رندة برّي: الحوار قدر لن نتخلّى عنه
محمد أبو سالم
أطلقت عقيلة رئيس مجلس النواب، رئيسة «ملتقى الفينيق للشباب العربي» رندة برّي، فعاليات ماراتون الجنوب الأول الذي ينظّمه الملتقى برعاية الرئيس نبيه بري بعنوان «لا للإرهاب»، وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة و«كشّافة الرسالة الإسلامية» ومكتب الشباب والرياضة في حركة أمل، واتحاد بلديات الشقيف، ومركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي، ونادي «بيت الطلبة الرساليين» و«الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين» وجامعة «فينيسيا» وجمعيات وأندية كشفية ورياضية وثقافية ومؤسسات تربوية رسمية وخاصة، وينطلق عشية عيد النصر والتحرير في 24 أيار الجاري في أنصار.
إعلان الماراتون جاء خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر الملتقى في بلدة أنصار قضاء النبطية، بحضور مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي ممثلاً الوزير عبد المطلب حناوي، النائب ياسين جابر، عمران حسن ممثلاً النائب هاني قبيسي، سعد الزين ممثلاً النائب عبد اللطيف الزين، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، المسؤول التنظيمي المركزي في حركة أمل حسين طنانا، مفوض عام «كشّافة الرسالة الإسلامية» حسين قعفراني، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، وممثلين عن مكتب الشباب والرياضة في الحركة وفاعليات ثقافية وتربوية وبلدية وقيادات أمنية وعسكرية.
وقدّم مدير الملتقى التنفيذي حسن حمدان مداخلة شرح فيها أهداف الماراتون ومساره، داعياً إلى أوسع مشاركة فيه.
ثمّ ألقى جابر كلمة تمنّى فيها أن يكون هذا الماراتون استكمالاً لكل الأنشطة التي تساهم في تنمية روحية التواصل والتلاقي من أجل لبنان والإنسان، ولتعزيز التوعية والتنمية البيئية والثقافية والتراثية والرياضية والانسانية. مؤكّداً الاستمرار في التمسك بالقيم والمبادئ التي تحفظ للبنان وإنسانه حقهما بالحياة في مواجهة الإرهاب.
ثم ألقى خيامي كلمة اعتبر فيها أنّ اختيار معتقل أنصار كمكان للانطلاق، وذكرى التحرير موعداً، يشكل رمزية خاصة. فهو عربون وفاء للأسرى والمقاومين ولكل الاحرار.
وكانت كلمة لبرّي استهلتها بتوجيه التهنئة إلى العمال بعيدهم، وشرحت أهداف «ماراتون الجنوب الأول ـ لا للإرهاب»، وقالت: «انطلاقاً من هنا، من بلدة أنصار، من هذه المنشأة الرياضية التي أراد العدو الإسرائيلي أن يحوّلها في حزيران من عام 1982 إلى مساحة يمارس فيها أبشع أنواع الإرهاب المنظم من خلال تحويلها معتقلاً ضمّ الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب خلف أسلاكه الشائكة وزنازينه المظلمة، وحوّله المقاومون والمعتقلون إلى مساحة ومصنع للرجال، الرجال الذين تجاوزوا بقيودهم ومعاناتهم حدود الطوائف والمذاهب والجغرافيا».
وتابعت: «كان نبضهم واحداً، وهدفهم واحداً، وخلفهم اتّحد الجميع وكانت البوصلة واحدة، الوطن باق والاحتلال إلى زوال، هنا كان الربيع الحقيقيّ، وهنا أينع النصر وأزهر التحرير. وما اختيارنا ـ لا للإرهاب ـ عنواناً لماراتون الجنوب في ذكرى التحرير والانتصار، إلّا للتأكيد أنها محطة وفاء للمقاومين وللأسرى المحرّرين ولكل اللبنانيين الذين شاركوا في أشرف ظاهرة إنسانية عرفها تاريخنا المعاصر، عنيت المقاومة اللبنانية بكل فصائلها الوطنية والإسلامية والمدنية والثقافية والفنية والرياضية. وحدّدوا لنا وجه الصراع الحقيقي على قاعدة من كانت إسرائيل عدوه فهي عدو كاف، وهي رأس حربة الإرهاب في المنطقة والعالم».
وأضافت: «إن اختيارنا ـ لا للإرهاب ـ عنواناً لهذا النشاط الإنساني الرياضي الوطني، لأننا نؤمن بأن الرياضة تمثل مجالاً حيوياً ومهما للتواصل والتلاقي والحوار الحضاري بين مختلف الفئات والمكوّنات المناطقية والروحية والطبقية. إن اختيارنا هذا المكان ـ أنصار ـ وهذا التاريخ ـ الرابع والعشرين من أيار عشية عيد التحرير ـ صرخة ودعوة رمزية إلى كل اللبنانيين لاستعادة الروحية والمناخات التي مكّنتهم من الانتصار على عدوانية إسرائيل وإرهابها واحتلالها من خلال الوحدة الوطنية والتمسّك والثبات بالأرض والثقافة والتراث. إن شعارنا ـ لا للإرهاب ـ في فعاليات هذا الماراتون الرياضي، لهو إعلان صريح منّا ومن كلّ المشاركين فيه، الرفض والإدانة لكلّ أشكال الإرهاب، سواء كان إرهاب دولة متمثل بإسرائيل، أو إرهاب مجموعات مسلّحة تتستّر بالدين أو بأيّ شعارات أخرى. وهو أيضاً مناسبة لنؤكد من خلالها لكلّ العالم أن مقاومَتنا هذا الإرهاب بكلّ الأساليب لهي خيار. وأنّ الوحدة والحوار والتلاقي والعيش المشترك، قدر لن نتخلّى عنه تحت أيّ ظرف من الظروف».
وقالت: «إنه محطة للتأكيد على صوابية التمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي صنعت الانتصار والتحرير في الخامس والعشرين من أيار عام 2000، والتي لا تزال تمثل حاجة وطنية من أجل صنع الانتصار على الإرهاب المحدق بلبنان وأمنه واستقراره وعيشه المشترك، وهي أيضاً محطة نوجّه فيها التحية إلى الجيش اللبناني ضباطاً ورتباء وأفراداً وشهداء، لسهرهم ودفاعهم وتضحياتهم من أجل لبنان كل لبنان».
وختمت برّي: «الشكر دائماً وأبداً للمقاومين، للأسرى، للشهداء للجرحى، لهؤلاء الذين كانوا وما زالوا ظلّاً للشمس وضوءاً للقمر وحرّاساً لأحلامنا وآمالنا، هم الذين عاهدوا وصدقوا الوعد والعهد، منهم من استشهد ومنهم من ينتظر ولم يبدلوا تبديلا، في حياتهم وفي استشهادهم صانوا القيم والمبادئ»، وحفظوا لبنان».