معلا: اللاعبون السوريون نافسوا على المستوى العربي والآسيوي والدولي ورفعوا علم الوطن في المحافل الدولية

الترياثلون وهو سباق ثلاثي، أشبه بالماراثون، يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدرّاجات، وينتهي بالجري، وهناك أنواع عدة، منها الشتوي الذي يحتوي على التزلّج على الجليد، والجبلي الذي لا يحتوي على السباحة. هذه اللعبة تعتمد أيضاً على سرعة التبديل بين الملابس والأحذية الخاصّة بكلّ مرحلة من مراحلها، وهي لعبة مشاركة في الألعاب أولمبية.

وتعود بدايات هذه اللعبة إلى فرنسا في الفترة ما بين 1920 و1930، وكانت تسمى آنذاك بـ«La Course des D brouillards, Les trois sports». ويقام هذا السباق حالياً في فرنسا قرب منطقة جونفل لي بونت في ميولان وبويسي.

وفي عام 1920 أوردت صحيفة «لي آتو» الفرنسية تقريراً عن السباق، ذاكرةً أن المتسابقين قد قطعوا 3 كيلومترات ركضاً، و12 كيلومتراً بالدراجة، ثم قطعوا قناة مارن سباحة، وقد أنجزوا مراحل هذا السباق من دون فترات استراحة.

حاورته: نبال بريك هنيدي

في حوار مشترك أجرته قناة «توب نيوز» وجريدة «البناء» مع السباح العالمي ورئيس اتحاد الترياثلون السوري همّام معلا، أكد أن الألعاب الفردية والجماعية وبخاصة الترياثلون مظلومة لأن توجّه الجمهور السوري بشكلٍ عام لكرة القدم والسلة اللعبتين الأكثر شعبية، مع أن نتائج الألعاب الفردية أفضل، إذ يمكن للاعب أن يحقق ميداليات أكثر من الفرق الجماعية.

وهذه المشكلة هي مشكلة عامة وليست خاصة وليست في سورية فقط، فلعبة الترياثلون في سورية جديدة إذ إن نشأتها كانت عام 2003، حيث بدأت بلجنة ضمن اتحاد السباحة وتطوّرت ليصبح لها اتحاد وهي لعبة أولمبية من عام 1980.

قام الاتحاد السوري للترياثلون بخطوات كثيرة تمكّن من خلالها من المنافسة على المستوى العربي والآسيوي والدولي، وشاركنا في بطولة آسيا ونافسنا فيها على المراكز الخمسة الأولى، ويعتبر ذلك إنجازاً كبيراً لرياضة الترياثلون السورية وخلال فترة قصيرة وهي 10 سنوات، لأن إعداد لاعب واحد يحتاج لـ10 سنين كي يستطيع المنافسة على جميع المستويات، وحققنا خلالها ميدالية ذهبية أحرزها اللاعب محمد شباط وهو لاعب ناشئ ومتميز جداً وله مستقبل مشرق في لعبة الترياثلون، واللاعب المتميّز محمد ماسو والذي حقق الميدالية الفضية في السباق الأولمبي الذي جرى في الفيليبين خلال نيسان الماضي رغم فترة التدريب القصيرة.

وعن الجانب الإعلامي وعدم الإضاءة الإعلامية على هذه الألعاب بخاصّة في ظلّ الإنجازات التي حققها الفريق السوري وكيف يمكن أن يساعد الإعلام في تطوير هذه اللعبة وإيصال هذه اللعبة للجمهور السوري، قال معلا: «يجب أن يعزز الاتحاد الرياضي العام هذا الشيء ويجب على الإعلام الرياضي أن يسلّط الضوء ويقوم بالمقابلات مع الفرق الرياضية وتغطية البطولات حتى يعرف الجمهور الرياضي السوري بهذه اللعبة، وهذا الشيء يساهم بدعم الفرق الرياضية بلاعبين جدد». كما أكد أن هناك تقصيراً بالنسبة للثقافة الرياضية ابتداءً من المدرسة نهايةً بالاتحاد الرياضي العام. وأضاف: «يجب أن تكون هناك خطّة توجيهية لدى الاتحاد الرياضي العام لتعزيز الفكر الرياضي بين الفئة العمرية الصغيرة وشرح تفاصيل اللعبة، وهذا التقصير نعاني منه على رغم وجود حصص رياضية بسبب افتقار الحصة الرياضية للتثقيف فهي في أغلب الأحيان تكون شكلية».

وعن العقبات التي يواجهها اتحاد الترياثلون خصوصاً في ظلّ الأزمة التي تمر بها سورية قال معلا: «اللعبة لها مراحل عدّة وأولها أن التدريب تكون غالبيته في الشوارع والطرق المفتوحة، ونحن نعاني من انعدام الأمان في الطرقات في ظلّ الحرب على سورية، والمشكلة الثانية فرص الاحتكاك بالنسبة للاعبين أصبحت قليلة، والرياضة جزء من البلد لذلك حتماً تأثّرت بالحرب والتآمر على سورية خصوصاً لناحية المشاركة في البطولات الخارجية والعقبات على تأشيرات الدخول، عدا البطولات الدولية الرسمية بحيث تكون الدول المستضيفة ملزمة بإرسال دعوة مشاركة كوننا جزء من الاتحاد الأولمبي الدولي التابع للجنة الدولية الأولمبية ونحن نثبت جدارتنا بكلّ المحافل الدولية ونرفع العلم السوري أينما وجدنا. ونحن نسعى إلى التألّق أكثر خصوصاً في هذا الوقت، إذ أن العالم كله متآمر على سورية حتى على مستوى الرياضة التي هي أخلاق وهم بعيدون جداً منها. إضافة إلى أننا كإداريين ولاعبين نتعرّض عند انتهاء البطولات لكثير من الإزعاجات، وتحاول الفضائيات تحويل الشأن الرياضي إلى سياسي في محاولة منها لاتخاذ موقف ضد الشعب السوري، وكان دائماً الجواب أننا نحن نخدم بلدنا ونحن مع شعبنا وبلدنا، لذلك فإن الرياضة هي الأكثر مجالاً لنستطيع رفع علم بلدنا فيها وإيصال صوت سورية والشعب السوري للعالم والرأي العام العالمي لأن الرياضة هي واجهة كل بلد».

وعن البطولات المقبلة لاتحاد الترياثلون السوري، قال معلا: «إن هناك بطولات عدة ضمن نشاطات الاتحاد الدولي للترياثلون، وسوف نشارك فيها ونعمل على تحقيق الإنجازات على رغم أننا نواجه بعض المشاكل ولكننا سنواجهها كمكتب تنفيذي مع اتحاد اللعبة ونقوم بتذليل العقبات لنشرّف بلدنا سورية في المحافل الدولية».

أما عن النشاطات الرياضية التي تقوم بها مجموعة معلا للرياضة، فلفت إلى أن أكاديمية السباحة تخرّج خامات جيدة حتى تكون الرديف للمنتخب الوطني السوري بالفئات العمرية الصغيرة لتمثّل المنتخب في السنوات المقبلة، وهناك عدد من المدربين المختصّين كما خرجت المدرسة عدداً من اللاعبين الذين هم في المنتخب الوطني حالياً، وتعمل مجموعة معلا الرياضية على تعزيز الثقافة الرياضية في المركز الرياضي للمدرسة ونشر الوعي الرياضي وإيصال الرياضة للناس والوصول لمرحلة وعي وبناء إنسان سليم جسدياً وعقلياً.

أما عن «سباق الأسد الدولي» الذي كان بطولة مهمة على المستوى العالمي، فقال معلا: «شارك في البطولة الكثير من الأبطال العالميين في السباحة وكانت على مستوى عال، من التنظيم وأشاد بها الكثير من النجوم ولكن في الأزمة التي نمرّ بها واجهتنا بعض المشاكل لكننا سنعمل على إعادة هذا السباق وتنظيمه من جديد».

وفي سؤال عن الاتحاد العربي للترياثلون الذي ترأسه معلا ثم قدم استقالته، أكد الأخير أن سورية كانت من المبادرين في تأسيس الاتحاد العربي للعبة، واستطاعت أن تنشر هذه اللعبة في الوطن العربي بكامله، وسورية كانت السباقة بذلك ولكن مع بداية الأزمة قُدّمت الاستقالة بسبب الصيغة التي كانوا يخاطبوننا بها وكانت المؤامرة واضحة وليست في الرياضة فقط، بل على كل المستويات. ومع استقالة سورية تعرّض الاتحاد لخلل خصوصاً في ظلّ عدم وجود إداريين ولاعبين سوريين وأصبح الاتحاد العربي مجرّد شكل.

التآمر العربي على سورية وشعبها لم تسلم منه حتى الرياضة

غادرت بعثة المنتخب السوري للترياثلون إلى مصر للمشاركة في البطولة العربية والأفريقية المفتوحة للتراياثلون التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ. وفي اليوم الأول حقق الفريق السوري ميداليات عدة، فقد فاز محمد شباط بالمركز الأول واللاعب معتصم المالح بالمركز الثالث لفئة الرجال واللاعب أنس حجّار بالمركز الثاني لفئة تحت 23 سنة واللاعبة دانا شباط بالمركز الثاني لفئة السيدات.

لكن عند التتويج تفاجأ اللاعبون السوريون بعدم تتويج أي لاعب من المنتخب السوري بحجّة تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية، على رغم أن المنتخب شارك بناءً على دعوة رسمية من الاتحاد العربي للترياثلون.

وليثبت العرب ا أنه يوماً بعد يوم تتأكد الخيانة والعمالة والتآمر على الشعب السوري حتى في الرياضة، عرضوا على لاعبي المنتخب التتويج تحت راية الاتحاد العربي من دون رفع العلم السوري لا أثناء التتويج ولا على المنصّة، فرفض المنتخب السوري وأعلن انسحابه من البطولة مع العلم أنه لا يزال هناك يومان من المنافسات. وكانت قد غادرت بعثة المنتخب السوري إلى مصر للمشاركة في البطولة خلال الفترة من 7 إلى 11 أيار، ويشارك في البطولة 32 دولة وهذه البطولة لم تشارك فيها سورية منذ سنوات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى