قلق بريطاني من ازدياد الأمراض النفسية بين الجنود في أفغانستان

أعلنت «مؤسسة مكافحة الضغط النفسي لدى الجنود البريطانيين» عن زيادة كبيرة وغير متوقعة بنسبة 57 في المئة في الاضطرابات العقلية والنفسية في صفوف الجنود البريطانيين الذين خدموا ويخدمون في أفغانستان، فيما ازدادت أيضاً الحالات العقلية والنفسية بنسبة 20 في المئة في صفوف الجنود الذين خدموا في العراق على رغم انسحاب القوات البريطانية منه قبل خمس سنوات في عام 2009، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تستعد لظهور حالات شبيهة كثيرة بين الجنود في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ويأتي الكشف عن هذا الأمر قبل سبعة أشهر من انسحاب القوات البريطانية نهائياً من أفغانستان وإنهاء المشاركة البريطانية في الحرب الأفغانية التي استمرت منذ بدايتها قبل 13 عاماً في عام 2001. وبلغ عدد الجنود البريطانيين الذين خدموا في أفغانستان حتى الآن 42 ألف جندي، ما يعني أن احتمالات الإصابة العقلية والنفسية ستكون كبيرة.

وقالت المؤسسة إن عدد الإصابات العقلية والنفسية بين الجنود الذين خدموا في أفغانستان في عام 2013 بلغ 358 حالة، فيما كان عدد الحالات الشبيهة في العام السابق 228 حالة. وما يثير القلق من هذه الظاهرة أن الإصابات العقلية والنفسية تستمر في الظهور حتى بعد انسحاب القوات من ساحات القتال، وذلك بناء على التجربة التي خاضتها القوات البريطانية في العراق والحروب الأخرى.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة مكافحة الضغط النفسي لدى جنود البريطانيين، العميد أندرو كاميرون إن الإصابات العقلية والنفسية لا تظهر بسرعة وتستغرق ملاحظتها وقتاً طويلاً، وأضاف: «على بريطانيا أن تستعد لتزايد عدد الإصابات العقلية والنفسية خلال السنوات المقبلة».

وقال كاميرون: «تُظهر الإحصائيات أنه على رغم انسحاب آخر جندي بريطاني من العراق في عام 2011 وانسحاب الجنود من أفغانستان في نهاية العام الحالي، فإن عدداً كبيراً من قدامى المحاربين الذين خدموا في القوات المسلحة يواصلون المعاناة من الأهوال التي مروا بها في الخطوط الأمامية خلال الفترة التي قضوها في القوات المسلحة».

وأوضح أن هؤلاء الجنود «يوماً وراء يوم يصارعون تلك الجراح النفسية التي غالباً ما تؤدي خلال هذه المعاناة إلى تمزيق العائلات».

وقال كاميرون إن مؤسسة مكافحة الضغط النفسي لدى الجنود البريطانيين ما زالت إلى اليوم تستقبل حالات لقدامى المقاتلين في حربي الملايو التي انتهت في عام 1960 والفوكلاند التي انتهت في عام 1982، وأن غالبية الإصابات التي تشرف عليها المؤسسة حالياً ويصل عددها إلى 5400 حالة هي لجنود خدموا في العراق، ثم أفغانستان، وإيرلندا الشمالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى