فلتان أمني وقضائي في الهرمل وتوتر عشائري غير مسبوق…!

نضال حمادة

تعيش مدينة الهرمل توتراً كبيراً على خلفيات ثارات عشائرية تتراكم من دون حلول جذرية ومصالحات جدية توقف التوتر والخلافات بين مكوّنات عشائرية أساس في المدينة وقضائها.

وقد ازدادت حدة الانقسامات العشائرية منذ أسبوعين على خلفية خلاف أدّى إلى سقوط ضحية وعدد من الجرحى، وتعيش الهرمل منذ ذلك الوقت حالة توتر وشبه إقفال للكثير من المرافق التجارية وحذراً كبيراً في ظلّ انقسام في المجتمع يتفاقم مع مرور الزمن.

وأتى هذا الخلاف بعد خلافات سابقة بين عشائر متعدّدة سقط نتيجتها ضحايا دون التوصل إلى حلول ومصالحات طالما جنّبت المدينة مشاكل واقتتالاً، ويمكن القول إنّ النظر الى خريطة الصراعات العشائرية في المدينة يظهر أنّ أكثر من نصف سكانها يقفون على طرفي نزاعات عائلية.

هذا الوضع الأمني المتوتر يزيد من حدّته وصول النفوذ العشائري الى القضاء والمحاكم، ووصل الأمر ببعض المحامين الى الاستقواء بانتمائهم العشائري في القضايا التي يتولّون أمر الدفاع عنها، وتتكرّر حالات تهديد من بعض المحامين لخصومهم كما حصل الأسبوع الماضي في محكمة رأس بعلبك، عندما هدّدت إحدى المحاميات بـ«فرْم» خصومها، وقالت للقاضي إنها سوف تحلّ الموضوع عشائرياً بعدما أصدر حكماً لغير صالحها.

وما يزيد هذا الوضع سوءاً انتشار ظاهرة العصابات المتخصّصة بعمليات الاحتيال والنصب، وهذه الفئة من الناس لا تجد رادعاً لها، إنْ كان من طرف الدولة أو من طرف العائلة، حيث لم تعد هناك شخصيات مؤثرة ومسموعة الكلمة في غالبية العشائر والعائلات، وهذا ما ساهم في خلق نوع من الفوضى التي تفتقد إلى حلول جدية لمعالجتها.

في ظلّ هذا الوضع يعمل حزب الله دور رجل الإطفاء الذي يحاول احتواء النار قبل إطفائها حتى لا تنتشر وتأكل كلّ شيء، وتعود المشكلة الكبرى هنا إلى غياب الحلول الجذرية التي يمكن فرضها بالقوة على الأطراف المتصارعة، كما أنّ محاولات الإقناع بالتصالح لا تجد آذاناً صاغية في ظلّ غياب المحاسبة الرسمية والاستقواء العشائري الذي وصل الى بعض المحامين من ذوي النفَسِ العشائري، والذين يتحصّنون أيضاً بحصانة نقابة المحامين التي لا تحاسب هذه الفئة من المنتسبين اليها، رغم وجود شكاوى عديدة من المواطنين رُفعت اليها في هذا الخصوص.

وتشهد المدينة حالة شراء للأسلحة من بعض المكوّنات العائلية والعشائرية ما ينذر بخطر داهم لا بدّ من معالجته في أسرع وقت، فهل من يستجيب لنداء الاستغاثة قبل فوات الأوان؟

للموضوع تتمة…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى