دي ميستورا يلعب في الوقت بدل الضائع
بشرى الفروي
يبدو أن المحادثات التي أطلقها مبعوث الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا تحمل طابع الجدية، للوصول إلى حل سياسي، بعد أن وجه دعوة لإيران لحضور هذه المشاورات، بإعتبارها بنظر الكثير من الأطراف الدولة الأهم، والتي بيدها مفاتيح المنطقة وبخاصة مع اقتراب توقيع الإتفاق النووي، والبدء بإيجاد حل سياسي لكل ملفات المنطقة.
إحساس الأطراف المتنازعة باقتراب تسوية شاملة، دفعها باتجاه تسخين كل جبهات القتال للحد الاقصى، وإخراج ما تملكه من أوراق، لوضعها على طاولة المفاوضات.
وفي الوقت الذي صعّد فيه حلف الحرب على سورية من لهجته العدائية، وأعاد الحديث عن مصير الرئاسة في سورية، أكد دي ميستورا أنه «ليس من عمل الأمم المتحدة تحديد مصير الرئيس بشار الأسد، لأن هذا من مهمات الشعب السوري فقط».
دي ميستورا الذي أكد في مؤتمر صحافي حضور أطراف الأزمة السورية كافة وممثلين عن الدول الإقليمية والدولية المعنية، أوضح دعوة 40 طرفاً سورياً، و20 طرفاً دولياً إضافة إلى وفد الحكومة السورية، وعناصر عسكرية فاعلة على الأرض، وكذلك ممثلين عن الجاليات السورية في الخارج.
وتهدف مشاورات جنيف التي تستمر من أربعة إلى ستة أسابيع إلى استئناف المفاوضات لاحقاً لحلّ الأزمة في سورية، عبر «جنيف 3» لإيجاد حلّ سياسي يرتكز إلى قرارات «جنيف 1».
وسيمثل الحكومة السورية مندوبها في مكتب الأمم المتحدة في جنيف حسام آلا ، وكذلك الأمر لإيران والدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى السعودية وتركيا.
وأوضح دي ميستورا، أنّ هذه المحادثات هي مشاورات وليست محادثات سلام، وأكد أن تنظيم «داعش وجبهة النصرة» هما تنظيمان إرهابيان، لا يمكن مشاركتهما بأي حوار، فصعود تنظيم «داعش» غّير الحقائق على الأرض منذ توقيع بيان جنيف في مؤتمر دولي قبل ثلاثة أعوام، ويجب مراجعة بيان «جنيف 1»، بهذا الخصوص حسب كلامه.
وأشارت أوساط دي ميستورا إلى أن المشاركين هم ممثلون عن الدولة السورية والمعارضة والمجتمع المدني والاكراد، وبعض الفصائل المسلحة إضافة الى ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية السورية، في خطوة لتلافي الاخطاء التي وقعت في «جنيف 1»، من عدم تمثيل المعارضة السورية بكافة أطيافها، واستبعاد دول إقليمية فاعلة ومؤثرة لها ثقلها الإستراتيجي، كإيران، التي أكدت مشاركتها من دون شروط مسبقة، ويرى سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا أن «الحوارات السابقة بين المعارضة والدولة السورية تحولت إلى خطابات، واستعراض سياسي وإعلامي بدلاً من توجيه حوار معمّق ومسؤول حول القضايا المطروحة فجعلها عاجزة عن الخروج بنتائج عملية» وتجري مشاروات جنيف هذه المرة في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث لم يتخلّ حلف الإرهاب على سورية من دعمه للمجموعات الإرهابية، كـ»داعش» و«نصرة» ومساعدتها في قضم أطراف الجغرافيا السورية، ومحاولة تعويم «جبهة النصرة» كقوة تمثل المعارضة السورية على الأرض بدلاً من «داعش»، استعداداً لعمل كانتونات تمهد لتقسيم سورية، وعزل دول حلف المقاومة عن بعضها، من هنا تأتي أهمية معركة القلمون التي تعدّ لها الدولة السورية بمشاركة حزب الله والتي يراها مراقبون أنها ستكون معركة الفصل التي ستحدد من الرابح ومن الخاسر.