بو صعب: الصرخة ليست موجهة ضدّ المسلمين بل ضدّ الظلم

دافع وزير التربية إلياس بو صعب عن القرار الذي اتخذه لجهة تعطيل المدارس في الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، مؤكداً، من ناحية أخرى، أنّ «الامتحانات الرسمية وتصحيحها، سوف تتم بتعاون وثيق بين الوزارة والأساتذة»، مكرّراً الإعلان عن سعيه «الدائم إلى إقرار حقهم بسلسلة رواتب تضمن لهم العيش الكريم».

وقال بو صعب، خلال إحياء اللجنة التربوية لمدراس مطرانية الأرمن في لبنان، الذكرى المئوية للإبادة» باحتفال طلابي في قصر المؤتمرات – ضبيه، تحت شعار «أتذكر وأطالب»: «هذه الصرخة ليست موجهة ضدّ المسلمين في لبنان أو سورية أو الأردن أو فلسطين أو تركيا أو في أي مكان في العالم، لأنّ الحقيقة أنّ الشريف حسين هو أول من قام بحماية الأحياء من المهاجرين الأرمن وغيرهم الذين غادروا مدنهم ووصلوا إلى سورية ثم إلى لبنان وفلسطين والأردن وانتشروا في العالم»، مشيراً إلى أنّ «هؤلاء عاشوا على مدى مائة عام في هذه الدول مع مواطنيهم المسلمين بسلام ووئام، وشاركوا في نهوض الأوطان التي احتضنتهم وأصبحوا مواطنين».

وإذ لفت بوصعب إلى أنّ «هذا الموقف ليس موجهاً ضدّ الأتراك»، استغرب «وجود أصوات في الداخل تحمي من ارتكب مجزرة في التاريخ، وبالتالي فإنّ السكوت عنها بعد مائة عام يشبه من يقول إننا نسكت عن جرائم داعش، وإذا سكتنا عن هذه الإبادة فكأننا نسكت عن شهادة مليون ونصف مليون قديس أعلنتهم الكنيسة الأرمنية بالأمس في أرمينيا».

وأوضح «أننا لا نطالب بالثأر، بل بالاعتذار وعندما تحدث البعض بالأمس مدافعين فقد أقرّوا بالجريمة».

وإذ شدّد على أنّ «الظلم الذي طاول الأرمن والمذابح والتهجير الذي أصابهم، قد تكرّر مع الفلسطينيين الذين ذهبوا ضحية مخطط دولي اقتلعهم من أرضهم وبيوتهم من أجل تركيز كيان غاصب ومحتل على أرض فلسطين سمي بالكيان «الإسرائيلي». وقال: «نحن في حرب مستمرة مع هذا الكيان حتى تتحرّر الأرض ويعود الحقّ إلى أصحابه»، مؤكداً أنّ «الظلم لا يزال يفتك كلّ يوم بالشعب الفلسطيني ويتابع العدو تهجير قرية بعد قرية ويهدم مدينة بعد مدينة، ويقتل الرجال والأطفال والنساء، فيما العالم صامت ساكت عن الحقّ».

بعد ذلك سلّم مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان شاهي بانوسيان، الوزير بوصعب درع المطرانية، والقى كلمة قال فيها: «بعد مئة عام نتذكر هذه الأحداث التي لن ننساها بل سنطالب بالحقّ والعدالة لمئات السنين. واليوم يعيد التاريخ نفسه حيث تتعرض الأقليات في المنطقة للإبادة».

وأضاف: «من هنا علينا أن نذكّر الأجيال والعالم كله كي لا تتكرّر المآسي والمجازر من دون أي حساب كما حصل ويحصل اليوم».

كما كانت كلمة للكاتبة والممثلة كلوديا مرشليان. واختم الاحتفال برقصات تراثية قدمها الطلاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى