انطلاق الحملات الدعائية لمرشحي الرئاسة السورية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدولة ماضية في محاربة الإرهاب ومستمرة في دعم وتعزيز مساعي المصالحة الوطنية في أي منطقة يمكن إنجاز المصالحة فيها، حتى يعود الأمان والاستقرار إلى جميع المناطق السورية، كما أنها تولي اهتماماً كبيراً بملف المفقودين، وقد تم تحقيق العديد من الإنجازات على هذا الصعيد.
وأشار الرئيس الأسد خلال استقباله أمس وفداً من فاعاليات مدينة حماة التعليمية والثقافية والاجتماعية والدينية، إلى أن سورية تسير بثبات نحو تحقيق الانتصار بفضل التضحيات العظيمة لجيشها وصمود شعبها بمختلف شرائحه، ونوه بالموقف الوطني المشرّف لأهالي حماة الذين قدّموا كغيرهم من أبناء المحافظات السورية نموذجاً في الوطنية والمصداقية ورفض محاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
جاء ذلك في وقت بدأ المرشحون إلى منصب رئاسة الجمهورية أمس حملاتهم الانتخابية، بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية العليا أسماءهم ضمن القائمة النهائية للمقبول ترشحهم، لتنتهي بالموافقة على ترشيح كل من ماهر الحجار وحسان النوري والرئيس الحالي بشار الأسد.
وقد ملأت شوارع دمشق والمدن السورية ملصقات دعائية للمرشحين مع مقتطفات من برنامجهم الانتخابي، كما بدأت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي بعرض مقاطع ترويجية للمرشحين الثلاثة وبرامجهم الانتخابية وتصوراتهم لمستقبل سورية.
وتتواصل الحملات الانتخابية للمرشحين حتى ما قبل 24 ساعة من بدء عملية الانتخاب في الثالث من حزيران المقبل، وينص قانون الانتخابات العامة على أن يلتزم المرشحون بعدم الطعن بالمرشحين الآخرين أو التشهير بهم أو التحريض ضدهم، أو التعرض لحرمة الحياة الخاصة بهم والمحافظة على الوحدة الوطنية، وعدم تضمين الدعاية الانتخابية أي دلالات مذهبية أو طائفية أو اثنية أو قبلية، أو ما يخالف النظام العام أو الآداب العامة.
وفي السياق، رحب مكتب رئاسة الجمهورية بالأجواء الانتخابية الديمقراطية والتعددية التي تعيشها البلاد، ودعا جميع السوريين إلى التعامل بإيجابية مع هذه الأجواء وذلك باحترام الحملات الإعلانية والمنشورات الخاصة بالمرشحين، مشيراً إلى أن ذلك يعبّر عن الالتزام بالقانون والدستور، وبالتالي احترام سورية الوطن والمواطن.
كما دعت رئاسة الجمهورية السوريين إلى التعبير عن رأيهم بأي مرشح وبكامل الحرية والشفافية يوم الانتخابات عبر صناديق الاقتراع، مؤكدة أن ما تعيشه سورية اليوم من مظاهر انتخابية حضارية تعددية شفافة، يعبّر عن ثقافة السوريين وتاريخهم العريق في احترام الآخر والتعبير عن الرأي بالطرق المناسبة.
بيان وزارة الخارجية
إلى ذلك، انتقدت وزارة الخارجية السورية في بيان قرار فرنسا منع إجراء الانتخابات السورية على أراضيها وفي السفارة السورية في باريس، وأشارت إلى أنه منذ إعلان دمشق فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية وفقاً للدستور والقوانين تحاول فرنسا ضمن مجموعة من الدول التي ساهمت بدعم الإرهابيين وسفك الدم السوري، القيام بحملة دعائية عدائية للشعب السوري ومعارضة هذه الانتخابات ورفضها.
وعبّرت الخارجية عن أسفها لعدم تمكن السوريين المقيمين في فرنسا من ممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية لاعتراض الحكومة الفرنسية الجائر على هذا الإجراء، إذ كانت فرنسا أبلغت رسمياً السفارة السورية في باريس بالاعتراض على إجراء هذه الانتخابات على كامل الأراضي الفرنسية بما فيها السفارة السورية، وقد نفذ أبناء الجالية السورية في فرنسا اعتصاماً احتجاجياً في ساحة السان ميشيل للاعتراض على قرار الحكومة الفرنسية.
وختمت الوزارة بيانها بأن ذلك يأتي في إطار الدعم المكشوف الذي تقدمه فرنسا للإرهابيين في سورية وتحالفها معهم، بهدف تدمير سورية والنيل من مواقفها على مختلف المستويات، مؤكدة أن سورية تطالب الرأي العام العالمي بإدانة هذه التصرفات اللامسؤولة من ِقبل الحكومة الفرنسية.
وفي السياق، أفاد مراسل «البناء» في العاصمة الأردنية، أن الأمن الأردني عرقل أمس تغطية قناتي الإخبارية والفضائية السوريتين، حول إقبال أبناء الجالية السورية في الأردن على التسجيل في قوائم الراغبين بالمشاركة في التصويت للانتخابات الرئاسية المقبلة، لانتخاب رئيس سورية لدورة رئاسية جديدة بموجب دستور الجمهورية العربية السورية الجديد.
ميدانياً
سيطر الجيش السوري أمس على بلدات تل ملح والجلمة بريف حماة بعــد طرد المسلحين منهما، في وقت تمكنت وحدات الجيــش من فرض سيطرتها على بلدة القحطانية في ريف القنيطرة بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين أسفر عن قتل عدد كبير منهم وجرح آخرين نقلتهــم سيــارات إسعاف تابعة للعدو «الإسرائيلي» إلى الأراضي المحتلة لتلقي العلاج.
إلى ذلك، عنفت الاشتباكات في منطقة جوبر في ريف العاصمة دمشق بعد شن الجيش السوري هجوماً واسعاً في الحي الدمشقي القديم وتقدمه على أكثر من محور، في وقت واصلت وحدات الجيش تمشيطها المزارع المحيطة بالمليحة، واستهدفت تحركات المسلحين وتحصيناتهم في مناطق زبدين ودير العصافير وحمورية وسقبا، فيما نفذت وحدات الجيش السوري عمليات على محاور مزارع عالية في دوما وعدرا العمالية وخان الشيح وجيرود والضمير وداريا.
إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة في مورك في ريف حماة بين الجيش السوري والمسلحين، في وقت استهدفت وحدات منه مسلحين في بلدات المشرفة ونحلة وكفروما، فيما استهدفت وحدات من الجيش السوري مسلحين في مدينة حلب وريفها في مناطق سيف الدولة والليرمون والراشدية والارتيق والأتارب وخان العسل وتل نعام وحويجة وجب الصفا وغبشة وتل الطبل.