مراد: نسلّح بالعلم على درب مكافحة الإرهاب

تحقيق محمد حمية

منذ 37 سنة، بدأ رئيس «الجامعة اللبنانية الدولية LIU» الوزير السابق عبد الرحيم مراد، رحلة التربية من البقاع الغربي إلى بيروت ثم الجنوب، مروراً بالجبل ووصولاً إلى أقصى الشمال، حيث وصل إلى محافظة عكار، أكثر المناطق اللبنانية فقراً وحرماناً، والتي يطلق عليها البعض تسمية «محافظة الفقراء والمحرومين».

منطقة عكار ما زالت على خريطة الحرمان. ومن بقي فيها من الأهالي يعيش على فتات الدولة التي هي الغائب الاكبر عنها. فلا مشاريع لا طرقات لا كهرباء لا مستشفيات لا مدارس لا جامعات. عكار تعيش الأزمات. هكذا يصف النائب السابق وجيه البعريني حال تلك المنطقة، مؤكداً أن «تيار المستقبل» لم يبن المشاريع الانمائية، بل بنى شبكة علاقات عامة من مختارين ورؤساء بلديات اتخذهم واجهة لعكار.

«رجل المؤسسات»، هذه الصفة التي يفضل الوزير مراد أن تطلق عليه على رغم أنه يحمل صفات وألقاباً عدّة رسمية وحزيبة واجتماعية. ويضع مراد عناوين عدّة لمشاريعه التربوية، منها «من فتح مدرسة أقفل سجناً».

افتتاح فرع للجامعة اللبنانية الدولية في عكار، خبر يستحق التوقف عنده والحديث عنه، فبعد إنشاء فرع للجامعة في عكار عام 2013 وبداية التعليم فيه عام 2014، عقد اللقاء التربوي الجامع في فرع الجامعة اللبنانية الدولية في عكار حضره إلى جانب الوزير مراد، رؤساء اتحادات بلديات ورؤساء بلديات وفاعليات تربوية ودينية وسياسية.

ما أهمية هذا المشروع على المستوى التربوي؟ وما مدى حاجة هذه المنطقة إلى المشاريع التربوية والإنمائية، خصوصاً في الحد من نموّ ظاهرة الارهاب؟ وما مدى استجابة أهالي المنطقة؟ وهل تحمل هذه المشاريع في طيّاتها طموحات سياسية ما؟

رحلة السنين الـ37

هذه الأسئلة حملناها إلى تلة الخياط، حيث يجلس «أبو حسين» في مكتبه يتابع شؤوناً تربوية وحزبية وسياسية وخدماتية مع مستشاريه ومعاونيه، ويستقبل مواطنين ويودّع آخرين. إذ تحوّل مكتبه ومنزله إلى خلية عمل، وكأن الزمن يعود بالوزير مراد إلى 37 سنة خلت، وكأن شيئاً لم يتغير.

يبدأ مراد بالحديث عن رحلته التربوية التي امتدت حوالى أربعة عقود، وهو الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي، قائلاً: «منذ 37 سنة، بدأنا رحلة التربية من البقاع الغربي. وصمّمنا منذ ذلك الوقت أن نبني مدارس ومهنيات وتوّجناها في الجامعات. وأردنا أن نضيف نوعية لا كمية إلى المؤسسات التربوية الموجودة. خصوصاً عندما افتتحنا الجامعة اللبنانية الدولية، ركزنا على أن تكون إضافة نوعية إلى الجامعات في لبنان والعالم العربي أيضاً. وبالتالي أن ننافس أعرق الجامعات، قناعة منّا بأنهم رجال وأننا رجال أيضاً، واستفدنا من الخبرة التربوية على مدى أربعة عقود وكرّسناها في الجامعة وبدأنا بمنطقة معينة وحققنا النجاح في المدارس والمهنيات، وحققنا نجاحاً كبيراً أيضاً في الجامعة، وقصدنا أن تكون نتائجنا في امتحانات الكولوكيوم التي تجريها وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة أن يكون طلابنا هم الاوائل وأن نقدّم أفضل مستوى من التعليم لأفقر طبقة لا للاغنياء فقط، لأنّ الفقراء في امتحان الكولوكيوم يغلبون الأغنياء، وأيضاً قلنا ليس فقط في البقاع، إنما يجب أن نخرج إلى منطقة أخرى. قناعة منّا بأنّ الانماء المتوازن يقتضي ألّا يتركز في المدن، إنما في الارياف… وهكذا يقول الدستور».

التعليم للفقراء أيضاً

«لا انتماء من دون إنماء»، مثل ينطبق على أهالي عكار التي لم يشملها إنماء الدولة كما غيرها من المناطق المحرومة. فغياب الدولة عنها جعلها ساحة لدخول الفكر المتطرّف ليملأ الفراغ بعدما تركها عدد من أهاليها ونزحوا إلى طرابلس وغيرها. وهنا يقول مراد في شرح أهمية هذا المشروع: «الطالب الذي يترك منطقته ينسلخ عن مجتمعه ويعتاد على مجتمع المدينة، ويمكن ألا يعود إلى منطقته. لذلك يجب أن ننمّي المناطق وأن يبقى ابن عكار في عكار، ونوفر عليه الانتقال إلى بيروت ومدن أخرى. والفتاة التي لا تستطيع النوم خارج منزلها بحسب التقاليد الاجتماعية، وفّرنا لها مستوى عالياً من التعليم، وفي الوقت نفسه تعود لتنام في منزل ذويها. التعليم المميز يجب أن يكون في متناول كل الطبقات الغنية والفقيرة، ولأن عكار فقيرة ومحرومة تاريخياً، يجب أن ننشئ فيها جامعة».

عكار أرض عطشى للإنماء

يستغرب كثيرون أن قطبٍ أساسيّ في فريق «8 آذار» من عمق البقاع وبيروت إلى أقاصي الشمال معقل «تيار المستقبل»! إلا أن رجل المؤسسات يرفض أن يرسم أحداً أيّ حدود أمام رحلته التربوية. ويعبّر عن دهشته بمستوى الاحتضان من أهالي المنطقة العطشى لهذه المشاريع كأرضٍ عطشى للمياه، وقال: «تلقفوا هذا المشروع بفعالية، وفي الاحتفال الاخير في الفرع أشاد مدراء المدارس ورؤساء البلديات الذين حضروا بإنشاء هذا الفرع للجامعة في عكار، وقدّموا لنا الدروع. في الجامعة اللبنانية الدولية لا شيء اسمه طوائف، خصوصاً في عكار. فكل رجال الدين من جميع الطوائف حضروا الاحتفال وأعضاء الادارة أيضاً والطلاب من مختلف الطوائف».

وأضاف مراد: «لا يمكن القول إن الرأي العام في المنطقة يختلف معنا سياسياً، بل هناك جزء يؤيدنا ونختلف مع جزء آخر وهذا أمر طبيعي. الانقسام في عكار كما في مناطق أخرى، لكن الجميع رحّبوا بهذا المشروع وكل الفئات السياسية رحّبت، وقدّم بعض المسؤولين المحسوبين على فريق آخر مساعدات للجامعة».

العلم ومكافحة الإرهاب

تساءلت فاعليات من المنطقة عن سبب غياب أيّ صرح جامعي عن محافظة عكار، على رغم أن عكار ـ والشمال عموماً ـ تضمّ عدداً من الشخصيات السياسية والاقتصادية والمالية، كرؤساء حكومات ووزراء مالية. كما تغمز من قناة بعض السياسيين الذين ينفقون أموالاً طائلة على حفل زفاف أولادهم بملايين الدولارات بحسب وسائل إعلامية، كما تسأل عن تمويل بعض السياسيين جولات القتال التي شهدتها طرابلس على مدى أربع سنوات وأكثر، ودفع رواتب المقاتلين ومدّهم بالسلاح.

