نصرالله: ذاهبون إلى معركة القلمون لمواجهة الخطر وسندفع ضريبة الدم كي يحيا سوانا

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حصول معركة القلمون ضدّ الجماعات الإرهابية التكفيرية لكنه لم يشأ تحديد الزمان والمكان وحدود هذه العملية، مشدّداً على أنّ «حزب الله لن يصدر بياناً في هذا الشأن وعندما ستبدأ هذه العملية تكون قد أعلنت عن نفسها». وقال: «نحن سنذهب إلى معالجة هذا الموضوع مدفوعين بشعور مواجهة الخطر، ونحن في هذا الأمر ندفع ضريبة الدم كي يحيا سوانا».

جاء ذلك في كلمة للسيد نصرالله عبر قناة «المنار» تطرق في مستهلها إلى أحداث اليمن، مشيراً إلى البيان السعودي بوقف «عاصفة الحزم»، الذي قال إنّ العاصفة حققت أهدافها لكنّ العدوان ما زال مستمراً على اليمن.

وقال السيد نصرالله:»نحن أمام عملية نزاع وتضليل منذ بدء عاصفة الحزم. كلهم أيدوا وباركوا ما حققته السعودية في عدوانها»، معتبراً «أنّ الإعلام لدى الطرف الآخر المؤيد لعاصفة الحزم قوي»، متسائلاً عن الأهداف التي تحققت منذ بدء العدوان إلى اليوم. هل أعادت الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور إلى اليمن؟ وهل منعت تمدّد الجيش الشعبي إلى حيث يريد؟ وهل صادرت سلاح أنصار الله؟ وهل تمكنت من تحقيق أي من بقية الأهداف؟ وهل استطاعوا إعادة هيمنتهم على اليمن؟ وهل قضوا على الهيمنة الإيرانية التي يدّعونها».

وأضاف:»نحن أمام فشل سعودي واضح، وانتصار يمني واضح، بسبب صمود اليمنيين وتماسكهم واحتضان الشعب اليمني للجيش والحشد الشعبي».

وأشار إلى «العنوان الثاني لعاصفة الحزم بإعلان إعادة الأمل، لكننا لم نر تحققها»، مستبعداً «قيام السعودية بعملية برية لأنهم لم ينجحوا باستئجار جيوش وآخرها من السنغال».

وتحدث نصرالله عن الأهداف التي أعلنتها السعودية وقاربت الستة، مشيراً إلى أنّ هدفها الحقيقي هو إخضاع اليمن لهيمنتها، متسائلاً أيضاً «عما حققته إعادة الأمل والتي لم تكن إلا قصفاً للأحياء المدنية، بل أكثر من ذلك استخدام قنابل محرمة دولياً وهو ما كشفته منظمات دولية».

وسأل عن ادعائهم بتكثيف المساعدات الإنسانية، «لكننا رأينا كيف منعت المساعدات من كافة الدول، لا بل قصفوا المطار لمنع وصول مساعدات من إيران»، لافتاً «إلى تعقيدهم أيضاً أي حلّ سياسي بما فيه دعوتهم إلى أن يكون الحوار في الرياض».

وتابع: «هناك خداع آخر متمثل بادعاء السعودية إنهاء عاصفة الحزم، غير أنّ الحرب منذ أربعين يوماً ازدادت بشاعة وإجراماً»، مؤكداً «أنّ الشعب اليمني يرفض الخضوع، بل بدأت هذه القوى اليمنية تأخذ شيئاً من زمام المبادرة في المناطق الحدودية مع السعودية».

ونبّه إلى «مسؤولية الدول، وشعوب منطقتنا خاصة، لمواجهة هذا العدوان والحصار البري والبحري والجوي ومنع وصول المواد الغذائية والطبية والوقود، بل منع انتقال هذه المواد داخل اليمن وقصف أماكن وجودها، ما يسبّب كارثة إنسانية»، متوجهاً إلى المعتدين بالقول: «إنّ هذه السياسة والضغط على أهل اليمن إنما هي سياسة فاشلة ولنا في تجارب الشعوب من فيتنام إلى غزة إلى لبنان ما يؤكد ذلك»، وأكد أنّ «هذا سيزيد وجوهكم قبحاً وسيتوحّد شعب اليمن دفاعاً عن بلده».

ودعا الجميع إلى تحمُّل مسؤولياتهم تجاه هذا الوضع الإنساني في اليمن.

أميركا غير جادّة في محاربة «داعش»

ثم تطرق السيد نصرالله إلى الوضع في العراق، «بعد سيطرة داعش على عدد من المناطق هناك وبعد إعلان تحالف دولي بقيادة أميركا لمحاربة داعش»، مذكّراً بأنّ «أميركا ليست جادة ولا مستعجلة في محاربة داعش، لا بل ستعمل على إنجاز مشروعها في المنطقة ألا وهو تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية بين عرب وكرد، سنة وشيعة إلخ»…

وتابع: «أميركا تسعى إلى شرعنة الحروب الأهلية في منطقتنا، وأول خطوة على طريق شرعنة تقسيم العراق هو ما يعمل عليه الكونغرس الأميركي، حيث يجيز تسليح قوى في العراق على أساس طائفي وعرقي. وعندما دعت المرجعية الدينية في العراق إلى مواجهة داعش كانت دعوتها إلى الدفاع عن السيادة العراقية، ومثلها فعلت الحكومة العراقية وهناك شواهد ومنها محافظة صلاح الدين بغالبيتها السنية والتي سقط فيها شهداء للجيش الشعبي».

وقال: «لا حجة للأميركي أن يغطي سلاحاً لبعض القوى، لا بل يرفض الأميركي بيع سلاح للحكومة العراقية، ما يؤكد هدفه في الوصول إلى التقسيم».

وشدّد على خطورة هذا الوضع «لأنّ الموضوع لا يتعلق بالعراق فقط، إذ على الجميع أن يعرف أنّ أي تقسيم للعراق يؤسّس لخطوات لاحقة في تقسيم اليمن وسورية، بما فيها الدول المتواطئة، إذ سيصل التقسيم إليها وفي مقدمها السعودية».

وكرّر تركيزه على خطورة تقسيم المنطقة مجدّداً، «لما لذلك من آثار مدمِّرة على شعوب المنطقة»، داعياً إلى «عدم الاستهانة بهذه الخطوة ووأد الفتنة في مهدها».

الأمور في سورية مختلفة

ثم تطرق السيد نصرالله إلى الوضع في سورية، فأشار إلى أنّ «سقوط منطقة جسر الشغور في يد المسلحين الذي تبعه موجة من الشائعات والضخّ الإعلامي ضمن الحرب النفسية»، لافتاً إلى «أنّ بعض الإشاعات كان هدفها طائفياً ومنها أنه بعد سقوط جسر الشغور سينتهي النظام وأنّ الجيش السوري فقد قوته وبدأ يتهاوى وأنّ حلفاء سورية تخلوا عنها، وأنّ ايران باعته بالملف النووي».

كما لفت إلى الإشاعات حول تهجير العلويين إلى لبنان واصفاً إياها بالكذب، معدّداً أكاذيب أخرى قالت إنّ حزب الله يضغط على الحكومة اللبنانية لاستقبال هؤلاء.

ووصف الحرب على سورية بأنها كونية، مطالباً اللبنانيين والسوريين بعدم الإصغاء إلى هذه الإشاعات والاكاذيب، مؤكداً «أنّ الأمور في سورية مختلفة اليوم وتجعلنا بعيدين عن التكهنات التي تقول إنّ إيران تخلت عن سورية، كما لا يوجد أي مؤشر صغير روسي يفيد يتخليها عن سورية».

كما طالب «بالتفتيش عن الأسباب الميدانية لسقوط إدلب وجسر الشغور بدل التفتيش في المواقف الدولية والحلفاء، لأنه في أي حرب هناك جولات ومن يربح جولة لا يعني أنه ربح الحرب».

وأضاف: «لطالما ربح الجيش السوري ومن معه جولات ونحن أمام جولة خسرها هذا الفريق وربحها الآخر، وهناك جولات سيتغير فيها الوضع الميداني إن شاء الله».

وأكد للشعب السوري أنه باق معه وإلى جانبه وحيث يجب أن نكون، كاشفاً عن ذهاب حزب الله «إلى أماكن لم نكن فيها من قبل، ونحن لم ندخل لأسباب عاطفية وشخصية وطائفية بل لأسباب تؤكدها الشواهد كلّ يوم وإنّ الدفاع عن سورية إنما هو دفاع عن لبنان وفلسطين.

وتابع: «لو أمكن لهذه المجموعات المسلحة السيطرة في سورية، فما هو المصير عندنا؟ سنبقى نتحمّل هذه المسؤولية مهما غلت التضحيات».

معركة القلمون

كما تطرق إلى الوضع في لبنان وقال: «إنّ وضع المجلس النيابي والحكومة والتشريع والخطة الأمنية في الضاحية، ومسلسل اغتيال الإخوة الأعزاء في عين الحلوة سنتحدث عنه في الأيام المقبلة، لكنني سأتحدث اليوم عن السلسلة الشرقية لأنها الأبرز هذه الأيام».

وأضاف: «عندما قلت أنه بعد ذوبان الثلج هناك استحقاق أمام لبنان والجيش اللبناني، وهذا ما قلته قبل إدلب وجسر الشغور وتطوراتها الميدانية.عندما تحدثت عن ذوبان الثلج إنما بسبب مؤشرات عن تحرك المسلحين هناك في القلمون وجوارها ونواياهم واضحة لدينا».

وتابع: «نحن لا نتحدث عن تهديد مفترض إنما عن عدوان فعلي يتم التعبير عنه بمهاجمة المواقع واحتلال أراض لبنانية واسعة، وكان ذلك قبل ذهابنا إلى القصير، وأيضاً في الاعتداء المستمر على الجيش اللبناني واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين واللعب بأعصاب أهلهم، وقصف المنطقة، لذلك نحن أمام تهديد موجود وقائم وعدوان فعلي موجود».

ورأى «أنّ الدولة غير قادرة على القيام بهذا الواجب لمواجهة هؤلاء»، مؤكداً أنه «لو قامت الدولة بمسؤولياتها سنكون معها وأمامها، ولكن من الواضح أنّ الدولة غير قادرة على فعل ذلك. وأمام ذلك نحن ذاهبون إلى هذه المعالجة وإن لم يصدر موقف رسمي من حزب الله حول هذا الأمر. لكن هناك مؤشرات والمناخ موجود، لكن نحن لم نعلن شيئاً».

ولم يشأ تحديد الزمان والمكان وحدود هذه العملية المفترضة وسقفها الزماني والمكاني، وإلى أين تريد أن تصل «فنحن لم نقل شيئاً، وبالتالي لا يطالبنا أحد بذلك».

وشدّد على «أنّ حزب الله لن يصدر بياناً في هذا الشأن وعندما ستبدأ هذه العملية تكون قد أعلنت عن نفسها. نحن سنذهب إلى معالجة هذا الموضوع مدفوعين بشعور مواجهة الخطر والتكليف هو ديني وإنساني، ونحن في هذا الأمر ندفع ضريبة الدم كي يحيا سوانا».

ووصف استقدام المجموعات المسلحة من قبل بعض الدول بأنه كانقلاب السحر على الساحر.

وختم مؤكداً «الاستمرار في هذه عملية المواجهة لأنّ تأدية هذا الواجب من الطبيعي أن يصدق الله وعده ويمنّ على المجاهدين بالنصر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى