همزة وصل الدعوة العاقلة
نظام مارديني
ستشكل الدعوة الرسمية «العاقلة» التي وجهها المبعوث الأممي إلی سوریة ستیفان دي میستورا إلى الدولة «العاقلة»، إیران، للمشاركة في مؤتمر «جنيف 3»، «مغصاً» لدى بعض الدول رافضة هذا الدور من جهة كون الجمهورية الإيرانية داعمة للنظام ضد الهجمة البربرية التي تتعرض لها سورية منذ أربع سنوات.
لم تأتِ دعوة دي میستورا خلال لقاءه وزير الخارجية الإيراني من فراغ. إنما لأن الدولة الشهيرة بحياكة السجاد بأدقّ تفاصيله، استطاعت أن تحوك سياستها الإقليمية والدولية بروح المسؤولية العاقلة التي لا يستفزها من يملكون أفكاراً «خبيثة وجهنمية وفاسدة» من الدول الإقليمية والغربية لتوجيه اهتمامها عن القضايا الأساسية الأهم التي تمر بها المنطقة.
فالدولة التي استطاعت أن تواجه «لعبة» تدوير الزوايا خلال عشر سنوات من المفاوضات في شأن ملفها النووي مع الدول الست، قادرة أيضاً على مواجهة المشهد الإقليمي المترع بالأوجاع، خصوصاً أنه ليس من الانصاف ولا من الوفاء أن تُنعت دولة تخوض غمار الحرب ضد الارهاب، وتتلظى بنيران تلك الحرب، بنعوت لا تليق بجهادها وكفاحها، وأن يتمادى آخرون بالتطاول عليها أو الانتقاص من دورها ومكانتها الإقليمية.
لقد أفصح العالم بعد نجاح المفاوضات في شأن النووي بين إيران والدول الستّ الكبرى، فصولاً جديدة من فصول النجاح السياسي الذي أداره مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي عن بعد. كما كشفت فصولاً جديدة من فصول المواجهة الدائرة بين محور المقاومة وأحد أعمدتها الفقرية، إيران. ومن بين هذه القوى الإرهابية المدعومة من قوى الاستعمار بقيادة الولايات المتحدة و»إسرائيل» والدول الخليجية وعلى رأسها مملكة الظلام السعودية، هذا المحور الاجرامي الذي يحاول منذ أربع سنوات مدّ أذرعه إلى الداخل السوري والعراقي واليمني والبحريني بمساندة رهط من السياسيين والمثقفين الليبراليين، الذين يتلقون التمويل والتوجيهات وتسهيل المرور، ما يؤذي شعوب هذه الدول ويعرقل مسارات صمودها ضدّ الإرهاب وعناوينه المختلفة.
يبقى أن العنوان الاساس الذي التقطته الدولة الإيرانية «العاقلة»، وخاضت به مواجهاتها الإقليمية والدولية، هو العنوان الفلسطيني الذي أربك كلّ خصومها وأعدائها. وهي لا تزال تعيش ارتداداته يومياً من غزة الصامدة إلى جنوب لبنان المقاوم، وصولاً إلى الجولان المحتل المنتفض ضدّ الاحتلال وغلمانه.
تدرك الدولة «العاقلة» أن إنهاء الإرهاب عسكرياً، يجب أن يتقدمه إنهاء الدول الداعمة له سياسياً. وهذه الدولة «العاقلة» لا تزال تتلمس يومياً آثار هذا الارهاب، وتعرف من يقف وراءه وما أهداف داعميه، وإلى أين يراد له أن يسير.