يجيب مراد على هذا الأمر قائلاً: «لا نستطيع في المطلق أن نقول إن هذه الشخصيات غير موجودة. ونذكر أن الوزير السابق عصام فارس والرئيس نجيب ميقاتي يقدّمان مساعدات أيضاً للجامعة. إلا أن الحجم الاكبر من المساعدات يقع على عاتقنا. إضافة إلى أن الاوائل في كل ثانوية يحظون بما بين 50 و60 في المئة حسماً على الأقساط. ونتمنى أن تُعزّز جامعاتنا ونؤمن مساعدات مئة في المئة للطلاب، بدل أن يهاجر طلابنا إلى الخارج».

ويشرح مراد أن للارهاب عوامل عدّة منها الفهم الخاطئ للدين، والحاجة المادية، والبطالة والشحن المذهبي والتدخل الخارجي. ويعتبر أن من فتح مدرسة أقفل سجناً، فمن يرتكب الجرائم شخص غير واعٍ وغير مثقف، ولا يجد عملاً، ولكن عندما تسلّحه بالعلم، حينذاك تسير على طريق مكافحة الارهاب.

رجل الإنماء والاعتدال

من بوابة المشاريع الإنمائية، احتل رجل المؤسسات موقعاً وسطياً على الساحة السياسية الداخلية على رغم تمسكه بخياره السياسي المعروف. إن كان داخل الطائفة السنّية أو على الساحة الوطنية. فيما تحدث البعض عن أنه يمهّد للترشّح إلى موقع رئيس الحكومة، مراهناً على موازين القوى في المنطقة، والحسم على الساحة السورية والحدود مع لبنان وما بعد توقيع الاتفاق حول النووي الايراني. ولاحظ البعض تمايز موقفه من الأحداث اليمنية. فهل يسعى عبد الرحيم مراد لأن يكون «دولة الرئيس نبيه برّي السنّي» في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ وهل يدخل نادي رؤساء الحكومات من باب الإنماء؟

يبتسم «أبو حسين» ابتسامته المعهودة بعد سماعه ذلك، ويقول: «يشرّفنا أن نكون مثل الرئيس بري، عندما بدأنا العمل منذ عام 1978، كانت لغة الدمار والهجرة والذبح على الهوية سائدة، وكانت إرادة الشر سائدة أيضاً، فعملنا لأن تكون إرادة الخير مكانها، ولم نكن في وارد أن نتسلّم حقائب وزارية أو نيابية».

وأضاف: «نجحنا في هذه الفكرة، وبدأ المواطنون بهجرة معاكسة. الآن لدينا أكثر من 650 طالباً من البرازيل وفنزويلا يأتون للتعلم في مدارسنا وجامعاتنا. ألقابي عدّة منها وزير ونائب سابق ورئيس جمعية ورئيس حزب، وأتولّى مسؤولية أحد الأوقاف، ومرشح لرئاسة حكومة، لكن اللقب الأجمل الذي أطلقوه عليّ كان: رجل المؤسّسات. لأن المؤسسات هي التي تبقى وتؤثر وتبني بلداً، وما زلنا نعمل وحققنا نجاحات كثيرة».

ويتحدّث مراد عن فرع الجامعة الجديد في عكار قائلاً: «عدد الطلاب 2200 طالب، وأقساطنا أقل من أي جامعة أخرى. وكل من يطلب مِنحةً ومساعدات نعطيه. وكل ما يلزم متوفر في الجامعة، وأهلاً وسهلاً بكل طالب. لدينا فروع خارج لبنان أيضاً: في الخرطوم وصنعاء والدار البيضاء والقاهرة ونواكشوط ودكار، ولدينا ترخيص في سورية والعراق».

حديث في السياسة

لا يمكن أن تجلس مع مراد، من دون الغوص في الملفات السياسية الداخلية والإقليمية، وهو المتابع والمراقب عن كثب سير الأحداث وتطورها. وهو الذي يواظب على زيارة الشام ولقاء الرئيس بشار الأسد و«الأصدقاء»، فيقول: أتمنى أن أكون معتدلاً، وسياستي أصلاً معتدلة. ويحاربني البعض نتيجة اعتدالي. أما موقفي الأخير من أحداث اليمن فضُخّم كثيراً، لأنني سألت: ماذا يفعل حزب الله في سورية؟ قلت يدافع عن أمن سورية وأمن لبنان، لأنّ أمن سورية من أمن لبنان والعكس صحيح، وسئلت ثانية: أليس أمن اليمن من أمن السعودية؟ فقلت صحيح وأنا مؤمن بذلك، وأمن مصر من أمن السودان وليبيا أيضاً والعكس صحيح، أتمنى أن تحل الامورسياسياً في سورية وفي كل مكان، لأن العالم العربي بحاجة إلى أن يكون عموده الفقري متفاهماً».

«8 آذار» لمزيد من التنسيق

يردّ مراد على ما سُرّب مؤخراً عن خلافات داخل فريق «8 آذار» حول عددٍ من الملفات، نافياً ذلك. لكنه يوصّف حقيقة ما يحصل بأن شكل «8 آذار» ضعيف ومضمونه قويّ. وفريق «14 آذار» شكله «جميل» ومضمونه ضعيف، ودعا أركان «8 آذار» «إلى زيادة التنسيق في لقاء الاحزاب والشخصيات الوطنية إلى مستوى أعلى ليصبح شكلنا متماسكاً وقوياً».

وعن طرح اسم وزير الداخلية نهاد المشنوق كمرشح لرئاسة الحكومة وتأييد جناح الامير محمد بن نايف في السعودية له على حساب النائب سعد الحريري، أوضح مراد أن موازين القوى هي التي تحدد، وفي لبنان كل شيء وارد.

سورية ستنتصر والأسد فولاذيّ

وجزم مراد أن النظام في سورية سينتصر مهما طال الزمن. مشيراً إلى أنه كان من الضروري أن يطل الرئيس بشار الاسد على الشعب السوري نظراً إلى الاشاعات التي طاولته لأنه رجل فولاذي وحديديّ، استطاع أن يواجه الهجمة التي استهدفته واستهدفت سورية ولا يزال يواجه.

وقال: أذهب إلى سورية دائماً وألتقي الاصدقاء، ونتمنى أن يعم السلام والامن سورية.

الحوار الوطني هو الحلّ

ويعرّج مراد في حديثه إلى الوضع في لبنان، ناصحاً بعدم الاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية أو إجراء انتخابات نيابية أو تشكيل حكومة، وقال: ما يجب أن نستعجل حدوثه، يتمثل بالحوار، ونقصد حواراً وطنياً شاملاً لمعالجة جذرية لمشاكلنا، بدل ان تكون الحوارات ثنائية بين «تيار المستقبل» وحزب الله وبين «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر. 72 سنة من عمر الاستقلال ونحن نعيش أزمات سياسية سرعان ما تتحول إلى أزمات أمنية».

وأضاف: «لبنان يحتاج إلى حوار سياسي شامل يستأصل المرض، من خلال قانون انتخاب جديد على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة، واسترجاع بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن يُنتخَب من الشعب، والحفاظ على المناصفة في ما يتعلق بالتوزيع الطائفي».

ويطمئن مراد إلى أن الحوار بين حزب الله و«تيار المستقبل» سيستمر ولن يتأثر بحرب القلمون ضدّ الارهاب.

الجامعة والعيش المشترك

وفي حديث إلى «البناء»، يقول مدير فرع «الجامعة اللبنانية الدولية» في عكار خلدون أيوب: «الجامعة اللبنانية الدولية ـ عكار افتتحت منشآتها التعليمية ومرافقها الخدمية للعام الدراسي 2013 ـ 2014 على مساحة خمسين ألف متر مربع، وتتكون المرحلة الاولى من مبنيين من المعامل والمختبرات والمكاتب الادارية، والمرافق الخدمية من منشآت رياضية ومساحات خضراء. ولأن رئيس الجامعة الوزير عبد الرحيم مراد هو ابن بيئة عانت الحرمان والفقر، ولأن دافعه رفع الظلم عن المحرومين، ولأن عكار من أكثر المناطق التي عانت وتعاني الحرمان، كان فرع الجامعة وكانت الجامعة الأولى في عكار».

وأشار أيوب إلى أنّ دور الجامعة يكمن في تحقيق الانماء المتوازن وتقديم جودة في التعليم المميز بأقل كلفة، كي تتمكن الطبقات الفقيرة من تعليم أبنائها. وأيضاً توفير أعباء الانتقال او السكن على الطلاب العكاريين الذي من حقهم تلقي العلم وهم قريبون من مسكنهم، وتأمين فرص عمل لأبناء المنطقة.

وأضاف أيوب: «كان للجامعة دور وحضور في جميع الانشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية والتربوية، واستضفنا مجموعة من النشاطات. وأبواب الجامعة مفتوحة لأيّ نشاط، وذلك لتكون لنا مشاركة فاعلة مع أبناء المنطقة في إنماء عكار وترسيخ العيش المشترك والتآخي بين جميع أبنائها وفئاتها، وذلك من أجل غدٍ أفضل ومستقبل واعدٍ».

الغائب الأكبر

النائب السابق وجيه البعريني أكد في حديث لـ«البناء» أن منطقة عكار ما زالت على خريطة الحرمان. ومن بقي فيها من الأهالي يعيشون على فتات الدولة التي هي الغائب الاكبر، فلا مشاريع ولا طرقات ولا كهرباء لا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات، عكار تعيش الأزمات. ويتحدث البعريني أن «تيار المستقبل» «عيّن محافظاً لعكار لكن من دون «عدّة»، أي بلا مؤسسات ولا سراي».

ويعود البعريني بالذاكرة إلى اتفاق الطائف عام 1990 الذي نصّ على الانماء المتوازن، والذي من المفترض أن يطاول كل المناطق اللبنانية لا سيما الفقيرة والمحرومة منها، «لكننا لم نجد الا الكلام وطارت المشاريع الانمائية».

ويلقي البعريني عتباً على قوى 8 آذار «لأن الجميع خرجوا من الساحة ولم يبق في الميدان الا حديدان، فلا أحد يجبر الدولة على الالتفات إلى المنطقة وإنشاء المشاريع. أما تيار المستقبل فقام بصنع شبكة علاقات عامة في المنطقة فقط ولم يقم بأيّ مشاريع إنمائية للمنطقة، فقط عيّن مختارين ورؤساء بلديات كواجهة للمنطقة، وقبض عليهم، ولكن هؤلاء الاشخاص سينقلبون مع أول هبة ريح، اليوم لم نعد نرى الا المذهبية والطائفية التي تتحكم بالمنطقة، ومصير عكار أن تبقى في نهاية جداول خدمات الدولة».

وأمل البعريني أن تعود اللُحمة الوطنية إلى منطقة عكار وكل المناطق اللبنانية.

ويعلق على إنشاء فرع جديد لـ«الجامعة اللبنانية الدولية» في عكار بالقول: «مع شكرنا الجزيل لمن قدّم هذا المشروع، من الوزير مراد إلى الوزير السابق عصام فارس، لكن هذه شركات خاصة وليست للدولة، ولا تفيد الطلاب كالجامعة اللبنانية. لأنهم سيدفعون مالاً، بينما الجامعات الحكومية شبه مجانية، لكننا في كل الاحوال نشكر من يضع رأس مال، ويعلّم الاجيال في هذه المنطقة ولو كانت شركة خاصة. فهذا بالتأكيد يساهم في إنماء المنطقة ومكافحة الارهاب، لأنّ موقف هؤلاء الاشخاص معروف ضدّ الارهاب».

عكار تحتاج إلى الدولة

أما نائب عكار عضو «كتلة المستقبل» هادي حبيش، فتحدث عن الحرمان الذي يطاول عكار ومعاناة أهاليها، معتبراً أن عكار منطقة نائية كغيرها من المناطق، كبعلبك ـ الهرمل. ومقومات العيش فيها غير متوفرة بشكلٍ كامل. وهي تعيش حالة من الفقر والنزوح بشكلٍ دائم.

ويشرح حبيش أسباب ذلك بالقول: «إضافة إلى أن عكار منطقة حدودية وبعيدة عن العاصمة، ولا يطاولها الإنماء، إلا أنّ السبب الاساسي في ذلك، عدم وجود طريق مؤهلة تجعل المستثمرين يفكّرون في إنشاء مشاريع استثمارية وتنموية».

وعمّا قدمه «تيار المستقبل» ونواب المنطقة لعكار أشار حبيش إلى «أننا كنواب المنطقة استطعنا أن نقنع مجلس النواب بأن يصوّت معنا على قانون بقيمة مئة مليون دولار لتأمين اوتوستراد لمنطقة عكار. والآن نتابع كل إجراءات التنفيذ وفي حال تم تنفيذه، يكون المدخل الأهم لبدء إنعاش المنطقة».

وعلى رغم أن حاجة عكار إلى مشاريع تنموية عدّة كإنشاء الطرقات والمياه والكهرباء والمدارس والجامعات والمستوصفات والمستشفيات والاهتمام بقطاع الزراعة يفوق حاجتها إلى مطار، إلا أنّ حبيش اعتبر أن إنشاء «مطار الرئيس رينيه معوض» مقوم أساس من مقومات انتعاش المنطقة، معتبراً أن هذا المشروع لاقى معارضة سياسية من قبل حزب الله لأنه ليس تحت سيطرته، «لكننا اليوم نخوض معركة من أجل إنشاء هذا المطار، لأن فتحه يساعد في جذب المستثمرين إلى المنطقة، ويؤمّن مقومات العيش للأهالي». معتبراً أن الاتوستراد والمطار هما المدخل الاساس لتحويل المنطقة من محرومة إلى منتعشة.

ولفت حبيش إلى أن المنطقة تفتقر إلى رجال أعمال ومستثمرين كباقي مناطق الشمال ـ طرابلس مثلاًً، باستثناء الرئيس عصام فارس الذي قدّم كل ما يستطيع لعكار. لكن في موضوع الإنماء لا يمكن أن نتكل على شخص، بل على دولة.

وأوضح حبيش «أن عكار هي من أقل المناطق التي جنح أبناؤها إلى التطرف والارهاب بعكس مدينة طرابس، فعكار معروفة بأنها خزان الجيش والاجهزة الامنية. ومقومات العيش فيها هي الرواتب الي تقبض من الاجهزة الامنية، فهي أكثر منطقة حرماناً وأقل منطقة إرهاباً».

وعن «الجامعة اللبنانية الدولية» قال حبيش إن كل مشروع إنمائي يقدّم لعكار من أي جهة أتى، ندعمه ونتعاطى معه بإيجابية، و«أنا التقيت مدير الفرع واتقفنا على التواصل ومساعدة أبناء المنطقة».

قطعة على جنب

عكار واحدة من محافظات لبنان الثماني، تمتد من مجرى نهر البارد حتى مجرى النهر الكبير بمحاذاة الحدود مع سورية، بمساحة تزيد على 776 كيلومتراً مربّعاً.

تحدها من الشمال الأراضي السورية، ومن الشرق محافظة البقاع، ومن الغرب سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب قضاء الضنية.

مركز المحافظة مدينة حلبا، ومن بلداته أيضاً: ببنين وهي أكبرها، القبيات وهي مركز اصطياف مشهور، ومنيارة.

يبلغ عدد البلدات والقرى التي تضمّها محافظة عكار 216 قرية وبلدة يسكنها حوالى 478 ألف نسمة. وينتخب فيها حوالى 240.000 ناخب.

تتميز عكار بالأراضي الزراعية، إذ تشكّل المساحة المزروعة منها ثلث مساحة المحافظة الإجمالية. ويعمل 40 من أهالي عكار في الأعمال الزراعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى