المقداد لـ«التلفزيون السوري»: النصر قادم رغم الصعوبات وأحداث سورية تحدد مصير المنطقة والعالم
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن سورية ما زالت صامدة وقادرة على المواجهة وستتجاوز هذه المرحلة مهما حقق الأعداء وستنتصر بالصمود السوري الذي سيصنع التحولات المقبلة.
وبيّن المقداد أن «الشعب السوري يريد إنهاء هذه المعركة بأسرع وقت ممكن لكن تكالب الأعداء وبخاصة الحقد الذي تمارسه القيادة السياسية في تركيا من خلال زج كل امكاناتها وإطلاق قطعانها من المسلحين الإرهابيين هو الذي أخر النصر».
وقال المقداد: «لا نتدخل في شؤون الشعب التركي ونؤكد دائماً أنه شعب صديق وشقيق للشعب السوري ولذا نعتمد على أي تحول في تركيا على الشعب التركي الذي سيحاسب قيادته الحالية كمجرمي حرب وكداعمين للإرهاب».
وأكد أن «العلاقات مع الحلفاء ولا سيما إيران وروسيا استراتيجية وستبقى مؤثرة في تطورات الأحداث ولن يسمح هؤلاء الحلفاء إلا بأن تنتصر سورية وبأن يكونوا معها في مواجهة الإرهاب».
ولفت إلى أن «الحكومة السورية تعمل على فضح نوايا وممارسات الدول الداعمة للإرهاب»، مشيراً إلى قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالوضع في سورية والتي تتضمن إدانة مباشرة للتنظيمات الإرهابية تدل على نجاح الجهد الدبلوماسي الذي تقوم به سورية في مواجهة هذه الحملة».
وقال: «إن سورية نجحت في تعرية السعودية وتركيا وفضح أهدافهما، قمنا بجهد كبير للتأثير على وضع تركيا داخل حلف الناتو ويأتي الكثير من القادة الآن إلى تركيا ليقولوا لها كفى، كل ما قمتم به ينعكس على دولنا وشعبنا وينعكس إرهاباً في كل أنحاء العالم، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ قرارات مباشرة ضد تركيا والسعودية».
وتساءل المقداد: «من هو الذي سيتخذ قراراً ضد دولة في حلف الناتو وإزاء الرشاوى التي تقدمها السعودية إلى قادة أوروبيين وبشكل مكشوف يدخلون بجيوب خاوية ويخرجون من السعودية بعقود وبحقائب وأموال طائلة، كل هذا ألقى علينا مسؤولية جسيمة في البعدين السياسي والعسكري ونحن ننجح ونحقق المزيد من الإنجازات في مواجهة هذه التحديات».
وأوضح المقداد أن «القرارات التي كانت تحظى بعددٍ كبير من التأييد في الأمم المتحدة تراجع تأييدها إلى درجة أخافت صانعي هذه القرارات ولم يعودوا قادرين مرة أخرى على فرضها بسبب كشف دول العالم لحقيقة أن ما تتعرض له سورية هو إرهاب سينتقل إلى باقي أنحاء العالم».
وأشار المقداد إلى أن «التغييرات داخل عائلة آل سعود تعكس صراعاً حاداً وخلافات عميقة داخل العائلة الحاكمة وهذه التغييرات التي كان يحذر أي ملك سعودي اتخاذها وصلت إلى طريق اللارجعة وفرضت على المملكة وستفتت ما تبقى من وحدة داخل العائلة وسنرى خلال الفترة المقبلة تفاعل هذه التغييرات، متمنياً لشعب نجد والحجاز أن يرى طريقة جديدة في إدارة بلاده تقوم على الديمقراطية وحقوق الإنسان وتوزيع الثروة في شكل عادل لا يتحكم بها الأمراء الذين يأكلون الأخضر واليابس».
ورداً على سؤال حول مشاورات مؤتمر «جنيف- 3» أوضح المقداد أن «سورية لم تتحدث عن «جنيف- 3» لكن ما سيجري هو مشاورات ثنائية وستبدي الحكومة السورية من خلال ممثليها وجهات نظرها تجاه كيفية تطبيق بيان جنيف ونحن نتحدث عن مرحلة من المشاورات لاستطلاع آراء المكونات المؤثرة على الأزمة في سورية». وشدد على ضرورة التشاور في شكل خاص مع الدول التي تدعم الإرهاب لأنه من دون إقناعها بعدم دعمه لن يتحقق أي إنجاز وستكون المشاورات ضياعاً للوقت وبالتالي لا قيمة لأي مشاورات في جنيف بلا التركيز على وضع حد للإرهاب».
وحذر من الاندفاع تجاه «جنيف- 3» إلا بعد أن تصبح الأمور مهيأة للدخول إلى مؤتمر ناجح من أجل تطبيق ما يتفق عليه في هذه المشاورات انطلاقاً مما تم التوصل إليه في «جنيف- 1» لتحقيق إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.
ورفض المقداد أن تتعارض المشاورات مع ما تم إنجازه في موسكو، إذ تجب الاستفادة مما تحقق هناك لإغناء عملية المشاورات في جنيف، مضيفاً: «منفتحون على أي أفكار ولكن يجب عدم إضاعة الوقت على حساب دماء السوريين وانتشار الإرهاب في المنطقة في شكل عام».
ونصح المقداد فريق الأمم المتحدة بأن يركز مشاوراته مع الدول التي تدعم الإرهاب كطريق للوصول إلى أغراض سياسية، موضحاً أن هذا الإرهاب لا يعترف بالأغراض السياسية سواء تعاملنا معه بالطريقة السعودية والتركية أو بطرق الاستفادة من إنجازات الإرهابيين، لأن الهدف الأساسي له هو مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن لا يقف إلى جانب الشعب السوري في معركته الحالية لن يجد إلا تنظيمي «داعش وجبهة النصرة» الإرهابيين على أبوابه ومن ثم الإجهاز على مكة والمدينة وعلى الدين الإسلامي».
ورأى أن ما يسمى بـ «أصدقاء سورية» انتهى عملياً وفشل نتيجة قصر نظر القيادات في الاتحاد الأوروبي وغيره وعادت سورية قوية إلى الساحة الإقليمية والدولية، مشيراً إلى لقائه اليوم ثلاثة وفود في وزارة الخارجية بشكلٍ غير معلن.
ووجه المقداد التحية للإعلام السوري الذي يقوم بدور مشرف ومسؤول في مواجهة هذه الهجمة ويتمتع بصدقية هائلة لدى الشعب السوري، مشدداً على أن النصر قادم رغم الصعوبات وأن مصير المنطقة والعالم سيتحدد بما سيحدث في سورية».