الوفد الاقتصادي الروسي يوقع اليوم اتفاق تعاون في المجلس الاقتصادي الاجتماعي
في إطار اجتماعات الدورة الثالثة للجنة الحكومية اللبنانية ـ الروسية المشتركة، عقدت وزارة الاقتصاد والتجارة في مقرّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي في بيروت، لقاءات ثنائية مع الوفد الروسي الذي وصل إلى لبنان منذ أيام ويضمّ ممثلي القطاعات كافة، الطاقة والزراعة والصناعة والتعليم والصحة، وغيرها.
وتهدف هذه الاجتماعات التي تضم أيضاً ممثلين عن الوزارات اللبنانية والقطاع الخاص، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين لبنان وروسيا، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتحفيز الاستثمارات في القطاعات الواعدة والمنتجة.
وسيصار إلى التوقيع على محضر الاجتماع الذي يتضمن نتيجة المباحثات التي جرت بين الجانبين اللبناني والروسي اليوم من قبل الوزير ألان حكيم الذي يرأس الجانب اللبناني ورئيس الوكالة الفدرالية لشؤون التنظيم التقني والمترولوجيا ألكسي أبراموف الذي يرأس الوفد الروسي.
وقد عُقد في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان اجتماع موسّع ضمّ الوفد الروسي المشارك في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة الحكومية اللبنانية ـ الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، في حضور حشد من الهيئات الاقتصادية اللبنانية ورؤساء النقابات والجمعيات الصناعية والزراعية ورجال أعمال.
ولفت رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير إلى أنّ «القطاع الخاص اللبناني مهتم جداً بتطوير علاقاتنا الاقتصادية على مختلف المستويات مع روسيا»، لافتاً إلى أننا «في لبنان، بالتعاون بين القطاعين العام والخاص وفور اتخاذ الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي قراراً بحظر تصدير منتجات غذائية وزراعية إلى روسيا، أعلنا فوراً وقوفنا إلى جانب الشعب الروسي الصديق واستعدادنا لتصدير ما يتوفر لدينا من هذه المنتجات إلى الأسواق الروسية». وقال: «لهذه الغاية، زرنا موسكو حيث التقينا كبار المسؤولين واطلعنا على احتياجات الأسواق الروسية ومتطلبات التصدير إليها من مختلف النواحي. كما تابعنا الأمر في لبنان وعقدنا سلسلة اجتماعات بين القطاع الخاص والوزراء المعنيين، وكذلك للمصدرين، مزارعين وصناعيين، لوضع خارطة طريق للتصدير إلى روسيا. كلك أنشأنا مكتباً لتنمية العلاقات التجارية في غرفة بيروت وجبل لبنان، يخدم كلّ الغرف التجارية في لبنان، لتنمية العلاقات التجارية بين البلدين».
إيفانوف
وتحدث نائب رئيس الجانب الروسي للجنة الحكومية اللبنانية ـ الروسية المشتركة فيكتور إيفانوف، مشيراً إلى «أنّ حجم التبادل التجاري بين لبنان وروسيا في خلال السنوات العشر الماضية لم يكن بالحجم المطلوب»، لافتاً إلى «أنّ اللقاء اليوم يأتي بعد لقاءات عدة بين المسؤولين الروس ونظرائهم اللبنانيين، ويهدف إلى إعادة تقويم العلاقات ودرسها في ضوء المستجدات الحاصلة على أكثر من صعيد، ووضع آليات تسهّل وتنمي التعاون الاقتصادي بين البلدين».
وشدّد على أنّ «الهدف الأول يبقى تطوير العلاقات التجارية وكذلك الاستثمارات المتبادلة»، لافتاً إلى «أنّ الاجتماعات التي حصلت في لبنان في خلال هذه الزيارة، أحدثت تقدماً ملحوظاً على مسار العلاقات الاقتصادية الثنائية».
القصّار
وأكد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار حرص القطاع الخاص اللبناني «على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع روسيا».
