اندبندت: المتاجرة بالتحرير لا تشفع للحزب الحاكم في جنوب أفريقيا
صُور الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2008 بأنه مرشح قريب من الناخبين. وفي عام 1994 صور الرئيس نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا بالطريقة ذاتها، وهو في الحقيقة كان قريباً من الناخبين.
وبعد عشرين عاماً على ذلك، ستعاود جنوب أفريقيا انتخاب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولكن للمرة الأولى لن تكون الشخصية الوطنية المحررة موجودة فيه، في إشارة إلى مانديلا، وعلى رغم أن النتائج باتت شبه معروفة، وهي أن حزب الرئيس جاكوب زوما سيتصدر تقريباً حاجز 60 في المئة من أصوات الناخبين، إلا أن هذه الانتخابات ستكون هي الدافع لجعل حزب المؤتمر الوطني يبرهن على مكانته.
ووجد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد مرور عقدين من الزمن على ظاهرة الفصل العنصري في البلاد نفسه مسؤولاً عن فشل النظام التعليمي، وعن حالات البطالة المنتشرة بكثرة، ضمن الاقتصاد المتهاوي، ولا يمكن إخفاء الفقر، الذي لا تزال نسبته كبيرة في البلاد، عبر صعود الطبقة الوسطى. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي سيتمكن فيها الجيل الجديد، وهو المولود بعد عام 1994 في البلاد من التصويت في الانتخابات، وذلك على رغم أن 30 في المئة منه فقط مُسجل فيها.
ومن الجدير ذكره أن تناقص نسبة المصوتين للحزب الحاكم في جنوب أفريقيا ولو قليلاً سيكون مؤشراً إلى ضرورة اتخاذ الحزب خطوات أكثر جدية، لاستعادة ثقة الناخبين، فالمتاجرة بسمعة التحرير الوطني، التي كان الحزب أساساً فيها يوماً لم تعد كافية.