بوتين: توافق مع ألمانيا على الحل السلمي للأزمة الأوكرانية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن لدى روسيا وألمانيا وجهات نظر مختلفة تجاه الوضع في أوكرانيا، لكن الجانبين يتوافقان على الحل السلمي هناك.

ودعا بوتين في اختتام لقائه المستشارة الألمانية في موسكو خلال مؤتمر صحافي مشترك معها إلى رفع الحصار عن شرق أوكرانيا والذهاب إلى التعديلات الدستورية بهدف الخروج من الأزمة.

وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة تطبيق القوانين الدولية على جميع النزاعات الدولية ورفض المعايير المزدوجة، وأوضح بوتين أن الغرب دعم منفذي الانقلاب في أوكرانيا في وقت رفضه اليمن ودعم الرئيس الشرعي هناك.

كما أعلن بوتين أن تنفيذ اتفاقات مينسك يسير قدماً على رغم كل الصعاب، وأن الوضع في أوكرانيا بات أهدأ.

وقال بوتين إنه «يجب تنفيذ جميع اتفاقات مينسك بالكامل وبدقة، وأذكر بأن جملة الإجراءات للتسوية تمتلك طابع حزمة، إذ ترتبط فيها الجوانب الرئيسية للتسوية كافة، السياسية والعسكرية والاجتماعية الاقتصادية والإنسانية».

وأضاف أنه «توجد هناك الأسس كافة لاعتبار أن عملية مينسك تتحرك وإن مع صعوبات»، لافتاً إلى أنه «بعد 12 شباط بات شرق أوكرانيا مع كل المشاكل الموجودة أكثر هدوءاً».

وشددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك كأساس للتسوية السلمية في أوكرانيا، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية. وأضافت ميركل أن ألمانيا تتعاون مع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية وملفات دولية عدة، لا سيما الأزمة السورية والملف النووي الإيراني.

ووصلت المستشارة الألمانية إلى موسكو، حيث وضعت برفقة الرئيس بوتين إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول قرب جدار الكرملين في إطار فعاليات إحياء الذكرى الـ70 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى.

وفي وقت سابق، أكد شتيفين زايبرت الناطق باسم الحكومة الألمانية أن ميركل ذاهبة إلى موسكو لتكريم ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية من مواطني الاتحاد السوفياتي الذي واجه خسائر فادحة.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن «إشكالية تسوية الأزمة الأوكرانية الداخلية تشكل محور جدول الأعمال» مشيراً إلى أن «روسيا وألمانيا تدعوان كييف والأقاليم الجنوبية الشرقية لأوكرانيا إلى الالتزام الصارم باتفاقات مينسك».

الجدير بالذكر أن الأزمة الأوكرانية شكلت في الآونة الأخيرة محور محادثات بوتين وميركل المباشرة منها وغير المباشرة، إذ تحادث الزعيمان حول هذه المسألة خلال عام 2014 أربع مرات وجهاً لوجه و34 مرة هاتفياً، فيما شهد عام 2015 حتى الآن لقاءين بينهما و16 اتصالاً هاتفياً.

من جانب آخر، بحث الجانبان التعاون الثنائي وإجراءات تنمية العلاقات التجارية الاقتصادية.

وكان حجم التجارة بين البلدين قد انخفض عام 2014 مقارنة بالعام السابق بنسبة 5,6 في المئة حتى, 701 مليار دولار، علماً أن الاستثمارات الألمانية في الاقتصاد الروسي تبلغ أكثر من 21 مليار دولار، وهناك أكثر من 6 آلاف شركة عاملة في روسيا بمشاركة ألمانية بما فيها 800 شركة برأس مال ألماني صرف.

إلى ذلك، شهدت الساحة الحمراء بموسكو عند العاشرة صباح أول من أمس العرض العسكري الأضخم في تاريخ روسيا لمناسبة الذكرى الـ70 لعيد النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى.

وحضر العرض نحو 30 زعيماً وقرابة 40 مسؤولاً أجنبياً في مقدمهم: رؤساء الصين والهند وجمهورية جنوب أفريقيا وفيتنام ومصر وزيمبابوي وكوبا ومقدونيا ومنغوليا وفلسطين وسلوفاكيا والبوسنة والهرسك وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وقبرص وصربيا والتشيك ووزيرا خارجية إيطاليا وفرنسا إضافة إلى الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام لليونيسكو إيرينا بوكوفايا ومثل بريطانيا حفيد وينستون تيشرتشل، رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية.

وشارك في العرض العسكري بموسكو نحو 16 ألف عسكري و190 قطعة من المعدات الحربية و150 طائرة ومروحية، بما فيها أحدث نماذجها. كما ستسير في الاستعراض صواريخ «يارس – 24» العابرة للقارات، ودبابات وعربات المشاة القتالية الحديثة «أرماتا»، والعربات القتالية «كورغانيتس» و«راكوشكا» و«تايفون»، والطائرات المقاتلة «سو 34» و«ميغ 29 أس أم تي»، وقاذفات القنابل الاستراتيجية «تو 160»، والمروحيات القتالية «مي 28 أن» الصياد الليلي ، و«كا 52 « التمساح .

كما سارت في الاستعراض عشرات القطع العسكرية من القوات المسلحة لرابطة الدول المستقلة ودول أخرى صديقة، منها أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان والهند ومنغوليا والصرب والصين.

وخلال كلمة في مستهل العرض، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة في الساحة الحمراء بهذه المناسبة دقيقة صمت إجلالاً لذكرى شهداء الحرب الوطنية العظمى.

وبعيد العرض وضع الرئيس بوتين برفقة نحو 30 من رؤساء وقادة الدول الذين حضروا العرض الزهور على ضريح الجندي المجهول قرب جدار الكرملين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى