درّة التاج الملكي ثمن فشل الحزم السعودي
لمى خيرالله
يبدو أن العاصفة السعودية فقدت أملها بعد فشل حزمها على الأراضي اليمنية. فقد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أول من أمس، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أناب الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد ليترأس وفد المملكة في قمة كامب ديفيد التي أعد لها البيت الأبيض العدة لاستقبال حلفائه الخليجيين يوم 14 من الشهر الجاري والتي ستطغى عليها قضية النووي الإيراني، وإمكان إنشاء ترسانة دفاعية خليجية. غياب سلمان عن القمة غير المسبوقة شكل مفاجأة للأوساط المتابعة خصوصاً أن البيت الأبيض سبق وأعلن قبل 48 ساعة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل قمة كامب ديفيد.
يبدو أن زيارة جون كيري الرياض تأتي بمثابة سلم إنقاذ للسعودية لعلّها تساعدها في الخروج من مستنقعها الموحل في اليمن من بوابة الحديث عن هدنة «إنسانية» قابلة للتمديد، شرط قبول أنصار الله بوقف إطلاق النار، لتشكل اعترافاً أميركياً غيرمسبوق بأن أنصار الله هم اللاعبون الأساسيون في اليمن، خصوصاً بعد تبلور العرض البانورامي الأميركي في الرياض الذي استطرد بحضور رئيس أركان الحرب الأميركي الفريق «بحري كيرت تيد» ضمن الوفد المرافق لجون كيري لحل المعادلات الإقليمية والسياسية إزاء الفشل السعودي في حربه على الأراضي اليمنية بعد تردد أنباء عن رغبة أوباما بالطلب من الملك سلمان بالتنحي. وهو ما يفسر ترأس ولي العهد محمد بن نايف حضور القمة الخليجية ـ الأميركية، وهو ما أكدته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، بنقلها عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله: «نحن سمعنا عن احتمال تغيير الملك سلمان خططه من السعوديين، وقمنا بالتنسيق مع شركائنا السعوديين بصورة وثيقة بشأن الترتيبات البديلة وتوقيت الإعلان ونتطلع إلى استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان».
غياب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القمة – وأياً كانت المبررات التي أوردها البيان – إنما هي رسالة تعبّر عن خيبة الأمل السعودية تجاه التعامل الأميركي مع العديد من ملفات المنطقة الاستراتيجية بخاصة الملف النووي الإيراني وملف الأزمة السورية ودعم المعارضة، والقضية اليمنية، وهي ملفات تنظر إليها السعودية كنقاط تحول في مستقبل المنطقة.
فشلت السعودية بعاصفة حزمها بقهر اليمن وليّ ذراع إيران، فحصدت نتاج ما زرعته هزيمة ويأساً من تحقيق أمالها، وحان وقت تسديد فواتير الخيبة الملكية للسيد الأميركي بالتفريط بدرة التاج السعودي الملك سلمان.