الأردن يترقب عودة «داعش» بعد طرده من العراق

بشرى الفروي

تتواصل العمليات العسكرية للقوات العراقية لطرد «داعش» من المناطق التي ينتشر فيها. حيث أعلن قائد عمليات الأنبار بالوكالة اللواء الركن محمد خلف عن مشاركة الطيران الحربي العراقي وطيران الجيش بصدّ هجوم لتنظيم «داعش» على ناظم الثرثار شمال شرقي الفلوجة، وفيما بيّن أن التنظيم لم يسيطر على ناظم الثرثار، أكد أن الاشتباكات لا تزال مستمرة.

وكانت مجموعة من عناصر «داعش» هاجمت مساء الجمعة مقراً عسكرياً قرب «ناظم الثرثار» مما أدى إلى اندلاع اشتباك بينها وبين القوة الموجودة في المقر، استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة. وقُتل قائد الفرقة الأولى في قوات التدخل السريع بالجيش العراقي.

هذا وقد أقدم تنظيم «داعش» على إحراق بعض مستودعات النفط التي سيطر عليها في بيجي شمال تكريت، مما تسبب بتصاعد سحب كثيفة للدخان الأسود في أغلب سماء المحافظة وأدى إلى إندلاع إشتباكات عنيفة بين التنظيم الإرهابي والقوات العراقية المشتركة في المنطقة.

وتدور معارك عنيفة منذ الخميس الماضي بين مسلحي التنظيم واللواء الأول من الجيش العراقي في المنطقة التي تقع بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمته بالاحتفالية الكبرى بذكرى استشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم: إن «إخراج «داعش» من العراق بات قريباً»، وأكد أن الحشد الشعبي يضم جميع مكونات الشعب العراقي.

وأشار العبادي إلى أن نزوح سكان الأنبار غرب العراق لم يكن له أي مبرر بل كان بفعل التحريض، كما حيا أهالي جميع المحافظات التي استقبلت النازحين.

الهزائم المتكررة «لداعش» في العراق والضغط المتواصل لطرده من المنطقة مع اقتراب معركة الموصل في الشمال أجبر التنظيم المتطرف على التفكير بالعودة إلى حيث نشأ وإلى الحاضنة الشعبية الكبيرة له في الأردن والسعودية. ولذلك نرى عمليات متكررة على الحدود الأردنية والسعودية مع العراق، والأحداث الأخيرة في معبر طريبيل في محافظة الأنبار خيرُ دليل. حيث شنّ مسلحو تنظيم «داعش»، ثلاث هجمات انتحارية على هذا المعبر ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من قوات الأمن العراقية هذا المعبر الذي يعد المنفذ الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق ويقع بين بلدة طريبيل العراقية في محافظة الأنبار وبلدة الرويشد الأردنية في محافظة المفرق، وهو خاضع لسيطرة القوات العراقية.

ولم يصغِ الأردن الى دعوات الحكومة السورية المتكررة لإنهاء الدور الذي يلعبه كمنصة إنطلاق ومقر لغرف عمليات المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، بل فضّل أن يكون مسرحاّ للتآمر على سورية والعراق وداعماً مباشراً لجبهة النصرة في الجنوب السوري. لكن المتغيرات العاصفة في المنطقة لا تجري كما تشتهي سفن المملكة. فمن يزرع الشوك لا يحصد العنب.

فالغطاء بدأ يتكشف عن التناقضات في الداخل الأردني من سلفيين مؤيدين لـ»جبهة النصرة». إلى «إخوان مسلمين» طامحين للسلطة، إلى مناصرين «لداعش» في مناطق واسعة من الأردن. هي لا ترى حرجاً من دعم «القاعدة» في سورية ورفضها في العراق تحت ذريعة «أن لا حول لها ولا قوة». وهي مجرد أداة بيد مشغليها.

الأردن بدأ يختنق من دخان الحروب التي كان له دور كبير في إذكاء نارها. وحتمية انتقالها إلى الداخل الأردني أمرٌ يؤكده المراقبون. فهل سيدفع الأردن لوحده ثمن أخطاء كلَّ من ارتضى أن يكون حذاء لـ «إسرائيل» وأميركا؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى