يثور على دولته ومجتمعه أمّا عند القضايا المصيرية أو تلك الخاصّة بحزب معيّن أو موقف سياسيّ خاص نرى روح التنافر تتصاعد بين اللبنانيين، لينسى الأخ أخاه والصديق صديقه. وهنا تساؤل بسيط: «معقول ما في شي بيجمعنا؟»… فهل كتب على اللبنانيين أن يظلّوا أسرى الصراعات الطائفية إلى ما لا نهاية؟!

واقع فناني الدراما السورية في زمن الحرب!

لكلّ شخص رأيه الخاص بما يجري من حوله على جميع الأصعدة إن كانت أوضاعاً سياسية أو اجتماعية أو حتى فنيّة، وهنا رأي المدير الفني السوري زهير العربي بفنانّي الدراما السورية عرضه على صفحته الخاصّة ويستحقّ منّا القراءة. وقد كتب: «بغياب بعض نجوم الصف الأول تقدم إلى واجهة الساحة الدرامية بعض فنانين الدرجة الثانية والثالثة والرابعة بالإضافة إلى قوادي وعاهرات الفن فشبح البعض منهم علينا بشعارات حب الوطن وعلم الوطن، فاحتلوا الصفوف الأولى على الشاشات التلفزيونية مستفيدين بذلك من أموال الدولة والجهات الإنتاجية الموالية لها تحت شعار: إذا جاءتك الفرصة فاغتنمها .

والبعض الآخر قرر الانتقال إلى صف ما يسمى بفناني المعارضة السورية وأصدقائها فشبحوا علينا بشعارات حقوق الإنسان والدفاع عن الشعب السوري وحريته. مستفيدين بذلك من أموال البترو دولار الخليجية وإعلامها السطحي المضلل تحت شعار حلال على الشاطر .

أما بعض نجوم الصف الأول المطلوبين تسويقياً للسوق الدرامية فكانوا الأكثر ذكاء فشبحوا علينا بسياسة النأي بالنفس وعدم الرغبة بدخول متاهة الاصطفاف السياسي الحاد حرصاً منهم على سورية الوطن من التقسيم والتفتيت، مستفيدين بذلك من أموال وفرص الطرفين تحت شعار وين بترزق إلزق .

وبهذا ساهم بعض فنانينا «المتثاقفين» بكافة اتجاهاتهم وميولهم الانتهازية بتذويب جبل الملح الوهم للدراما السورية التي لم تبنَ أصلاً على حاجة إبداعية أو همّ وطني بل على مصالح شخصية ضيقة، كما أنها لم تؤسس لتقاليد درامية مبدعة فتراجعنا عن الساحة الفنية وتقدمت علينا الدراما اللبنانية والمصرية والخليجية والتركية ويمكن حتى الدراما الصومالية .

فشكراً لطليعة الوطن فقد كنتم فعلاً على مستوى المسؤولية، عندما تعرض وطنكم للخطر فهنيئاً لنا بكم ….. والسلام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى