بين جنيف ولوزان… حلف ميديا وآخر يصنع نصر الميدان
لؤي خليل
تأخذنا تأويلات وإسقاطات الميديا الإعلامية الوهابية وفراخها المتنقلة بين بقاع الأراضي العربية، إلى حجم الخوف والهوان الذي يعاني منه أصحاب هذه القنوات وداعميهم من رعب الاتفاقات والتبادلات التي قد ترمي بأصحابها وأسيادهم إلى مكبّ التاريخ، محاولين تارة دخول أزقة وشوارع كل منطقة في سورية لينشروا الرعب والهوان في نفوس ظنوا أنها ضعفت أو هانت لهول التهويل الذي يتقاسمونه مع من رهنوا أنفسهم وباعوا دماء أهلهم ووطنهم وبين خونة مأجورين نشروا الإرهاب والفساد في عقولهم قبل عقول من يحارب معهم. فالتهويل التركي السعودي الأخير والدفع المستميت باتجاه تكبير الكارثة ورميها في كل زوايا الأراضي والقلوب السورية بقصد النيل من صمود قادتها وشعبها، تارة بإشاعات تخلي الحلف وتفكيكه وتارة بجحافل قواتهم نفسها التي تستميت لأخذ قرية بالأصل هي تحمل سلاحاً ضد الدولة، وإسقاط مناطق أخرى نفسيا وإعلامياً، ليس هذا موجهاً فقط لنا في الداخل السوري، بل هو بدعة حلف الميديا المساوم ومنذ أول لحظات المؤامرة لكسب أسياده والتهويل على حلفاء المقاومة ظناً أن هناك شيئاً سيتغير أو دعماً سيتوقف أو كرامة ستهان أو سيادة ستنتقص مهما تغيرت وقائع وزاد الإرهاب.
والعاقل المتدبر لأمره يشك بعقلانية هؤ ء وعروبتهم ومدى بعدهم من كرامة شعوب هذه المنطقة منذ سنوات القضية الفلسطينية إلى حرب تشرين إلى مقاومة الجنوب، وأوهام إعلامهم تكبر مع مساوماتهم الخبيثة ودماء الأبرياء التي تسفك بحقدهم الوهابي الصهيوني، وسعيهم إلى أخذ مكاسب ترضي أسيادهم أو بالأحرى يساوم بها أسيادهم من جنيف والملف السوري إلى لوزان والنووي الإيراني إلى أوكرانيا والأطلسي الغربي، كلها حروب متنقلة يلهث خلفها الغربي بحثاً عن مكاسب تحرق أوراق الحلف المقاوم الذي عزز نقاطه في اليمن، ولكن نسي هؤ ء أن صمود هذا الحلف لم يقف عند أشخاص و بطو ت إعلامية هنا وهناك وميديا أنهكت ببدع الكذب، و بالضرب بعرض الحائط صمود شعب تجذرت في تاريخه أصالة وطن لن تترك لهم أي سطور مباحة لإعلامهم المقيت، الذي سيأتيه يوم يتحول فيه بالكامل الى إعلام إباحة وهابي، يستبيح الدين وأعراض الناس من دون أي رقيب، أُوجد بمشرعيه وأمواله لغرض الكذب وتحريض وتقسيم هذه الشعوب، فأهدافهم باتت واضحة كلما خمدت عادوا وضخوا حقدهم التكفيري وحتى جيوشهم التي ستسقط تحت أقدام شعب المقاومة، ولكن هذا كله يتطلب الصبر.
من حلف تعود الجهاد وحب الأرض في مواجهة جميع الحروب الإعلامية المتنقلة التي ابتليت بها شعوب المنطقة من غرف العمليات الغربية وأدواتها المسخرة لخدمة الصهيونية العالمية ومشاريعها ا ستخباراتية الكبرى. في لعبة الميديا التي تتعمد السياسات الأميركية ا نسياق بشكل مستمر خلف ميديا الحروب التي تصنعها هي واستخباراتها.
فاللعبة التي دأبت أميركة على أدائها هي صنع الضحية لخلق النيران وذرائع التدخل المترافق مع أفكار تقسيمية مرعبة تحفظ الحلم اليهودي الهم الأول والأخير للصهيونية العالمية. هذه السياسات الخفية المتلطية خلف ميديا إعلامية وبراغماتية مقنعة بأفكار الديمقراطية التقسيمية والتي لطالما انساقت وراءها السياسات الغربية. هي بحد ذاتها أصبحت الصورة الواضحة لشعوب المنطقة التي أصبحت تقود نصرها على أرض الواقع الحاضر الإعلامي الساقط أصلاً بين تفاصيل ديمغرافيا المنطقة فلا مكان للمشاريع التقسيمية حتى في أذهان أصحاب القوميات الأصلية.
هذا الوعي الذي يسقط المشاريع المنهكة دائماً أميركا وحلفائها، الوعي المرتبط بصحوة كبرى لهذه الشعوب التي أسقطت مشروع الإسلام المتأمرك الذي باتت واضحة عمالته للمستعمر التركي القديم الذي لم يكن يوفر ما يقوم به حليفه الصهيوني. هذه الذاكرة الحاضرة لديموغرافيا الشعوب لم تعد تراقب بقدر ما أصبحت هي من يصنع الميديا الحقيقية من أرض التحرر في فلسطين ولبنان وسورية الديموغرافية التي تصنع الإنسان العربي الحقيقي من كنانة مصر إلى الشام والرافدين. الإنسان الحقيقي المقاوم الصانع الحقيقي لتاريخ المنطقة. فأصبحت هذه الشعوب تدرك حقيقة من يدمر الجيوش العربية من اليمن إلى لبنان وسورية وأصحاب التفكير الحق الحلف المقاوم وتعرف داعميه الحقيقيين من روسيا وإيران، ومن هم أصحاب الدعم الإعلامي المقيت والسياسات المتبدلة بين المصالح ا قتصادية والتقسيمية أصحاب التهافت وراء الأولويات والربط العسكري بواقع الأرض.
أصحاب إرهاب الورق الذي صنع بأيدي استخبارات اتخذت من الإعلام حقيقة لتمزيق الأرض والمجتمع من دون دراسة حقيقية لهذه الشعوب التي عاجلاً أم آجلاً ستتمكن بل تمكنت من البداية من صنع تاريخ واضح مستفيدة من أخطاء حلف الميديا المتلطي خلف الإرهاب المتأسلم لصنع الأولويات الأميركية. وبدأت تصنع النصر الحقيقي مع أصحاب الحلف المقاوم الذي باتت واضحة ثقته بكل خطواته ودعمه ونجاحه لأنه من أصل هذه الشعوب. هذه هي الشعوب دائماً الديموغرافية تصنع نصر التاريخ وتسقط إرهاب الميديا الإعلامية.