ابراهيم: الملف منجز والخلاف على آلية التنفيذ
أكد مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّ ملف العسكريين المخطوفين «هو ملف منجز ومنجز تماماً»، لافتاً إلى «أنّ الخلاف المتبقي هو حول آلية التنفيذ لإتمام العملية».
وأكد ابراهيم أمام وفد من نقابة الصحافة زاره في مكتبه أمس، برئاسة النقيب عوني الكعكي،
أنه يحاول إبعاد هذا الموضوع «عن الإعلام قدر الإمكان، لكنّ الطرف المضاد يعمد دوماً إلى اللجوء إلى الصحافة والإعلام، وذلك من أجل الضغط علينا، لكنني أؤكد أنّ ملف العسكريين هو ملف منجز ومنجز تماماً، والخلاف المتبقي هو حول آلية التنفيذ لإتمام العملية».
وأضاف: «إنّ الفيديو الذي ظهر قبل أيام وهاجمنا فيه العسكريون المخطوفون لن يؤثر علينا وعلى معنوياتنا ولا على مسار المفاوضات. فنحن نسعى إلى إتمام هذه الصفقة بما يحفظ السيادة اللبنانية، ولن نفرط بأي ذرة من قوانيننا اللبنانية المرعية الإجراء، ما دامت الفرصة متاحة لإتمام هذه العملية في ظلّ القوانين والسيادة اللبنانية».
وأكد أنّ «ابتعادنا عن الإعلام هو لعدم استغلال كلامنا من الخاطفين من أجل تنفيذ أي أمر سيئ ضدهم». وقال: «لن نتخلى عن هذا الملف لأي سبب من الأسباب، وهنا أتكلم نيابة عن كامل الدولة اللبنانية: إنّ هؤلاء العسكريين أولاد عائلات لبنانية لكنهم أبناء الوطن والمؤسسات الأمنية، فهم وهبوهم لهذه المؤسسات التي ستحافظ عليهم، ونطلب من الأهالي التروّي، وتركنا نعمل على طريقتنا لأننا لن نتخلى عن أبنائهم، وإنّ الضغوط التي يقومون بها لا تزيدنا إصراراً على إنجاز هذا الملف، بل نحن مصرّون كخلية أزمة وعلى رأسها الرئيس تمام سلام على إنجاز هذا الملف الوطني في أسرع وقت ممكن».
وأضاف: «إذا طال وقت الانتظار عند الأهالي فعليهم عذرنا، لأننا مؤتمنون على أربعة ملايين لبناني وليس فقط على 25 عسكرياً مخطوفاً، فنحن سنخلص العسكريين المخطوفين من دون أن نفرط بأمن أربعة ملايين لبناني».
لا معلومات عن كسّاب والمطرانين
أما في موضوع المطرانين المخطوفين، أكد ابراهيم أن «ليس لدينا أي أشارة أو طلب من الجهة الخاطفة بما يشير إلى هوية هذه الجهة أو إلى مطالبها، كما ليس لدينا أي تسجيل يدلنا على أنّ هذين المطرانين لا يزالان على قيد الحياة. فملف المطرانين يشبه ملف زميلكم سمير كسّاب وأخينا في المواطينة اللبنانية. هو ملف معقد لعدم وجود معلومات تتعلق به، ولعدم وجود مطالب من الخاطفين لإطلاق المطرانين والصحافي سمير كساب. أنا أؤكد أنّ ملف المطرانين المخطوفين وملف سمير كساب هما بحوزتي دائماً وعلى جدول أعمالي».
ولفت إلى أنّ «المعطيات شحيحة جداً، وكل ما يردنا من معطيات جديدة يتبين لنا يوماً بعد يوم أنها غير صحيحة، ولا يبنى عليها».
وبالعودة إلى قضية العسكريين المخطوفين، أكد إبراهيم أنها «عالقة على آلية التنفيذ، وأنّ موضوع المفاوضات والتنفيذ هو موضوع ثقة متبادلة، فبعض النقاط مقبولة منا ومرفوضة منهم، والعكس صحيح، لكنّ الموفد القطري موجود في تركيا ويحاول أن يذلل هذه النقاط العالقة».
وقال: «نحن في سباق مع الوقت لإتمام عملية تحرير العسكريين المخطوفين قبل حدوث أي طارىء أمني، وكان لدينا اتصال بالوسيط القطري هذه الليلة وأعطانا أخباراً إيجابية في هذا الموضوع، وأؤكد أنّ العسكريين بأمان. لا أريد أن أحدّد وقتاً لكنّ المسار قريب إن شاء الله».
وعن المعلومات التي ترد عن المطرانين المخطوفين، قال إبراهيم: «إن كلّ خبر يرد إلينا نقوم بمحاولة تصحيحه وتدقيقه»، كاشفاً أنه تواصل «مع مديري مخابرات دوليين، طالباً منهم المساعدة وإعطاءنا أي معلومة تساعدنا في هذا الملف، لكن للأسف كانوا هم من ينتظر المعلومة منا، إذ ليس لديهم أي معطيات. أنا أقول إنّ هذا الملف هو همّ نحمله وليس قضية عادية، ورسالة لبنان هي رسالة محبة، ونقوم بحمل هذه الرسالة ونساعد أي مظلوم على سطح الأرض مهما كانت جنسيته أو دينه».
وأكد أنّ «الأمن العام هو بوابة الوطن التي تحميه ممن يحاول النيل منه، ولو كان ثمة من استمع إلى رأينا سابقاً كيوم أوقفنا شادي المولوي، لتغيّر مسار الكثير من الأمور. فالأجهزة الأمنية مجتمعة حدت كثيراً من المخاطر التي تهدّد لبنان واللبنانيين، لكنّ صورة المشهد الملتهب في المنطقة لا تزال مخاطرها تحدق بنا، وإن بنسبة أقلّ».
أما في شأن النازحين السوريين، فأوضح ابراهيم: «أنّ عددهم إلى تناقص، وليس إلى ارتفاع»، لافتاً إلى أنّ عددهم قد نقص 300 ألف نازح منذ بدأنا بإجراء ضبط الدخول عبر الحدود».
الحوار يضمن الاستقرار
ولدى سؤاله عن الحوار الداخلي بين الأفرقاء اللبنانيين، أكد ابراهيم استمراره «رغم كلّ ما تشهده المنطقة من تفجيرات، فهو يضمن الاستقرار الداخلي الذي ننعم به حالياً».
وتطرق إلى موضوع المخيمات، قائلاً: «نحن نعالج موضوع المخيمات، والموضوع المركزي هو مخيم عين الحلوة الذي أصبح عاصمة الشتات الفلسطيني في العالم. نحن لا نريد تفجير المخيم لا من الداخل ولا عبر تأثيرات خارجية، فموضوع المخميات يكرس حقّ العودة للفلسطينيين والحفاظ على هذه المخيمات هو واجب وطني لبناني انطلاقاً من حرصنا على مركزية القضية الفلسطينية».
أهالي العسكريين
كما التقى ابراهيم في مكتبه، وفداً فلسطينياً من حركة «حماس» برئاسة نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق وجرى البحث في الأوضاع العامة لاسيما الوضع الفلسطيني في لبنان. ثم استقبل وفداً من أهالي العسكريين المخطوفين برئاسة الشيخ عباس زغيب وبحث معهم في آخر المستجدات المتعلقة بأبنائهم.