أبراموف: بإمكان لبنان الإفادة من الاتحاد الجمركي بين روسيا وكازاخستان وأرمينيا
وقع وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم مع مفوّض العلاقات الروسية – اللبنانية رئيس الوكالة الفدرالية لشؤون التنظيم التقني والمترولوجيا ألكسي أبراموف، بروتوكول التعاون لتفعيل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية في حفل أقيم صباح أمس في مقرّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، حضره رئيس المجلس روجيه نسناس، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس مجلس الأعمال اللبناني – الروسي جاك صراف، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين، وممثلون عن الوزارات.
وقبل حفل التوقيع، عُقد اجتماع في مكتب نسناس رأسه الوزير حكيم في حضور أبراموف وزاسبيكين إلى جانب نسناس، جرى خلاله البحث في المواضيع التي تناولتها اللجنة المشتركة من الجانبين اللبناني والروسي في اجتماعاتها المنعقدة في اليومين الماضيين.
نسناس
ونوّه نسناس باختيار مقرّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي لعقد الاجتماع الثالث للجنة الحكومية اللبنانية للتجارة والتعاون الاقتصادي، لافتاً إلى أنّ اللقاء «يحمل أهمية خاصة ويشكّل خطوة في توطيد العلاقات بين بلدينا، ما يعكس عمق الاهتمام الدولي بلبنان، كما يجسّد حرص لبنان على الانفتاح والتعاون مع الأشقاء والأسرة الدولية».
وحيا نسناس رئيس الغرفة المدنية في روسيا الإتحادية المؤسسة الموازية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أفغيني فيليكوف الذي يرأس اليوم «الجمعية العالمية للمجالس الاقتصادية والإجتماعية». وقال: «في هذا المجلس يلتقي القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ليتحاوروا ويقترحوا جميعاً ومعاً، الحلول والمعالجات. وبهذا تتأمن المشاركة الجامعة، والالتزام الشامل، ما يجعل أي مشروع للمعالجة مشروع الوطن كله».
أبراموف
ثم تحدث أبراموف مشيراً إلى «أنّ التعاون بين بلدينا يجب أن يتم في مختلف المجالات عبر تنظيم الملفات لكلّ القطاعات، علماً أنّ هناك قطاعات محدّدة يمكن العمل عليها لأنّ لها تأثيراتها المتبادلة بين البلدين، وتتعلق بتنويع البضائع المصدّرة إلى لبنان أو إلى روسيا، وبالتالي زيادة التبادل التجاري بين هذين البلدين ومنها المنتجات الزراعية والحبوب».
وأوضح أنّ «ثمة أفقاً للتعاون في مجال الأدوية والمستحضرات الطبية، كما لدى روسيا اهتمام خاص وكبير في مجال البنى التحتية لبعض المشاريع التي تطرحها الحكومة اللبنانية، سيتمكن لبنان من استغلال الخامات الطبيعية في المجال البحري والعمل بما يسمى المحطات الكهربائية المائية وكذلك قطاع النقل، فالشركات الروسية التي تتعاطى النفط والغاز، تمتلك الأهلية والقدرات اللازمة للمساعدة في التنقيب عن النفط والغاز «.
وأشار إلى أنّ «التعاون بين لبنان وروسيا قد يكون في قطاعات كثيرة منها القطاع المصرفي والثقافي والصحة والتعليم ولدى روسيا الاتحادية رغبة في العمل بهذه المجالات مع الدولة اللبنانية»، مشدّداً على «أهمية الاتحاد الجمركي بين روسيا وكزاخستان وأرمينيا التي يمكن الإفادة منها في العلاقة مع لبنان في شأن التعريفات الجمركية».
وأبدى أبراموف ثقته بالقطاع الاقتصادي في لبنان وروسيا والدوائر الاقتصادية ورجال الاعمال في كلا البلدين، داعياً رجال الاعمال اللبنانيين إلى «المشاركة في معرض الإستثمارات في روسيا في تموز المقبل».
حكيم
أما وزير الاقتصاد آلان حكيم، فقد أكد «أنّ العلاقات التي تربط بين لبنان وروسيا هي أكثر من مجرد تحقيق مصالح ومنافع اقتصادية، إنما تعبير عن صداقة متينة نشأت بين البلدين منذ القدم وتعاطف وودّ متبادل واحترام عميق وثقافة مشتركة. وعليه، يكتسب الاجتماع الثالث للجنة الحكومية اللبنانية – الروسية أهمية كبيرة، وخصوصاً أنّ لبنان يتطلع بحماسة إلى استغلال كل فرصة يكون من شأنها المحافظة على الروابط القائمة بين البلدين وتطويرها بما يساهم في تقوية التبادل التجاري بين روسيا ولبنان ورفع حجم الاستثمارات في كلا البلدين، وتعزيز علاقاتنا في مجال الثقافة والتربية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات».
ولفت حكيم إلى أنّ النقاشات التي حصلت على مدى اليومين السابقين، أسفرت عن نتائج إيجابية تتلخص بما يأتي:
– «أولاً: ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع وتنويع التجارة في السلع والخدمات لكي تتناسب المؤشرات المحققة والإمكانات الموجودة لدى اقتصادَي البلدين، إلى جانب أهمية تحسين التعاون البنّاء بين رجال الأعمال في روسيا ولبنان، كما تكثيف نشاطات مجالس الأعمال الوطنية الثنائية.
– ثانياً: البحث في سبل تحسين ولوج الصادرات اللبنانية إلى السوق الروسية.
– ثالثاً: أهمية تعزيز حجم الاستثمارات بين روسيا ولبنان لا سيما في قطاعات الطاقة الكهربائية والمياه والنقل والصناعات الغذائية وتكنولوجيا المعلومات.
– رابعاً: التأكيد على ضرورة البناء على مذكرة التفاهم بين وزارتي الطاقة المتعلقة بالتعاون في مجال النفط والغاز. واللافت هو الدور البارز الذي لعبه القطاع الخاص في هذه اللقاءات حيث أعربت العديد من الشركات الروسية عن رغبتها في بحث إمكان المشاركة في مشاريع تحديث منشآت الطاقة الكهربائية وبناء منشآت جديدة، والمشاركة في مشاريع التنقيب عن النفط والغاز وغيرها.
– خامساً: العمل على درس مشاريع الاتفاقات المتعلقة بالمواصلات الجوية والبرية والبحرية بين البلدين.
– سادساً: الاتفاق على أهمية تنمية التبادل التجاري الزراعي البيني وضرورة البدء بالمباحثات بين وزارتي الزراعة، بهدف تسهيل تبادل المعلومات حول السلع والمواد والمعدات الزراعية، كما تشجيع إقامة المعارض والمشروعات الاستثمارية الزراعية المشتركة.
– سابعاً: التشديد على أهمية إقامة مناطق صناعية في لبنان وتنمية الاستثمارات الصناعية، لا سيما الخضراء منها، وكذلك تلك المتعلقة بالمؤسسات التي تستخدم الطاقة المتجدّدة أو البديلة.
– ثامناً: استعداد الجانب الروسي لتقديم المساعدة الصحية التقنية المتقدمة إلى الجانب اللبناني والتعاون لتوفير الظروف الصحية الضرورية للسكان في لبنان وتعزيز الحوار المباشر بين المؤسسات والمستشفيات في كلا البلدين.
– تاسعاً: أهمية التعاون بين الجانبين في مجال التعليم لا سيما لناحية تطوير الحركة الأكاديمية وإقامة صلات مباشرة بين المؤسسات التعليمية في روسيا، هذا إلى جانب ضرورة تشجيع العمل لإعداد اتفاقية اعتراف متبادل بالشهادات التعليمية والتصنيف الأكاديمي.
بعد ذلك، انتقل أبراموف إلى السراي يرافقه وفد اقتصادي روسي والسفير زاسبيكين، حيث استقبله رئيس الحكومة تمام سلام، في حضور حكيم وصراف، ونسناس.
كما زار أبراموف وزاسبيكين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض العلاقات الثنائية والتعاون من البلدين.