هل يعلن هادي تحالفه مع «القاعدة» في حضرموت؟

بشرى الفروي

لا يجد المتابع لتطورات العدوان السعودي على الشعب اليمني، أي خلاف في تفاصيل العدوان على سورية والعراق وليبيا. سوى أن الحرب بالوكالة التي تريدها أميركا للدول المقاومة لسياستها. قد جرى الخروج عنها في المرحلة السابقة في حرب اليمن بفعل الهمجية والإندفاع السعودي المدعوم بالحقد البدوي.

تعمل أميركا على لجم الجمل الذي خرج عن قطيعها وقام بحرب فاشلة كادت تدخل الأميركي في حرب مع إيران. فقامت بإعادته الى سياق الخطة وزربه في الحظيرة، حيث يحقق لها طموحها وينجز أهدافها التدميرية، من دون أن تلوث يديها او تعرض مصالحها في المنطقة لأخطار.

فالتغييرات الأخيرة التي أجرتها في السعودية، تؤكد رغبتها في إمساك دفة الحروب في شكل مباشر وإدارتها للابتعاد عن المحظورات التي كان حلفاؤها يسعون الى وقوعها.

مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس قالت: «إن بلادها ترى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن». وبنفس الوقت هي تدعم شن ضربات جوية وتهيئة الداخل اليمني لحرب استنزاف بين «القاعدة» وبين «أنصار الله».

لكن صحيفة «واشنطن تايمز» نقلت رغبة أميركا في الوصول الى حل سياسي بقولها إن «الإدارة الأميركية تكثف ضغوطها على السعودية سراً لوقف قصف الحوثيين، والدخول في محادثات سلام للوصول إلى حل سياسي».

اذاّ ما هي نظرة أميركا والسعودية لهذا الحل السياسي؟

هنا نجد تصريح لوزير الخارجية اليمني، رياض ياسين ليعكس هذه الرؤية بقوله: أن «على علي عبدالله صالح وأتباعه أن ينسحبوا أيضاً لأن المحاربين على الأرض ليسوا من الحوثيين فقط بل ومن ميليشيات علي عبدالله صالح، هذا شيء أساسي من دون أن تكون هناك حاجة لأي اتفاق».

ولدى سؤاله حول ما تردد عن بنود لمبادرة تقوم على انسحاب الحوثيين من صنعاء وموافقة صالح على مغادرة البلاد، رد ياسين مؤكداً: «أن لا اتفاق ولا تسوية، ولا يجب أن نخضع لأي تسوية مع من يحارب».

فالحل السياسي الذي تسعى أميركا اليه هو تهيئة ائتلاف يعمل في الخارج بصورة مماثلة للإئتلاف السوري ويضم فيه شخصيات اعتبارية وقوى اسلامية «معتدلة».

حسب مفهومها كالإخوان المسلمين. وتترك ذراعها العسكري المتمثل بتنظيم القاعدة بمختلف مسمياته، يعمل على الأرض لاستنزاف الجيش والثوار معهم، والضغط على الشعب والحكومة لقبول تسوية وبالتالي يتم إدخال هذه المكونات الى داخل جسم الدولة بقوة الإرهاب.

وما هي محادثات منصور هادي الأخيرة مع سالم البيض الرئيس اليمني السابق في الرياض ودعوته ممثلي الاحزاب والقوى التي تؤيد العدوان السعودي وترفض الحوار مع الحوثيين، إلا دلالة واضحة عن نية السعودية تشكيل هذا الإئتلاف ليعطي شرعية للعدوان ويدعم التنظيمات المتطرفة حتى ولو سمتها السعودية «بالمقاومة الشعبية».

ونرى التناغم بين منصور هادي وتنظيم القاعدة وبخاصة في حضرموت في البيان الذي وجهه المجلس التنسيقي لقوى تحرير واستقلال الجنوب في حضرموت الذي أيد فيه العدوان. ودعى الى دعمه بالسلاح واحتضانه لمنصور هادي وزمرته ومن خلفهم السعودية.

فهل هذا تمهيد لإمكانية انتقال منصور هادي الى حضرموت برعاية القاعدة؟ وبخاصة أنها تُشكل الجغرافيا الوحيدة التي يمكنه من خلالها العودة الى اليمن.

وليس مستغرباً في هذا السياق إعلان المتحدث باسم العدوان السعودي أحمد العسيري: أن «العمل يجرى لتعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية، ولإمدادها بالسلاح النوعي الذي سيغير المعادلة العسكرية على الأرض».

وبالتعابير نفسها التي نسمعها في الحرب على سورية يصرّح العسيري أنّ «الأيام المقبلة ستحقق للمقاومة تفوقاًّ في الأرض على الحوثيين».

فالتدخل البري مرفوض تماماً في الخطة الأميركية. والبديل عنه سيكون تدريب ودعم لـ«القاعدة». حيث تقوم الآن السعودية بتدريب مئات من رجال القبائل اليمنية لقتال الجيش اليمني و«أنصار الله». بالتزامن مع تنفيذ الرياض إنزالاً في مدينة تعز، لمدّ مقاتلي حزب «الإصلاح» الإخوان المسلمين بسلاحٍ، وُصف بالنوعي.

وتتوارد أنباء عن جلب مرتزقة من باكستان وصلوا السعودية وسيتم الزج بهم في المعارك ضد «أنصار الله» وبخاصة على الحدود السعودية مع اليمن في سيناريو مشابه لما يقوم به تحالف الحرب على الحدود السورية.

فكيف سيكون رد حلف المقاومة على هذه الحروب المشتعلة على كل الجبهات؟ لأن عدم الرد يعني الخسارة. فالحرب لم تنته، والتسويات تبدو بعيدة حتى يفرض الطرف القوي في المعركة ما يريده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى