الأمم المتحدة والمناورة «الجديد» و«الأخبار» والاستفراد السلسلة كسب جولة أم حرب؟

ناصر قنديل

– المعلومات المتواترة عن الطرادات التي يبدو أنّ قرار الشراء اللبناني السعودي الفرنسي قد رسا عليها ضمن صفقة الثلاثة مليارات من الدولارات، التي شكلت موضوع الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، يجب أن تكون موضع عناية من الجهات المعنية، وما ننشره من تقارير باريس حولها يقع في دائرة قضية وطنية بامتياز لا تخصّ فقط من يفاوضون أو من يقرّرون، بل كلّ الشعب اللبناني، وخصوصاً قيادة الجيش التي تحظى بثقتنا وتقديرنا واحترامنا، وكما كلّ لبناني نضع كلّ ما نشر ونسخة من التقرير الأصلي وما قد يصل وما ينشر في الصحافة الفرنسية في التداول، كي لا يكون ثمة ظلام يمرّر منه ما يضرّ ويؤذي، أملاً بأن تكون التوضيحات التي ننتظرها من الشركة الصانعة والمورّدة رداً على النقاط التي يثيرها التقرير المنشور من الزميل نضال حمادة من باريس.

– كلام موفد الأمين العام للأمم المتحدة عن اهتمام المجتمع الدولي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، وما أشيع عن مبادرة أممية لإنقاذ الاستحقاق، وما تضمّنه من تسريبات عن الدعوة إلى تجاوز المرشحين الأقوياء، والسعي إلى عقد جلسة انتخابية بنصاب واسع وترك الصندوق يقرّر، لا تعدو كونها مناورة للتنصل من مسؤولية فراغ يعرف القيّمون على القرار الدولي أنه آت، من الساعة التي وضعوا ثقلهم فيها لتشكيل الحكومة الجامعة التي ما كانوا لينهمكوا بتذليل العقبات من أجلها، إلا لتكون الوسادة التي ينامون على حريرها في مرحلة الفراغ التي أرادوها، ويعرفون أنّ تلافيها مشروط بتوافقات اللاعبين الكبار إقليمياً ودولياً ليصير أحد المرشحين الأقوياء بلا مترتبات على موقع لبنان الإقليمي، أو ليصير ممكناً تجاوز المرشحين الأقوياء بمرشح توافقي من خارج ناديهم.

– موعد محاكمة قناة «الجديد» وجريدة «الأخبار» يدق باب الإعلام والرأي العام في لبنان، بعدما أوصدت الحكومة أبوابها وصمّت آذانها وسلمت البلد وقضاءه إلى المحكمة الدولية لتمارس دور سلطة الانتداب، وتنتهك أبسط معاني السيادة الوطنية، والملفت أن تلفزيون «الجديد» سيمثل أمام المحكمة بلغة التحدي القانوني، وجريدة «الأخبار» قرّرت الامتناع عن المثول بعدما طلبت تأجيل الجلسة ورُفض طلبها، ليقع موقفها بين التحدي والرفض لما تدّعيه المحكمة لنفسها من ألوهية، وعلى رغم تمنياتنا أن يكون ذلك بالتنسيق بين الزميلتين قناة «الجديد» وجريدة «الأخبار»، تبقى أيدينا على قلوبنا من الاستفراد بـ«الأخبار»، من يوم سمعنا رئيس الجمهورية يتضامن مع «الجديد» ويتجاهل «الأخبار»، وما قاله القريب من المحكمة أكثر من حبل الوريد النائب مروان حمادة على باب المجلس النيابي، عن أن تلفزيون «الجديد» ليس لديه ما يخشاه، ووضعه مختلف عن جريدة «الأخبار» مفصّلاً مضبطة الاتهام بأنّ «الجديد» لم ينشر أسماء الشهود ولا صورهم.

– سلسلة الرتب والرواتب ستتعرّض حكماً للتشحيل، كما يبدو سعياً إلى التوافق على الممكن نيابياً لتمريرها، وكذلك ستكون موجبات المصارف والشركات العقارية عرضة للتفاوض المرير الذي قد يفضي إلى جعلها أكثر قابلية على البلع من حيتان المال، والمشكلة أنه إذا لم تمرّ السلسلة ستموت لأشهر طويلة، ولو انفجر الشارع اجتماعياً فيكون حزب المال قد كسب الحرب، وإذا مرّت سيكون تحالف المال قد نجح مرة أخرى بفرض روزنامته الاقتصادية والاجتماعية وكسب الجولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى