عيسى لـ«فارس»: رغم الدعم التركي و«الإسرائيلي» سورية ستتغلب على همجية التكفيريين
كشف المحلل العسكري والسياسي السوري محمد فريد عيسى عن قيام الحكومة التركية بتسهيل تحشّد الميليشيات المسلحة بأعداد كبيرة في إدلب ومحيطها تمهيداً لمعركة كبرى في الشمال السوري.
ووصف عيسى هذه الخطوات بالمحاولة من المحور القطري – التركي لفرض جغرافيا جديدة في الشمال، «إلا أن الجيش السوري سيبقى محافظاً على موازين القوى في المنطقة بكونه الأقدر على استخدام الوسائط النارية المختلفة بما يتناسب والجغرافيا العسكرية التي فرضتها المستجدات».
ولفت الى أن «القوات السورية التي ترابط في المنطقة تمكنت من السيطرة على العديد من النقاط الاستراتيجية في الصراع القائم بينها وبين الميليشيات التي تلقت دعماً كبيراً من الجيش التركي، وإن كانت الميليشيات قد استقدمت نحو 7 آلاف مسلح لكنها لن تتمكن من التأثير على موازين القوى وذلك لأن الجيش السوري تمكن من رصد نقاط ارتكاز الإرهابيين داخل المدينة ويقوم باستهدافها كلما حاولت تغييرها، كما إن العمليات الجوية السورية المستمرة تتمكن تباعاً من ضرب الميليشيات في شكل مؤثر وتحد من قدرتها على التحشد».
وبيّن المحلل السوري إن «إستراتيجية الإرهابيين في إدلب تقوم على تكثيف الهجمات الانتحارية على النقاط السورية باستخدام العربات المصفحة المفخخة، إلا أن الكمائن المتقدمة التي يرصد من خلالها الجيش السوري هذه المفخخات أدت إلى تدميرها جميعاً بعيداً من النقاط السورية مما أربك الميليشيات التي تحاول صنع ثغرة في خطوط الدفاع السورية».
وأضاف: «استراتيجية القوات السورية على ما يبدو تعتمد الدفاع في المرحلة الحالية على المستوى البري وتوجيه الضربات الخاطفة في مناطق لا يتوقعها العدو، مع استمرار الهجوم جواً وبراً وهذه الإستراتيجية هي الأفضل لطبيعة المواجهة التي لن تكون سهلة ولكنها لن تكون بالمطلق لمصلحة التكفيريين».
ولفت عيسى إلى تحصن التكفيريين وراء المدنيين على رغم أن حسابات العدد تميل لمصلحتهم ويؤكد على الخوف الكبير لدى الميليشيات المسلحة من العمليات السورية، وبالتالي «فإن القوات السورية ملزمة بالتحسب كثيراً في أي عملية اقتحام لمدينة إدلب كون المدنيون هم الطرف الأضعف في هذه المعادلة التي لن تصب في مصلحتهم وعلى ذلك يحاول قادة الميليشيات ومشغلوها الاستفادة من حفاظ الدولة السورية على سلامة مواطنيها لخلق مكاسب إعلامية على الصعيد الميداني».
وأكد عيسى أن «تعقيد جغرافيا المنطقة الشمالية من سورية يميل لمصلحة القوات السورية التي تستفيد من تمكنها من الحفاظ على نقاط الارتكاز»، مشيراً إلى أن «تحسن المناخ في الشمال سيؤدي إلى زيادة العمليات العسكرية الجوية، الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى ضعف الميليشيات وإفقادها القدرة على المناورة في الخطوط الخلفية والإمداد في المواجهة وبالتالي فإنه من المتوقع أن تفضي العملية العسكرية على صعوبتها لإنجاز أسطوري في الشمال للجيش السوري، بكونه أصبح يمتلك كل مفاتيح المواجهة ويقدر على تفكيك عناصر المعركة قبل دخولها، الأمر الذي يحسم المعركة أياً كانت صعوبتها، فالعقل السوري سيتغلب على الهمجية التكفيرية حتى ولو كانت مدعومة من الأتراك والإسرائيليين».