هل بات وقف الحرب على اليمن وشيكاً؟
حميدي العبدالله
ذكرت تقارير إعلامية أنّ مسؤولاً أميركياً قال إنّ واشنطن طلبت مساعدة إيران في حثّ حركة أنصار الله، على قبول المشاركة في محادثات من أجل الوصول إلى تسوية سياسية للوضع في اليمن.
وبعد ساعات قليلة نسبت قناة «الميادين» إلى مصادر قولها إنّ الأحزاب اليمنية، بما فيها حركة أنصار الله قد توافق بشروط على حضور مؤتمر في الرياض لبحث الأزمة اليمنية.
لكن بعد دقائق قليلة من بث خبر «الميادين» أعلنت الأحزاب اليمنية أنها ترفض المشاركة في أيّ مؤتمر يُعقد في الرياض أو في أيّ دولة شاركت في الحرب على اليمن.
لا شك أنّ الطلب الأميركي من إيران وبث أخبار عن احتمال قبول حركة أنصار الله بشروط المشاركة في مؤتمر الرياض، لهما دلالات تساعد على قراءة أفق الأزمة اليمنية والحرب التي شنّت على اليمن.
معلومات «الميادين» حول احتمال قبول حركة أنصار الله بالمشاركة في مؤتمر الرياض، الذي جاء عكسه في موقف الأحزاب اليمنية ومن ضمنها حركة أنصار الله، قد يكون مصدره جهات إيرانية، وسواء كان ذلك مناورة سياسية هدفها بعث رسالة إلى الولايات المتحدة عن استعداد إيران للاضطلاع بدور ما، لكن مع مراعاة مطالب اليمنيين ولا سيما حركة أنصار الله، وعدم صدّ الأميركيين في ضوء السياسة الإيرانية عشية صياغة مسودّة الاتفاق النهائي حول ملفها النووي، وبعث رسالة تظهر استعداد إيران للقيام بدور فعّال في احتواء حريق المنطقة، أو كانت رغبة جدية في الوصول إلى وقف الحرب وبدء الحوار حتى لو كان الثمن منح الرياض جائزة ترضية معنوية، ولكن دون الإخلال بالتوازن القائم الآن في اليمن، حيث بات في مصلحة القوى الوطنية اليمنية، بغضّ النظر عن أيّ من الأمرين يفسّر المعلومات عن احتمال قبول اليمن المشروط للمشاركة في مؤتمر الرياض، إلا أنّ هذا يعني أنّ ثمة جهداً يبذل باتجاه وقف الحرب، والانتقال إلى الحوار، بعيداً عن الرهان على الحسم، ولا سيما من قبل المملكة العربية السعودية.
كما أنّ مجرد طلب الولايات المتحدة من إيران المساعدة على إقناع حركة أنصار الله بالمشاركة في محادثات للتسوية، يعني أنّ واشنطن التي لم تكن في الأساس متحمّسة للحرب على اليمن، لقناعتها الأكيدة بأنّ هذه الحرب مغامرة ولا يمكن كسبها، يعني أنّ واشنطن ستوظف نفوذها في السعودية ودول الخليج لإقناعها بوقف الحرب وإطلاق مسار الحوار وصولاً إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية.
وبديهي أنّ نفوذ الولايات المتحدة داخل السعودية بات بعد التغييرات الأخيرة التي أصبح بموجبها محمد بن نايف الرجل القوي في الحكم، ووزير خارجية السعودية عادل الجبير، السفير السعودي في واشنطن والمقرّب من الإدارات والنخبة الحاكمة الأميركية، أكثر تأثيراً من أيّ وقت مضى، وكلّ ذلك يوحي بأنّ قرار وقف الحرب التي وصلت إلى طريق مسدود بعد مرور أكثر من خمسة أسابيع على اندلاعها، بات وشيكاً.