متعب بن عبدالله يستنجد بإيران …

حسين الديراني – خاص «البناء» – سيدني

وردنا من مصادرنا الخاصة داخل المملكة العربية السعودية ان الأمير متعب بن عبدالله آل سعود أرسل مبعوثاً الى الجمهورية الاسلامية الايرانية مستنجداً بها كي تساهم بوضع حدّ لسطوة وتهوّر حكم الصبية الجدد المتمثل في كلّ من محمد بن سلمان ومحمد بن نايف اللذين سيطرا على الحكم في السعودية بـ»انقلاب ابيض» بين عشية وضحاها بعد تراكمات من الخلافات داخل العائلة الحاكمة في السعودية.

الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني كان قد رفض إرسال قوات الحرس الوطني الى الحدود اليمنية السعودية للمشاركة أو المرابضة استعداداً لغزو الاراضي اليمنية كما أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد ظهر الامير ولي ولي العهد محمد بن سلمان يقبل يد الامير متعب خلال تقديم التهاني والمبايعة، هذه المجاملة جاءت تلطيفاً للخلافات المستعرة خصوصاً بعد الإطاحة بالأمير مقرن الذي كان السند القوي للأمير متعب، وأصبح متعب من دون مقرن كحمامة من دون أجنحة، وأصبح عليه تقديم الطاعة والالتزام بقررات ولي العهد محمد بن نايف الرجل الأقوى في هذا المرحلة.

وكذلك اتصل وزير الخارجية المخلوع سعود الفيصل قبل الاطاحة به بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قائلاً «إخرجونا من هذه المشكلة، الصبية، أي محمد بن سلمان ومحمد بن نايف، ورطونا في حرب نعلم إننا الخاسرون بها، ونطلب منكم ان تساهموا في المساعدة على إيجاد حل لهذه المشكلة»، وبعدها قام الوزير سعود الفيصل بإدلاء تصريح تحدث به عن «عاصفة الحزم» وفي سياق حديثه قال: «فضيلة الإمام الخامنئي»، هذا الاتصال والبيان كانا من الاسباب التي أدت الى الاطاحة به وإستبداله بسفير المملكة السعودية في واشنطن عادل الجبير، إضافة الى أسباب أخرى تتعلق بتصفية واستبعاد كل من كانت علاقته قوية مع الملك عبدالله وخالد التويجري الذي كان الرجل الاقوى في المملكة في عهد عبدالله.

لم تكن أميركا بعيدة عن أجواء الانقلاب الذي أعلن عنه الملك سلمان بتاريخ 29-4-2015 فقد فرضت رجل الاستخبارات الأميركية السفير عادل الجبير لأن يحلّ مكان سعود الفيصل رغم خلافاته العميقة مع المحمدين بن نايف وبن سلمان، وهناك معلومات ومؤشرات بانه لن يبقى طويلاً في منصبه كوزير خارجية طالما ان ولي العهد وولي ولي العهد غير راضيين عنه، ويمكن للوليّين إقناع الادارة الأميركية بشخصية أخرى من العائلة المالكة ويعمل لصالح وكالة الاستخبارت الأميركية لأن هذا الشيء ليس عيباً ولا نقيصة بالنسبة إلى حكام السعودية بل من الامور المطلوبة.

الحكم في السعودية أصبح بيد السديريين الذين يتزعمهم الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز بعد ان كانوا مبعدين في زمن الملك عبدالله، وولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، ويمكن ان نطلق عليهم جناح الصقور أو الغربان، لأن الصقر يعرف بشجاعته وعنفوانه وقوته، أما الغراب يعرف بالشؤم والظلام.

ولي العهد الحالي محمد بن نايف وصفه يوماً الرئيس سعد الحريري بأنه «سفاح» خلال حديث بينه وبين المحقق الدولي الذي كان يحقق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد أثار هذا التصريح غضباً شديداً في السعودية يومها، ورفض محمد بن نايف استقبال الحريري إلا بعد وساطات قام بها الملك عبدالله وبندر بن سلطان، وكان سعد الحريري محقاً في هذا الوصف لأنّ بن نايف معروف عنه أنه فعلاً سفاح ويتفوّق على جمال باشا السفاح، فهو الذي يفرض القمع والارهاب على العوامية والقطيف.

فهل إرسال الامير متعب مبعوثاً إلى إيران، واتصال سعود الفيصل كانا يصبان في منع السعودية من الانهيار، وتمريغ أنف المسؤولين عن العدوان على اليمن في التراب كما جاء على لسان قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي؟

الايام المقبلة سوف تشهد أكثر ضبابية في الحكم السعودي، وسيتحوّل الحكم الى كرة قدم يتقاذفها احفاد مؤسس المملكة السعودية.

ومن المؤكد ان عالماً خالياً من حكم ينشر الفكر الارهابي في العالم هو الافضل للسلم الإقليمي والعالمي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى