السعودية تتلقى أولى الرسائل… فهل تتعظ؟
يوسف الصايغ
سجل تطور ميداني جديد على جبهة العدوان السعودي على اليمن، حيث أعلنت سيطرة مسلحي القبائل اليمنية على 4 مواقع عسكرية سعودية في جيزان تعود إلى اللواء السابع، وسقوط قتلى من حرس الحدود السعودي، في وقت أسقط أبناء منطقة البقع في صعدة طائرة أباتشي سعودية.
هذا التطور الجديد سبقه إعلان مصادر إعلامية سعودية بينما كانت القمة الخليجية التشاورية تعقد في الرياض قصف مواقع عسكرية في منطقة نجران الحدودية بقذائف الهاون من داخل الأراضي اليمنية، وترافق ذلك مع دخول مسلحين من رجال القبائل إلى الأراضي السعودية والسيطرة على عدد من المواقع من بينها مخافر حدودية.
وبحسب المعلومات، فقد امتدّ القتال إلى منطقة جازان، ولفتت إلى أنّ عدداً من الجنود السعوديين قتلوا إلى جانب سبعة جنود أردنيين لقوا مصرعهم في المنطقة المذكورة، بدورها اعترفت السلطات السعودية بمقتل خمسة جنود وجرح سبعة عشر آخرين في قصفٍ للقبائل اليمنية استهدف السجن المركزي في منطقة نجران الحدودية، كما جرى إيقاف العمل والدراسة في كلّ مدارس المدينة إضافة إلى تعطيل جميع رحلات الخطوط السعودية إلى مطاراتها.
وأعلن الشيخ حسن أبو هدرة رئيس ملتقى شباب باكيل أسر عدد من الجنود السعوديين خلال عمليات في منطقة نجران، وبثّت مواقع التواصل أفلام فيديو لسيطرة مقاتلي القبائل على خمسة مواقع عسكرية سعودية في نجران.
هذه التطورات الميدانية تأتي في وقت تبدو الأمور مرشحة لمزيد من الاحتدام وقد نشهد مزيداً من التطورات لجهة استهداف مناطق سعودية تتخطى جازان إلى نجران وصولاً إلى مدينة أبها عاصمة عسير.
في المقابل، يبدو أنّ خطة الرئيس المنتهية صلاحيته عبد ربه منصور هادي لإقامة حوار في الرياض دُفنت في مهدها مع إعلان عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» الحوثية محمد البخيتي «أنّ الحوار بين القوى السياسية كان جارياً في صنعاء حتى بداية العدوان، ونحن نطالب بالعودة إليه من حيث انتهى، لكن أيّ حوار آخر في الرياض لا يعنينا».
في المحصلة، يمكن القول إنّ آل سعودية باتوا يدركون أنّ العدوان الذي يقودونه ضدّ اليمن لن يستمرّ من دون ردّ وحساب من الجانب اليمني، وبينما تسعى الرياض لعقد مؤتمر للمجموعات السورية المعارضة المسلحة بعدما زادت من دعمها المالي والتسليحي لها، وفي وقت تواصل عدوانها المغطى أميركياً على اليمن وشعبه، تلقت أولى الرسائل في جازان، فهل تتعظ أم تواصل مغامراتها التي يمكن أن تقود إلى تطورات لا يمكن التكهّن بنتائجها النهائية على صعيد المنطقة ككلّ وفي مقدّمها الوضع داخل أراضيها.