إليسا بين موطني و… «مَوْتني»!

هنادي عيسى

من دون سابق إنذار أو تسويقٍ عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي كما هو معتاد، أطلقت إليسا قبل يومين النشيد الوطني المعروف «موطني»، حصرياً عبر موقع «أنغامي». ومنذ اللحظة الأولى لبثّ الأغنية، بدأ التهكّم بإليسا التي لم يسعفها إلقاؤها في نطق الأحرف بشكل صحيح، فأصبح حرف «الطاء» «تاء»، وجاء لفظ كلمات النشيد الذي كتبه في منتصف القرن الماضي الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان ولحّنه اللبناني محمد فليفل «موتني»، معيباً، ومن هنا انطلق التهكم بالمغنية التي لم تخض طوال مسيرتها الفنية التي تمتد إلى 15 سنة، غمار تسجيل أغنية وطنية واحدة. فما بالك أن غامرت وسجّلت عملاً فنّياً راسخاً في أذهان الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين وكلّ المقاومين، الذين يعتبرون أنّه النشيد الأحبّ إلى قلوبهم.

لا شك أن صاحبة أغنية «يا مرايتي» قدّمت «موطني» بأسلوبها الرومنسي. إلّا أنها أخطأت في نطق كلمات اللغة العربية الفصحى ومصطلحاتها، فتعرّضت لهجوم إلكترونيّ محكم. إنما هذا لا يمنع أن الأغنية ـ وبحسب رأي شخصيّ ـ بدت جميلة بصوت إليسا النقيّ من داخل الاستديو. وإحساس إليسا أوصل العمل إلى شريحة كبيرة من المستمعين الذين لم يسمعوا النشيد قبلاً.

ويبقى السؤال الأهم: لماذا تلجأ إليسا دائماً إلى الأرشيف لتقدّم أعمالاً جميلة مضمونة النجاح؟ ألم يكن في استطاعتها مثلاً البحث عن أغنية وطنية خاصة بها لتطلقها في هذه الظروف العربية الصعبة، وتكون باللهجة اللبنانية؟ حتماً كانت ستوفّر على نفسها كل تلك الانتقادات اللاذعة التي طاولتها.

وفي المقلب الآخر، فإن تسجيل أغنية قديمة لا يقتصر لدى إليسا على الأعمال الوطنية، فهي أعادت تقديم أكثر من عمل فنيّ لكبار المطربين. مثل: «حلوة يا بلدي» لداليدا، و«لولا الملامة» لوردة الجزائرية، و«أوّل مرّة» لعبد الحليم حافظ وغيرها من الأغاني الخالدة. كما أنّ إليسا لا تتوانى عن تقديم مجموعة من الأغنيات الخالدة على خشبة المسرح في حفلاتها، لفيروز وسلوى القطريب وغيرهما. ترى، ما الذي يمنع من لُقبت بـ«ملكة الإحساس» أن تسعى إلى الحصول على أعمال فنّية ناجحة تكون في المستقبل من ضمن أرشيفها الخاص، ويمكن للأجيال المقبلة أن تستعين بها؟ أم أنّها تعرف مسبقاً أنّ وجودها في عالم الغناء مجرّد «مرقة طريق»، على رغم نجاح عددٍ من أغنياتها الخاصة مثل «عبالي حبيبي» و«عايشالك» وغيرهما. ترى، هل تعلم أن اسمها لن يدخل التاريخ كما الكبار الذين تقدّم أعمالهم على المسارح؟ على رغم كل الجوائز والاعلانات التي حظيت بها. نعتقد أن على إليسا أن تفكّر ألف مرّة بعد اليوم قبل أن تقدّم على تسجيل أغنية ذات قيمة فنية ومعنوية كبيرة نظراً إلى قدمها، وتسعى إلى اختيار ما يناسبها كي لا تتعرّض لهجوم حتماً أفقدها فرحتها كما حصل قبل يومين مع إطلاق «موتني»… عفواً «موطني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى