هل تم إنزال قوات برية في اليمن؟
ناديا شحادة
بدأت «عاصفة الحزم» التي يشنّها التحالف السعودي الخليجي العربي في اليمن تحت عنوان اعادة «الشرعية» ومواجهة تقدم الحوثيين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح، ومع دخول الحرب يومها الثالث والثلاثون من دون تحقيق أي من الاهداف التي اتخذتها السعودية ذريعة لاعلان الحرب على الشعب اليمني اجتمعت معظم وكالات الأنباء العالمية والقنوات العربية الناطقة بلسان دول الخليج، على خبر انزال دول التحالف العربي قوات برية على الارض في مدينة عدن جنوب اليمن، لتحرير المدينة من الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لكن العميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم عاصفة الحزم سارع الى نفي الخبر حيث أكد في تصريحات له أول من أمس عدم صحة هذه الأنباء، وقال ان الانزال البري لن يكون في شكل مستتر بل سيكون واضحاً للعيان، وأكد ان طائرات التحالف تستمر في عمليات الاستطلاع وتقييم الاوضاع على الارض.
يؤكد المراقبون ان التضارب في هذه المعلومات واشاعة معلومة عن إنزال قوات برية على عدن هدفها الاول بث التوتر والقلق لأبناء الشعب اليمني واننا بتنا نشهد حرباً نفسية تشنها الاطراف المتورطة في مأساة الشعب اليمني الذي أصبح يعاني من وضع انساني يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فهي تحاول استخدام كل الأنواع المتاحة لها لإخضاع الشعب اليمني من قصف جوي الى حصار فرضته على اليمن والآن تلجأ الى استخدام الحرب النفسية محاولة منها لارغام هذا الشعب على الاستسلام.
الدبلوماسية الايرانية التي تعتبر أمن اليمن من أمن الجمهورية الايرانية وتطالب منذ بدأت الحملة العسكرية السعودية على الشعب اليمني بإيقافها وتطالب بحل سياسي للازمة اليمنية وجاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الايراني مرتضى سرمدي في 8 من نيسان من العام الجاري حيث قال اننا في الجمهورية الإيرانية نأخذ على عاتقنا كل المبادرات الطيبة والجهود التي تساعد في التوصل لحل سياسي لأزمة اليمن، ويؤكد المتابع للشأن اليمني ان إيران التي قامت بإرسال قوات بحرية الى خليج عدن ومضيق باب المندب في الثامن من نيسان، فهي بذلك تنشئ قوة عسكرية قبالة السواحل اليمنية، وتؤكد ان الخليج آمن بفضل حضور إيران ولكن على الولايات المتحدة الاميركية ان تسعى الى حماية سفنها في خليج عدن وهو ما أكده الاميرال حبيب الله ساري أول من أمس، حيث صرح ان الخليج الفارسي آمن تماماً إلا ان مستوى الأمن في خليج عدن وباب المندب غير كافٍ لذلك ينبغي للأميركيين حماية سفنهم في هذه المنطقة.
تصريحات قائد البحرية في الجيش الايراني تلك يراها المراقبون رسالة للمملكة السعودية بأن أي تعدٍ سعودي أو تصعيد سيكون الرد جاهزاً، تلك الرسالة التي وصلت سابقاً عندما أظهرت السفن الإيرانية كامل جاهزيتها باعتقال السفينة التي تحمل علم جزر مارشال التابعة للولايات المتحدة، لانتهاكها المياه الاقليمية الإيرانية في 28 نيسان 2015 حيث أقدمت خمس سفن حربية إيرانية على اجبار سفينة مايرسك تيغرس على التوجه الى جزيرة لاك الايرانية، وقد ذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان سفينة شحن تحمل علم جزر المارشال كانت في طريقها عبر مضيق هرمز تم اعتراضها من جانب القوات البحرية الايرانية.
فالرسالة التي أرادت إيران توجيهها الى الولايات المتحدة وحلفائها بعد أن صعدت الموقف العسكري بمواجهة السعودية في اليمن في شكل غير مسبوق، إذ اعتبرت أن أمن اليمن مثل أمن إيران وأن عهد ما وصفته بالمغامرة قد ولى كما جاء على لسان مساعد وزير الخارجية الايراني حسن عبد اللهيان.
وفي حين أكد قائد البحرية الإيرانية أن سفن بلاده لن تغادر خليج عدن، فإيران بذلك تؤكد أن العين الإيرانية الحاضرة والجاهزة ستكون بالمرصاد لأي تصعيد والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.