صوغ الاتفاق النهائي يبدأ اليوم ويستمر للأسبوع المقبل
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن حل القضية النووية يعتبر الخطوة الأولى لتسوية المشاكل الأساسية في البلاد، وأضاف: «أن البعض يتصور أن الحكومة في المفاوضات النووية تريد فقط أن تحلّ معضلة واحدة وهي البرنامج النووي في حين يعتبر حل هذه القضية الخطوة الأولى لتسوية المشاكل الأساسية».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن أعداء الشعب الإيراني قد أثاروا مشكلتين من دون وجه حق، وقال إن المشلكة الأولى هي أنهم وجهوا لنا تهمة بأننا نسعى وراء إنتاج سلاح نووي، والثانية خلقوا آلية خاطئة لشل نظامنا المصرفي لإيجاد عراقيل أمام تدفق الاستثمارات إلى البلاد وصادرات وواردات السلع.
وصرح قائلاً: «إننا في المفاوضات نسعى وراء قضيتين. الأولى رفع التهم بحيث نريد أن نثبت بأن ضامري السوء قد كذبوا على العالم، لأن إيران تسعى فقط وراء التقنية النووية السلمية وليس صنع قنبلة مدمرة ومحرمة ومحظورة بالنسبة لنا بناء على الفتوى الصادرة عن قائد الثورة الإسلامية».
وتابع: «القضية الثانية هي أننا خلال هذه المفاوضات نريد إزالة المشاكل والمعضلات التي خلقها لنا ضامرو السوء، بحيث يمكن أن تزال هذه المشاكل خلال الأشهر المقبلة، من خلال إبرام اتفاق نهائي وذلك إذا كانت لدى الطرف الآخر إرادة جادة في هذا المجال».
وصرح الرئيس روحاني: «أننا من خلال توجيهات وإرشادات قائد الثورة الإسلامية ودعم الشعب الإيراني، سنواصل نهج التعامل البناء مع العالم وليس بمقدور أحد في العالم أن يواصل الضغط والحظر على إيران خلال الأشهر والسنوات المقبلة، مؤكداً أن نظام الحظر قيد الانهيار والاضمحلال بشكل كامل».
تصريحات روحاني جاءت بعد يوم على تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن إدارة أوباما ستتمسك بتنفيذ التزاماتها الدولية بشأن إيران بغض النظر عن الخلافات الداخلية.
وكان الوزيران قد عقدا لقاء في مقر إقامة السفير الإيراني في الأمم المتحدة، وذلك على هامش اجتماع متابعة معاهدة حظر الانتشار النووي المنعقد في نيويورك.
وقد استمر اللقاء ساعة ونصف الساعة وشارك فيه مساعدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، وممثل إيران في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو.
وأشار ظريف بعد اللقاء إلى أن إيران ودول السداسية ستبدأ يوم الأربعاء 29 نيسان في نيويورك بصياغة نص الاتفاق النووي النهائي، مضيفاً أن هذه العملية ستتطلب الكثير من الوقت، لافتاً أن مفاوضات إيران والسداسية ستستمر الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، أكد الوزير الإيراني أن «إسرائيل» تمثل أكبر خطر على السلام في العالم، مشيراً إلى أن النظام الصهيوني لم يوقع معاهدة حظر الانتشار النووي أو أي اتفاق نووي آخر على رغم أنه يملك أسلحة نووية.
وفي السياق، أعلن وزير الأميركي أن الدول الست الوسيطة وإيران أقرب «من أي وقت مضى» من انتهاء مفاوضاتهما حول برنامج طهران النووي.
وفي كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي الذي انعقد في نيويورك لمراجعة تطبيق معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، قال كيري إن «على العالم أن يبقى موحداً ويرفض فكرة انتشار السلاح النووي أينما كان».
وتابع قائلاً: «إن هناك اليوم إمكان التوصل إلى تقدم تاريخي»، معيداً إلى الأذهان أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في مجموعة «5+1» حددت لإيران معايير صارمة ستغلق أمامه إمكان امتلاك السلاح النووي.
وأضاف كيري أن العمل على تحضير وثيقة الاتفاق بين الطرفين لم ينته بعد، وأن هناك مسائل لا تزال عالقة، «لكننا أقرب من أي وقت مضى من إلى اتفاق شامل جيد»، مشدداً على أن الوثيقة المستقبلية ستستند إلى آلية خاصة لمراقبة تطبيق بنودها «وليس على تعهدات أحد الطرفين».
من جهة أخرى، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو إنه ليس لدى الوكالة ضمانات بأن جميع المواد في إيران تستخدم في الأغراض السلمية.
واعتبر أمانو في مؤتمر لمراجعة اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية أن الوكالة ليست في موضع يمكنها من خلاله ضمان أن جميع المواد تستخدم للأغراض السلمية.
كما أكد أن الوكالة تواصل عمليات التفتيش والمتابعة لضمان عدم التحول من برنامج سلمي إلى استخدام للأغراض العسكرية، مشدداً على أن الوكالة ستبذل كل ما هو ممكن لتوضيح جميع الأسئلة.
وأكد أمانو ترحيبه بالاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة «5+1» في مدينة لوزان السويسرية بشأن برنامج طهران النووي.
إلى ذلك، قال وزیر الخارجیة الإيراني خلال لقائه أمانو إن المفاوضات النوویة وضعت صدقیة الوكالة في معرض اختبار جاد، مشيراً إلی أرضیات التعاون المشترك بین إیران والوكالة الدولیة للطاقة الذریة وأكد أهمیة دور الوكالة المسؤول والبناء في التوصل إلی اتفاق محتمل وشامل بین إیران ومجموعة دول 5+1 .
من جهة أخرى، أعرب أمانو خلال اللقاء عن ارتیاحه لتعاون إیران البناء مع الوكالة وكذلك التقدم الحاصل في المفاوضات النوویة، مؤكداً استعداد وجدیة الوكالة لتسویة القضایا وكذلك لعب دور فاعل ومناسب في المفاوضات.