وبعدما عرض مسيرة علاقته مع الجانب الروسي، قال القصار: أمامنا اليوم فرصة تاريخية للبناء على علاقاتنا الراسخة وقناعاتنا المشتركة، كي ننهض بعلاقاتنا الاقتصادية في شتى المجالات إلى المستوى الذي يليق بهذه العلاقات وأهميتها المحورية والخاصة لنا ولكم، وخصوصاً أنّ حجم المبادلات المتواضع حالياً أقلّ بكثير من الإمكانات الفعلية، ولا يرقى إلى المستوى الذي نطمح إليه، ولا سيما أنّ لبنان يمثل بوابة رئيسية للأسواق العربية والمجاورة».
وتحدث رئيس مجلس الأعمال اللبناني ـ الروسي جاك صراف فأعلن عن «وصول مفوّض العلاقات الروسية ـ اللبنانية رئيس الوكالة الفدرالية لمراقبة التقنية والمتروبولوجيا ألكسي أبراموف إلى لبنان لتوقيع الاتفاق بين لبنان وروسيا»، شاكراً «كلّ الذين عملوا على التوصل إلى هذا الاتفاق، وخصوصاً أنه اتفاق جيد بالنسبة إلى الطرفين».
وأشار إلى أنّ «هناك الكثير من الشركات اللبنانية التي تريد الاستثمار في روسيا، ونتمنى على الشركات الروسية إقامة شراكات عمل معها التحقيق هذا الهدف».
مجلس الأعمال العربي ـ الروسي في غرفة طرابلس والشمال
وفي سياق متصل، التقى رئيس غرفة الشمال توفيق دبوسي، مدير مجلس الأعمال الروسي العربي فلاديسلاف ليتشنكو في مكتبه في الغرفة. ولفت دبوسي الى أهمية «وجود الضيف الروسي الزائر الذي أتاحت لنا زيارته فرصة الإحاطة بكافة الاشتراطات التي يشدد عليها الجانب الروسي في كيفية استفادة المصدر اللبناني من الفرص الموسمية لولوج أسواق روسيا الإتحادية، وجميعنا يعلم أنّ روسيا بلد البرد القارس وأنّ هناك أشهراً معينة تكون فيها متعطشة إلى استيراد المنتوجات الزراعية اللبنانية».
وأضاف: «إننا مصمون على تعزيز العلاقات الاقتصادية الروسية اللبنانية، وخصوصاً على نطاق طرابلس ومناطق الجوار».
وشرح ليتشنكو، من جهته، «الدور الذي يلعبه باعتباره مديراً لمجلس الأعمال الروسي ـ العربي، والدور الكبير الذي لعبه الرئيس عدنان القصار». وقال: «نحن لا زلنا نقدم كلّ الخدمات والوسائل التي تساعد الشركات العربية والروسية على دخول الأسواق المتبادلة، عبر لقاءات تفاوضية ثنائية وإعداد دراسات تحليلية للأسواق واحتياجاتها، كما التفتنا إلى تنظيم المؤتمرات والمعارض سواء في بلدان المغرب العربي ورجال أعمالها أو البلدان العربية الأخرى، وتأمين كلّ المشاركات في مختلف فعاليات الاقتصادية والتجارية لروسيا الاتحادية».
وأضاف: «نحن للأسف نعاني في الوقت الحاضر من مخاطر العقوبات الاقتصادية التي يفرضها علينا الجانب الأوروبي، وقد بدأنا لهذا السبب وحسب نحتاج إلى المنتجات الزراعية كالخضار والفواكه والحمضيات، وخصوصاً في مناطق وأقاليم مختلف البلاد الروسية التي تسجل نواقص في هذا المجال، ولدينا تسهيلات لوجستية، ونعتقد أنّ للبنانيين فرصة ذهبية في المرحلة الراهنة لأن لم يسبق للمصدرين اللبنانيين أن كشفوا عن حجم منتجاتهم الزراعية وكذلك صناعاتهم الغذائية والأجبان وزيت الزيتون واللوزيات والفستق الذي يدخل في صناعة الحلويات والذي نعتقد أنها بمجموعها باتت مطلوبة عند المستهلك الروسي».
وخلص المجتمعون الى «الاتفاق على التعاون والتواصل وفق برنامج متكامل وروزنامة تنظم حركة الصادرات ليس من طرابلس والشمال فحسب إنما من مختلف المناطق اللبنانية».