أوغلو يتسلل إلى مقعد جنيف «3»

زار رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو الحدود التركية ـ السورية، ومكث لفترة قصيرة حيث قصد ضريح سليمان شاه الواقع على بعد امتار من الحدود التركية، في حين اعتبرت سورية ان الزيارة هي تسلل وخرق للقوانين والمواثيق الدولية.

بعد الزيارة نقل اوغلو تحيات سليمان شاه الى الاتراك ضمن تجمع انتخابي حاشد في كلّ من مدينتي شانتلي اورفة واضنة، وعليه اعتبرت سورية في موقف أوردته وكالة «سانا» أن الزيارة تأتي في طار الحملة الانتخابية والدعائية لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات النيابية المقررة في حزيران بهدف التحريض والتعبئة.

واذا كان شهر حزيران شهر الاستحقاق الانتخابي التركي الكبير والشهر الأدق بالنسبة إحزب العدالة والتنمية فإنّ الأوان قد فات للحشد من أجل ذلك حتى ولو استثمرت تركيا هذا التسلسل من اجل كسب نقاط معنوية من الداخل التركي والمحاولة على اللعب على الغرائز القومية في البلاد واستنهاض مشاعر المجد ونشوة الانتصار التي كانت السلطات العثمانية تبثها في ارجاء السلطنة، فحاول اليوم قلب المشهد ونقل مشاعر المجد هذه الى الاتراك وارسال رسائل إلى الداخل وإلى المنطقة بلا شك.

اولى الرسائل التركية هي التأكيد على حضور انقرة القوي في الملف السوري حتى ولو جاء بدخول غير شرعي لرئيس وزراء دولة متخطياً كلّ هاجس امني وخارقاً كلّ ما يعرف بالبروتوكول ومراسم الاستقبال، وبالتالي من دون الشعور بايّ حرج في المجاهرة بالعلاقة مع الإرهابيين في المنطقة تلك وبالاجهزة الغير شرعية الاستخبارية التي نسقت وأمّنت لاوغلو الزيارة، بالاضافة الى قطع الشك باليقين ان الضباط الاتراك والامن التركي موجودون على الاراضي السورية وينسقون مع الجماعات المسلحة بشكل يومي.

ثانيا: تحاول تركيا تسليط الأضواء عليها إعلامياً منذ بضعة اسابيع حيث دعمت الجماعات الارهابية للتقدم في جسر الشغور وإدلب مستكملة الاستعراض لتحافظ على تصدر المشهد فيبدو دخول اوغلو تسللاً دخول الفاتح المنتصر الى اراضي الغزو المفترضة في اجندة التركي فيكون عامل الجذب هذا حدثاً يشدّ الأنظار اليه من جهة وتذكيراً انّ لتركيا مقعداً حاسماً في ايّ مفاوضات تتعلق في سورية من جهة أخرى وهذا هو الأهمّ، وبالتالي فإنّ حجز مقعد مميّز يحتاج للتذكير بالنسبة الى الأتراك وعلى العكس تثبت هذه الزيارة انّ تركيا لا تريد ولا تستخدم هذه الاستعراضات كمقدمة لايّ تدخل عسكري اعلنت هي رفض المشاركة فيه فيورّطها ويورّط الحزب الحاكم القلق أساساً من الانتخابات في اي حرب ستكون مكلفة تنسف كلّ ما تفادته تركيا على مدار الوقت في الأزمة السورية وتباهت به، وهو الحرب بالوكالة.

لا يحرج تركيا المجاهرة بالتنسيق مع الارهاب، تماماً كما لا يحرجها تذكير العالم بحجمها الذي تسعى الى ترسيخه بمنطق القوة كقوة اقليمية عظمى في العالم السني بعد إخفاقات السعودية وتراجع حظوظ مصر فيها.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى