قصف «آرامكو» النفطية في عمق الأراضي السعودية
تشدد السعودية حصارها على اليمن. من منع نقل أي مساعدات إنسانية، إلى رفض إعادة اليمنيين العالقين في بلدان العالم، مروراً باحتجاز الرياض طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية جرى تهريبها من الغارات إلى جيبوتي وإثيوبيا.
ولاستكمال الحصار الذي تفرضه على المنافذ اليمنية، أغلقت الرياض منفذ الطوال البري مع اليمن من جانب واحد بشكل نهائي، ومنعت دخول النازحين أراضي المملكة، فيما احتجزت السفن الحربية السعودية عدداً من العاملين في ميناء الحديدة، بعدما اعترضت ست سفن شحن كانت بصدد إنزال مواد غذائية ووقود في الميناء.
ودعت المنظمات الدولية تحالف السعودية إلى فك الحصار عن اليمن، والتعاون من أجل إيصال المساعدات إلى المواطنين، لا سيما بعدما منعت طائرات التحالف السعودي طائرة إيرانية تحمل مواد غذائية وطبية من الهبوط في مطار صنعاء.
وقصفت الطائرات السعودية مدرجات المطار وقاعدة الديلمي الجوية ما حال دون هبوط الطائرة وإيصال المساعدات.
ويزيد الحصار البري والبحري والجوي حال المستشفيات اليمنية مأسوية، وينذر بكارثة إنسانية بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، ما يهدد بتفاقم الوضع الصحي في البلاد.
وفي محاولة للضغط من أجل رفع الحصار المفروض على اليمن، ناشد عدد من الأطباء اليمنيين المنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ أرواح المرضى الذين يعالجون في المستشفيات اليمنية. كما دعت «جمعية الأطباء المسلمين في لبنان» إلى وقفة احتجاجية أمام مقر الأسكوا وشددت على ضرورة تأمين المساعدات اللازمة للمواطنين.
وفي هذه الأثناء، حذر مختصون من كارثة بيئية نتيجة الأسلحة ذات القدرات التدميرية المستخدمة في الغارات السعودية على اليمن.
وفي السياق، وصلت إلى ميناء الحديْدة اليمني سفينة تابعة للأمم المتحدة حاملة نحو ثلاثمئة ألف طن من الوقود. كما أبحرت أمس سفينة مساعدات إيرانية من ميناء بندر عباس باتجاه الحديْدة السفينة تحمل 2500 طن من المساعدات الإنسانية هي عبارة عن مواد غذائية أساسية وأدوية.
مساعد رئيس لجنة الإنقاذ في الهلال الأحمر الإيراني ومسؤول إرسال المساعدات الإنسانية إلى اليمن أمير الدين روح نواز، تحدث عن هذه المساعدات فقال إن «كل حمولة مساعدات إنسانية ترسل إلى دولة أخرى عبر الهلال الأحمر تحتاج للتنسيق على المستوى الدولي، بخاصة مع اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر، ومع جمعيات الهلال الأحمر، والصليب الأحمر في الدول التي ترسل إليها المساعدات»، مضيفاً: «لقد قمنا بذلك، كما أننا سنستمر في إرسال المزيد من المساعدات».
سفينة الإنقاذ أو كما هو اسمها «إيران شاهد» ستكون شاهداً على رحلة مختلفة هذه المرة على ما يبدو، رحلة ستقطع خلالها أكثر من 2500 كيلومتر، انطلاقاً من بندر عباس، وصولاً إلى ميناء الحديدة في اليمن.
هي محاولة إيران الرابعة لإيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب اليمني، سفينة الإنقاذ ستمخر البحر، ووصولها كما يقال ليس رهناً بأمواجه، بقدر ما هو رهن بإيمان الجميع بضرورة الإسراع في إيصال هذه المساعدات.
من جهة أخرى، عقدت قيادات سياسية في صنعاء لقاءً تشاورياً موسعاً لاتخاذ موقف وطني ممن يؤيدون العدوان السعودي، واللقاء يؤكد مخالفة الغارات للقانون الدوْلي ويشدد على ضرورة محاكمة منْ يؤيدونها بتهمة الخيانة.
وقال محمد الشامي، في كلمة للقيادات السياسية في اللقاء التشاوري الموسع، إن طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل العسكري في اليمن مخالف للدستور.
بهذه الكلمات اختصر عمل الأحزاب سياسياً، وبدت مطالب المؤتمر محصورة بتأليف مجلس رئاسي وانتزاع قراريْن يقضي الأول بانتهاء شرعية الرئيس هادي فيما يقضي الآخر بمحاكمة مؤيديه.
وقال الضابط محمد الحسني إن من يطلب من اليمنيين أو يدعم عدواناً على بلده يعتبر في عداد من يرتكبون الخيانة العظمى.
ميدانياً، أكدت مصادر مطلعة في اليمن أن القبائل اليمنية قصفت شركة آرامكو النفطية في مدينة الظهران جنوب السعودية.
وأوضحت المصادر أن شركة آرامكو النفطية المشهورة تعرضت إلى قصف صاروخي من الأراضي اليمنية مما أدى إلى حصول خسائر مادية في الشركة.
وسيطرت مجموعات قبلية يمنية على جبل الرديف في جازان جنوب غربي السعودية. فيما واصل مقاتلو قبائل بكيل المير وهمدان بن زيد في اليمن السيطرة على جبل تويلق في السعودية المطل على مدينة الخوبة السعودية والقرى المجاورة في منطقة جيزان من ناحية صعدة.
وأفاد مصدر باشتباكات عنيفة وقعت بين القبائل مع الجيش السعودي، حيث قصفت المدفعية السعودية المناطق التي تقدم إليها مقاتلو القبائل داخل الأراضي السعودية.
المدفعية السعودية قصفت المناطق التي تقدم إليها مقاتلو القبائل داخل الأراضي السعودية.
وأضاف المصدر أنّ «مجاميع قبلية ردّت على استهداف النيران السعودية لمناطقها وسيطرت على مواقع حدودية سعودية»، مشيراً إلى أن «القبائل التي سيطرت على المواقع هي بكيل المير وهمدان».
سيطرة مقاتلي بكيل الميْر وهمدان بن زيد في اليمن على جبل تويلق في السعودية تأتي على وقع استمرار الاشتباكات في بعض المواقع السعودية قرب جبل جحفان في الخوبة ومدينة الرديف.
القبائل حذرت من ا ر قصف طائرات التحالف السعودي سيجبرهم على ر المملكة و ، وسْط أنباء عن سيطرة مقاتلي القبائل على منشآت رسمية سعودية.
وفي السياق ذاته، تواصلت الغارات السعودية على صعدة، فيما طاولت مجدداً أمس مطار العاصمة صنعاء، كذلك استهدفت منطقة جعولة في لحج والتواهي في عدن.
وكان مصدر قد أفاد أيضاً بحدوث مواجهات بين الجيش وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي على مشارف مدينة الضالع والطريق إلى مدينة سناح.
يأتي هذا في وقت يواصل الجيش اليمني مسنوداً من اللجان الشعبية استكمال تطهير مدينة كريتر بعدن، وإحكام سيطرته عليها بالكامل بعد دحر من تبقى من عناصر «داعش» منها. وفي محافظة تعز، تمّت السيطرة على نقطة المرخام بجبل العكش المطل على قرية السويدا والرمدا والنوبة والأجعود، وفرار عناصر «داعش» وحزب التجمع اليمني للإصلاح منها، بعد مقتل وإصابة عدد منهم والاستيلاء على آليات عسكرية. كما تم إحراز تقدم في شارع الخمسين ومفرق عون والعدين.
وكان العدوان السعودي شن أكثر من مئتي غارة طاولت صعدة والقرى المحيطة بها خلال 48 ساعة، وقد وصفت الأمم المتحدة القصف بالمروع وأنه انتهاك للقوانين الدوْلية.
وتعد الغارات على صعدة، أخطر مراحل التصعيد السعودي، الذي يبدو وكأنه يستنسخ ما يعرف باستراتيجية الضاحية، والتي تقوم على مسح المكان المستهدف بالكامل من الخريطة، تماماً كما حاولت «إسرائيل» أن تفعل في ضاحية بيروت الجنوبية خلال حرب تموز وآب 2006.
ووجدت الأمم المتحدة نفسها مكبلة أمام ما يحدث، فأصدر منسق الشؤون الإنسانية فيها حول اليمن جوناس فا در كلاوف، بياناً دان فيه قتل مئات اليمنيين وجرح الآلاف منهم في نزاع قال إنهم وجدوا أنفسهم محاصرين فيه.
ووصف بيان الأمم المتحدة القصف على صعدة بالخرق للقانون الدولي، بخاصة مع عدم قدرة المدنيين على الفرار من المدينة نتيجة أزمة الوقود.
ماذا تريد السعودية من هذا القصف على صعدة؟ يتساءل كثر، وإن كان البعض يعرف نصف الإجابة، فالمدينة هي معقل رئيس حركة أنصار الله وآل الحوثي، أما نصف الجواب الآخر، لعل الإجابة عليه تأتي من خلف الحدود اليمنية، من جيزان ونجران وغيرهما من المناطق السعودية الحدودية حيث بدأت القبائل اليمنية حرب استنزاف ضد السعودية، لا يبدو موعد نهايتها قريباً.
وأرسلت السعودية، أمس، تعزيزات من «القوة الضاربة» إلى حدودها مع اليمن بعد ساعات من تبادل عنيف للقصف المدفعي بين القوات السعودية والمقاتلين الحوثيين.
وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بثته «قناة الحدث»، لرتل دبابات محملة فوق شاحنات عسكرية وصفتها بأنها «وصول تعزيزات من القوة الضاربة إلى الحدود»، في إشارة إلى الحدود السعودية ـ اليمنية.
في الأثناء، أعلنت حركة أنصار الله الحوثي، أمس، أنها أسقطت مقاتلة مغربية من طراز إف-16 في وادي نشور في محافظة صعدة شمال اليمن الحدودية مع السعودية.
وكانت القوات المسلحة الملكية المغربية أعلنت في بيان لها أول من أمس، أنها فقدت طائرة مقاتلة تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المسلحين الحوثيين باليمن.
وأكد البيان أن طياراً بطائرة مقاتلة أخرى في السرب نفسه، أفاد أنه لم يتمكن من رؤية فيما إذا استطاع قائد الطائرة المعنية القفز من طائرته أم لا. وأضافت القوات المسلحة أن تحقيقاً فتح في الغرض بشأن الحادث.
على صعيد آخر، نفى قائد الجيش الماليزي مشاركة بلاده في أي «عمليات عسكرية»، مؤكداً أن الهدف الوحيد للقوة التي وصلت إلى الرياض هو الإشراف على إجلاء رعايا كوالالمبور، ويعتبر هذا التصريح تكذّيباً للسعودية.