ستة سيناريوات للاتفاق بين إيران والدول العظمى… بعيون صهيونية

قال الجنرال الاحتياط، «الإسرائيلي» عاموس يدلين، في دراسة نشرها موقع «مركز أبحاث القومي الإسرائيلي»، إن الدولة العبرية ليست موجودة على أجندة المفاوضات التي أجريت وستُجرى لاحقاً بين إيران ومجموعة «5+1»، في كل ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين، خصوصاً بعد إبرام اتفاق الإطار بين الجانبين أواخر شهر آذار الماضي.

واستعرض يدلين ستة سيناريوات للتطوّرات والمستجدات التي قد تحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة، حتى توقيع الاتفاق النهائي، في شهر حزيران المقبل. أوّلها عدم توصّل إيران والدول العظمى إلى اتفاق نهائي، وذلك بسبب الخلاف على تفسير التفاهمات التي تم التوصل إليها في لوزان.

أمّا السيناريو الثاني، فهو فشل المفاوضات بين الطرفين، وإعلان إيران انسحابها من الاتفاق الإطاري، وقيامها بتوسيع البنية التحتية لبرنامجها النووي، من دون البدء في إنتاج القنبلة النووية.

والسيناريو الثالث، يتمثل بفشل المفاوضات وأن تتّخذ إيران قراراً بالتوجه نحو إنتاج القنبلة النووية، والانسحاب من وكالة الطاقة الذرية الدولية، أْو الشروع سرّاً بتصنيع القنبلة النووية. في حين يتمثل السيناريو الرابع، بنجاح المفاوضات، والتوصل إلى اتفاق نهائيّ وفق التفاهمات التي تمّ التوصل إليها في لوزان، لتبدأ على إثر ذلك علاقات جيدة بين طهران والدول العظمى، بحيث تتعهد إيران بعدم القيام خلال 15 سنة، بعدم إنتاج القنبلة وعدم تطوير برنامجها النووي العسكري.

أمّا السيناريو الخامس، بحسب الجنرال يدلين، فهو أن تحافظ إيران على الاتفاق النهائي، من دون التتنازل عن هدفها الاستراتيجي، أي امتلاك القدرات الكافية لإنتاج القنبلة النووية في أيّ وقت تقرّره وخلال فترة قصيرة جدّاً.

أخيراً، السيناريو السادس، الذي يتمثل بإجراء إيران عمليات سرية مناقضة للاتفاق، والعمل على تآكله، إذ تقوم بإنتاج القنبلة النووية قبل انتهاء فترة الاتفاق مع الدول العظمى أو بعدها.

ورأى يدلين أنه بناءً على السيناريوات الستة هذه، يُفضّل أن تقوم الدول العظمى بالتوقيع على اتفاق نهائيٍّ مع إيران، على اعتبار أنّ ذلك أفضل بكثير من الاتفاق الإطاري، الذي تم التوصل إليه في لوزان في سويسرا، إلى جانب العمل على تحسين الاتفاق بحيث يشمل مراقبة أعمال البحث والتطوير في المنشآت الإيرانية، وتواجد المراقبين الدوليين في المفاعلات النووية الإيرانية، بشكل دائم.

واعتبر يدلين، أنّ البديل للاتفاق الإطاري المُحسّن في لوزان، سيكون بالضرورة فرض عقوبات مشددة جدّاً على إيران، تكون لها تبعات سلبية جداً على إيران في جميع المجالات، بما يؤدّي إلى إلزام الإيرانيين بالتنازل عن مواقفهم الحالية والعمل على الوصول إلى اتفاق جيد لهم.

وأوضح يدلين، أن تشديد العقوبات على إيران من شأنه الكشف عن نوايا إيران الحقيقية وخطورتها، والتأثير على قرار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الإمام علي خامنائي في خصوص إنتاج القنبلة النووية الإيرانية.

وشدد الجنرال يدلين على أن التوقيع على اتفاق مع إيران، سيتيح للدول العظمى بعد 10 حتى 12 سنة، الفرصة لتحديد نية النظام الإيراني، لجهة ما اذا كان تحول نحو الاعتدال، أم أنه لم يغيّر سياسته لجهة إنتاج القنبلة النووية.

من جهة ثانية، اعتبر يدلين انه من الافضل لـ«إسرائيل»، التوقيع على اتفاق دفاع خاص مع الولايات المتحدة الأميركية، بقتصر على مواجهة البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن السيناريو الأصعب في حال التوصل إلى الاتفاق بموجب تفاهمات لوزان، لا يكمن في تحقق السيناريو الذي تقوم إيران فيه بخرق الاتفاق والسعي نحو القنبلة النووية، بل الاخطر أن تحافظ إيران على بنود الاتفاق، ولا تعطي الولايات المتحدة الذريعة لوضع عوائق أمامها للوصول إلى دولة على مسافة صفر من القنبلة النووية، بفضل برنامج نووي شامل ومتطور.

واعتبر يدلين، أنّ «إسرائيل» ستجد نفسها في مثل هذه الحالة، أمام مفترق طرق صعب للغاية، يحتّم عليها اتخاذ قرار تاريخي ومصيري، بما في ذلك اللجوء إلى الخيار العسكريّ. وأكد أن السيناريوات التي طرحها في دراسته، يجب أن تناقَش في دوائر صنع القرار «الاسرائيلية»، بما يؤدّي إلى بلورة استراتيجية «إسرائيلية» واضحة، خصوصاً أنه لم يبق لدى «إسرائيل» القوت الكافي لذلك. معتبراً أنّ الطريقة الأنجع تكمن في التوصل إلى اتفاق ثنائيّ مع أميركا، يشمل تفاهمات مبدئية، بينها تهديد أميركي واضح بعدم السماح لإيران بالتقدم أكثر نحو القنبلة النووية. كما يجب أن يتضمن الاتفاق، بنداً تمنع بموجبه الولايات المتحدة دولاً أخرى في الشرق الأوسط من السعي إلى امتلاك أسلحة نووية، لأن من شأن ذلك، أن يشكّل تهديدا استراتيجياً على الأمن القومي «الإسرائيلي».

وخلص يدلين إلى القول، إن السيناريوات المشار إليها يجب أن تكون في صلب المفاوضات الثنائية بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، على اعتبار أن إبرام اتفاق كهذا بينهما، سيضمن لـ«إسرائيل» الدفاع عن نفسها في حال خرق إيران الاتفاق مع الدول العظمى، أو في حال نشوب أزمات بين إيران وأميركا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى