ما المطلوب من «أنصار الله» في هذه المرحلة؟
هشام الهبيشان
في وقت ما زالت أصداء العدوان السعودي الأميركي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأسوي والمعيشي بالداخل اليمني، جاء المشهد اليمني اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأسوية واقعاً جديداً على الواقع العربي المضطرب، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأسوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية الأميركية على الشعب اليمني. وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه آلاف الشهداء والجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في الدولة اليمنية. على رغم الحديث عن إيقاف الحرب العدوانية على اليمن «عاصفة الحزم».
اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية «لا تُغني ولا تُسمن جوع اليمنيين التواقين إلى الاستقرار» وهذه المؤتمرات من المتوقع أن تُعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن اليمني، تسعى ـ كما يقال ـ إلى وضع حدّ لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة اليمنية. ومن هنا، يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع الربع الثاني من عام 2015، قد نعته آلة الحرب السعودية الأميركية، فقد عشنا منذ مطلع الربع الثاني من العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة اليمنية بسبب العدوان السعودي على اليمن من شماله إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا اليمنية، وبشكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيّرات وعوامل جديدة وفرض واقع وإيقاع جديد للخريطة العسكرية اليمنية، وخصوصاً بعد تمدد القوى الرديكالية «القاعدة وحلفاؤها» بشكل واسع بمناطق شمال غربي وجنوب شرقي اليمن.
وبالانتقال إلى ما يجري بالساحة اليمنية عسكرياً، وتحديداً بمدينة عدن بأقصى جنوب البلاد وببعض المدن بشمال وشمال جنوبي اليمن فقد شهدت معظم هذه المدن خلال الأيام العشرين الماضية صراعاً دموياً كبيراً محلياً مدعوماً من أجندات خارجية، وقد كانت بعض أطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر، ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة «بعضها موالٍ للقاعدة وبعضها للرئيس اليمني هادي وبعضها ما يسمى بالمقاومة الشعبة و…. الخ»، وهذه الميليشيات بمجموعها تحارب اليوم الجيش الوطني اليمني وحلفاءه الساعين إلى فرض القانون وسيادة الدولة اليمنية على الأراضي اليمنية كافة.
تعدد هذه الميليشيات المسلحة على الأراضي اليمنية أفرز حالة صراع دائم في اليمن، فقد ارتبط هذا الصراع المحلي بصراع إقليمي – دولي، ما ينذر بمزيد من الفوضى داخل الدولة اليمنية مستقبلاً، وفي ظل غياب أي بوادر لحلول سياسية للأزمة اليمنية، تزامناً مع ظهور جماعات رديكالية موجودة بشمال شرقي وجنوب اليمن، أعلنت ولاءها ومبايعتها لتنظيم «داعش» الرديكالي، وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة اليمنية المضطربة أصلاً، وهذا الوضع قد يستمر على الأقل لأشهر مقبلة .
اختتاماً، يمكن القول إن المشهد اليمني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الأرض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني «أنصار الله وحلفاؤهم» لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة مع الأطراف الوطنية الأخرى بالداخل اليمني لإيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني، وإلا ستبقى الدولة اليمنية بكل أركانها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض اليمنية.
كاتب وناشط سياسي – الأردن
hesham.awamleh yahoo.com