لا دخول روسياً إلى أوكرانيا ولا أسلحة نوعية للجربا التسويات هي نتاج الصمود السوري وحلب على وشك إجراء المصالحات
تصدر ملفا التطورات العسكرية والسياسية في أوكرانيا وسورية واجهة الاهتمامات لدى القنوات الفضائية العالمية في برامجها السياسية في اليومين الماضيين، فكان التأكيد على أن الوضع الأوكراني محكوم بعدة قواعد أولها، أن اختبارات القوة التي أجراها كلاً من الروسي والأميركي لا يمكن معها الذهاب إلى الحرب المفتوحة والمواجهة المباشرة بين الطرفين، ما يشير وبوضوح إلى التراجع الأميركي التدريجي عن الحرب العسكرية في المنطقة وحتى في العالم، خصوصاً تراجعه عن قرار الحرب على سورية وإيران وعقد التفاهمات معهما، والآن عجزه عن الذهاب للحرب مع روسيا وترجمة ذلك برسم معادلات في الأزمة الأوكرانية قوامها التزام أميركي بعدم انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي الذي تعتبره روسيا قرار حرب عليها، مقابل التزام موسكو عدم الدخول العسكري إلى أوكرانيا.
لا تزال تداعيات التسوية التي حصلت في حمص القديمة تلقي بثقلها على المشهد السوري ببعديها الداخلي والخارجي، حيث كانت الإشارة إلى الارتباك والقلق السعوديين في ظل هذه المتغيرات الداخلية والخارجية الجديدة في سورية والمنطقة، وما يؤشر إلى البصمات السعودية في تسوية حمص هو أن السعودية هي الجهة الوحيدة القادرة على إعطاء الأوامر لـ«الجبهة الإسلامية» التي تتولى دعمها والتي تملك مجموعات منها في حمص القديمة وفي ريف حلب والتي ستتولى نقل المساعدات إلى نبّل والزهراء.
إلى الملف العراقي الذي نال حيزاً هاماً في التغطيات الإعلامية خصوصاً مواكبة العملية السياسية بعملية عسكرية يقوم بها الجيش العراقي لتطهير الفلوجة ومُحيطها من الإرهابيين، ولكن الأهم أن تُستهدف الحواضن المجتمعية والسياسية لهذه المجموعات.
الاستحقاق الرئاسي في مصر أيضاً كان محور نقاش وبحث حيث بدأ المحللون والمراقبون ومراكز الدراسات والاستطلاع بتقييم ودراسة البرامج الانتخابية التي قدمها المرشحان الرئاسيان وتقدير النتائج.
إلى لبنان الذي لا يزال ينتظر نتائج التطورات الإقليمية والدولية وتبلور المعادلات الجديدة ليكتمل المشهد الداخلي، خصوصاً في ملف الاستحقاق الرئاسي الذي كان محور اهتمام القنوات الفضائية اللبنانية ومادة نقاش واستقراء بين المراقبين والمحللين عشية جلسة نيابية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث تشير التوقعات أن يتكرر المشهد نفسه في الجلسة السابقة وسط تساؤلات وشكوك عدة عن جدية تيار «المستقبل» بالحوار مع «التيار الوطني الحر».