يازجي من قبرص: لإحلال لغة الإنسانية مكان لغة المصالح والتجاذب

ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس الأحد في كنيسة الآجيا صوفيا في العاصمة نيقوسيا، مع رئيس الأساقفة خريسوستوموس الثاني، وشارك في القداس المطرانان غطاس هزيم بغداد والكويت ، والوكيل البطريركي أفرام معلولي ومطارنة من كنيسة قبرص وكهنة وشمامسة وحشد من المؤمنين.

بعد القداس رحب رئيس الأساقفة بالبطريرك مشيداً بـ«العلاقة التاريخية التي تربط الكنيستين الأنطاكية والقبرصية»، وختم مصلياً «من أجل السلام في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية».

وألقى البطريرك من جهته كلمة جاء فيها: «أحمل إليكم محبة دمشق وشموخ جبل لبنان. آتيكم متشحاً بغيرة أبناء الاسكندرون وبقوة إيمان أنطاكية الانتشار. آتيكم بخلجات قلوب أبناء كنيسة أنطاكية التي تئن تحت مسامير صليب هذا المشرق والتي ومن رحم عذابها ستكتب قدر رسوخها في هذا المشرق وستلوي بمسامير صليب ربها كلّ مسامير الدنيا».

واعتبر يازجي «أنّ من أهم واجبات قادة العالم المسيحي هو الحفاظ على اسم المسيح في الشرق الأوسط. وهذا يتم بالدفع الفوري نحو إغلاق كلّ منافذ الصراع فيه وإحلال روح السلام ولغة الإنسانية مكان لغة المصالح والتجاذب».

وتناول يازجي الوضع العام في سورية ولبنان والمنطقة وقضية المطرانين المخطوفين قائلاً: «الأزمة في سورية تجتاز عامها الخامس والعالم يتفرج. ونحن هنا لنسمع صوت معاناة شعبنا. كفانا قتلاً وادعاءات. كفانا إرهاباً وقتلاً وإجراماً أعمى واستيراداً لإيديولوجيات متطرفة تمتهن الدين وتحاكم الناس لمجرد كونهم مسيحيين أو على هذا المذهب أو ذاك، وكلّ ذلك تحت مسمّى الحرية والديمقراطية. نحن لم نعرف هذه الروح في سورية. كفانا خطفاً وتهجيراً وتقطيعاً لأوصال بلاد، لا تدعي الكمال، ولكنها عرفت بإسلام متسامح وبعيش واحد بين كلّ أطيافها».

ولفت إلى أنّ مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي «يختصران بقضيتهما مأساة كلّ المخطوفين ويختصران مأساة الشعب السوري بأسره ومأساة شعبنا الأنطاكي، وهما قابعان في الخطف منذ أكثر من عامين وسط تعتيم دولي مريب. كنائس ومساجد ومرافق ومدن وأوابد تدمر وسط تواطؤ الخارج أو تفرجه، وكلّ هذا يجري تحت مسميات واهية، سئمناها وسئمنا فواتيرها الغالية».

وختم: «من هنا نطلق صرختنا مجدّداً من أجل السلام في سوريا والاستقرار في لبنان الذي يرزح تحت الفراغ الدستوري في سدة الرئاسة. كما نرفع الصوت من أجل العراق المستنزف من الإرهاب ومن أجل اليمن الذي يدفع كما غيره ضريبة قساوة هذه الأيام. ونصلي من أجل السلام في المشرق وفي العالم كله».

وكان البطريرك يازجي وصل إلى قبرص، أول من أمس، في إطار زيارة كنسية للجزيرة.

وبعيد وصوله ترأس خدمة صلاة الشكر في كنيسة القديس يوحنا اللاهوتي في مقر رئاسة أساقفة قبرص في العاصمة نيقوسيا. وقد استقبله على وقع قرع الأجراس رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني ومطارنة وأساقفة الكنيسة القبرصية والآباء الكهنة والمؤمنون.

وعبّر البطريرك عن سعادته لوجوده في قبرص، وقال إنه يحمل «مشاعر الفرح باللقاء ومشاعر الحزن لما يجري في الشرق الأوسط من مآس». وشدّد على «ثوابت الكنيسة الأنطاكية في العيش الواحد مع كلّ مكونات المجتمع في سورية ولبنان وفي كلّ مكان»، وعلى أنّ «ما تشهده المنطقة غريب عن واقع وراهن العيش المشترك بين كلّ الأطياف»، مؤكداً أنه «لا يمكننا أن نرى الشرق الأوسط بدون مسيحيين». كما شدّد على «أننا كمسيحيين باقون في أرضنا وهذا جوابنا للجميع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى