باسيل من راشيا: الحكومة تعمل على صفقات التراضي وتتجاهل التعيينات الأمنية المهمّة
رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ «الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي، وتتجاهل التعيينات الأمنية المهمّة»، مؤكداً أنّ «ما من شيء أهم من الحفاظ على شرعية المؤسسة».
وقد جال باسيل في قرى وبلدات قضاء راشيا أمس، وبدأ جولته صباحاً من بلدة عيتا الفخار، حيث زار مبنى البلدية وكان في استقباله رئيس البلدية ميشال الغريب، وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وأهالي البلدة.
وبدعوة من بلدية راشيا الوادي، أقيم احتفال على مدرج قلعة الاستقلال شارك فيه رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ العميد المتقاعد مروان زاكي وفعاليات المنطقة.
وألقى باسيل كلمة لفت فيها إلى أنّ «المشهد الموجود حالياً في لقائنا في راشيا من كلّ الأحزاب والطوائف هو دليل حقيقة يجب أن نتمسك به». وقال: «إنّ رسالتنا ودورنا أكبر من لبنان، ولبنان لن نتخلى عنه لا بحكمه ولا بمساحته ولا بدوره».
بعد ذلك، تابع باسيل جولته فزار بلدات كفرمشكي وحوش القنعبة وبيت لهيا وعين حرشا واختتمها في عين عطا حيث كان في استقباله رؤساء بلديات هذه القرى ومخاتيرها ومجالسها البلدية وفاعلياتها وأهاليها.
في محطته في عين حرشا، تحدث باسيل عن «معنى التجلي في جبل حرمون»، ثم تطرق إلى موضوع «داعش»، فسأل: «هل من أحد في لبنان بمنأى عن خطر داعش مهما كانت طائفته أو مذهبه؟ وإذا كان أي طرف على قناعة أنه بمنأى، فليخبرنا بذلك».
وفي عين عطا، تطرق إلى موضوع العسكريين، داعياً الى «إطلاق سراحهم مهما بلغت التضحيات».
وزار باسيل مقرّ اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، حيث كان في استقباله، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي. وألقى باسيل كلمة، تحدث فيها عن «الجهود التي يبذلها على صعيد السفارات اللبنانية في الخارج».
وبعد نقاش حول عائدات البلديات من شبكات الهاتف الخليوي، ووضع المسؤولية في وزارات الداخلية والاتصالات والمالية، انتقد وزير الخارجية «عدم وضع المرسوم ليتسنى للبلديات قبض مستحقاتها من العائدات فصليا، أي كل ثلاثة أشهر»، وتمنى «عدم تضييع الفرص من خلال وضع العراقيل أمام المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط والغاز».
أما المحطة الأخيرة في جولة باسيل، فكانت في دار الإفتاء في بلدة خربة روحا، في المنطقة، حيث كان في استقباله المفتي الدكتور أحمد اللدن وحشد من الفاعليات.
وتحدث باسيل عن النموذج اللبناني، الذي اعتبره «تحدياً كبيراً تجاه العالم أجمع، لأنه قدم للعالم نموذجاً خاصاً بالعيش المشترك، فإذا سقط يكون بسقوطه قد أثبت عجزنا أمام هذه التحديات».
وانتهت الزيارة بغداء أقيم في مطعم الكنز في راشيا الوادي، على شرف باسيل الذي ألقى كلمة توجه فيها إلى الحضور بالقول: «الدولة تتجاهلكم، ولكن مهما كثر الحرمان لديكم، تعيشون في صفاء ذهني وفكر لبناني، أنتم تمتلكون القوة والمعنويات وصمودكم هو مجرد صمود ومعنويات لنا».
وإذ شدّد على ضرورة «قول الحقيقة، وعدم التنكر لها وتحمل المسؤولية»، كشف أنّ «بعض المشاريع التي نقوم بها تفشل كالكهرباء، والبعض الآخر لا يزال متوقفاً كمشروع النفط والسدود وخط الغاز»، سائلاً: «من له مصلحة بتوقفها؟ وأشار إلى أنّ «هذه المصالح تؤمن حقوق اللبنانيين وتمنعهم من الهجرة والسفر». وقال: «اللبنانيون يخسرون من هذه العرقلة والدولة لا تزال تكدس هذه المشاريع، ولا تعمل على تنفيذها، فما نفع الحكومة إذا لم تخصّص وقتاً لتلك الملفات وتحلها؟».
ورأى أنّ «الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي، وتتجاهل التعيينات الأمنية المهمّة»، مؤكداً أنّ «ما من شيء أهم من الحفاظ على شرعية المؤسسة، وهنا لا نتحدث بالسياسة إنما نتحدث عن القانون والدستور، ومن يخالف القانون مرة، يخالفه في كلّ مرة».
وختم باسيل: «للمحافظة على لبنان، يجب الحفاظ على الشراكة، وفهم معنى الحرية، ورمز الحرية. ونحافظ على ذلك من خلال تجسيدها في الرئاسة ومجلس النواب والحكومة. بهذه الشراكة ننتصر على الداعشية، وبهذا الفكر أيضاً».