السعودية وحرب الاستنزاف مع إيران
ناديا شحادة
حالة من الجدل الواسع تثيرها استمرار العمليات العسكرية والغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الصهيو- اميركي الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني، فرغم اعلان التحالف وقف عملية عاصفة الحزم بعد 27 يوماً على انطلاقها والبدء في عملية اعادة الأمل التي تستهدف في المقام الاول استئناف العمليات السياسية بين الفرقاء اليمنيين، وعلى رغم إعلان العميد احمد عسيري انتهاء العلمية إلا ان القصف الجوي ما زال مستمراً فالتحالف واصل قصفه بشن غاراته على اليمن.
فبعد مرور يومين على وقف العاصفة قام التحالف بقيادة السعودية في صباح 23 نيسان بشن غارات على محافظة تعز وأب وسط اليمن وتم استهداف مقر اللواء 35 التابع للجيش، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة ولم تتغير الأوضاع على الصعدين السياسي والميداني العسكري فالحوثيين لم يتخلوا عن المدن التي سيطروا عليها، والحوار لم يبدأ والمبادرات لم يتم طرحها والقصف الجوي مستمر والمواجهات على الارض شرسة، بخاصة أن مؤشرات التسويات تبدو بعيدة على رغم رسم اطاراتها، والسعودية التي فشلت بجعل الحوثيين يستسلمون بالقوة لن تستطيع جعلهم بالاستسلام بالحصار الذي فرضته على اليمن.
وكان الحوثيون طالبوا بوقف كامل للغارات الجوية وفك الحصار قبل استئناف الحوار بإشراف الأمم المتحدة والتي عينت مؤخراً وسيطاً جديداً لها في اليمن، كما جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في بيان حيث قال: «نطالب وبعد التوقف التام للعدوان الغاشم على اليمن وفك الحصار البحري والجوي على الشعب باستئناف الحوار السياسي برعاية الامم المتحدة.
و تحاول السعودية في حربها ضد الحوثيين ان تتبع الطريقة «الإسرائيلية» في حربها على غزة وان تفرض حصار على الشعب اليمني تماماً كما فرضت «إسرائيل» الحصار على قطاع غزة حيث فرضته منذ عام 2007 ومنذ ذلك الوقت شنت «إسرائيل» 3 حروب على القطاع آخرها كانت تلك التي وقعت في آب عام 2014 وأسفرت عن استشهاد اكثر من ألفي فلسطيني وجرح اكثر من 10 آلاف آخرين فضلاً عن تدمير آلاف المنازل، ولكن انتهت بالنصر للمقاومة الفلسطينية رغم الحصار «الإسرائيلي» .
ويؤكد المتابعون ان القيادة السعودية ارادت من خلال حربها على الحوثيين ايصال رسالة الى الايرانيين وحلفائهم في اليمن، والازمة اليمنية باتت تفرخ ازمات اكبر بالنسبة الى السعودية التي تحاول ان تظهر بمظهر البريء دائماً بينما هي مصدر الشرور في كثير من الدول والسبب في ازمات المنطقة بأكملها، السعودية التي تسعى بشتى الطرق التحرش بإيران حيث منعت يوم الخميس طائرة نقل ايرانية من الهبوط في مطار صنعاء تحمل مساعدات انسانية ومواد طبية مخصصة للمدنين اليمنين الذي تضرروا من العدوان السعودي وتكررت العملية الجمعة الماضي للمرة الثانية، وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان السبت الماضي حيث قال: «انه خلال اليومين الماضيين قامت طائرتان إيرانيتان محملتان بالمصابين اليمنيين الذين تلقوا العلاج في إيران وكانوا متوجهين الى بلادهم، وكذلك كانتا تنقلان مساعدات انسانية، الا انه للاسف بعد التدخلات السعودية غير الشرعية في الاجواء اليمنية وتلقيهما انذاراً اضطرتا الى مغادرة اليمن والعودة الى ايران».
ويؤكد المتابعون ان السعودية بسياستها الحالية في اليمن بالاضافة الى تحرشها بإيران بعد منع المساعدات الايرانية من الوصول للشعب اليمني بالاضافة الى تمسكها بالحصار البحري رغم وجود سفن إيرانية في خليج عدن حيث أرسلت طهران 6 سفن حربية الى المياه الدولية بما في ذلك الخليج، السعودية بسياستها تلك تسعى الى منح نفسها مكانة أعلى، وربما نشهد حرب استنزاف لمدة شهرين بين السعودية وإيران في المياه اليمنية تكون دافعاً لتدخلات ومبادرات دولية تفتح الطريق إلى مفاوضات إيرانية سعودية، والأخيرة تسعى لتكون بموقع الند لإيران كما فعلت طهران في مفاوضاتها النووية مع أميركا والدول الكبرى من موقع الند للند.