«القومي» أحيا ذكرى شهداء مجزرة حلبا باحتفال حاشد وشدّد على ضرورة الاقتصاص من القتلة

أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى شهداء مجزرة حلبا، باحتفال أقيم في باحة مكتب المنفذية في حلبا، في حضور وفد مركزي ضمّ عميد الإذاعة والإعلام وائل حسنية، عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عضو المجلس الأعلى رياض نسيم، المندوب السياسي في الشمال زهير حكم، إلى جانب منفذ عام عكار ممتاز الجعم وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من المسؤولين.

وحضر الاحتفال منسق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية النائب السابق كريم الراسي، رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني، ممثل عن النائب السابق طلال المرعبي، وفد من التيار الوطني الحرّ برئاسة جيمي جبور، عضوا القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد الحميد صقر وأحمد عثمان، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني، وفد من تيار المرده، وفد من الحزب العربي الديمقراطي، وفد من تيار الإصلاح والوحدة، الشيخ عبد السلام الحراش، طارق حسين ممثلاً التجمع الوطني الديمقراطي، عفيف وهبي ممثلاً الحزب الديمقراطي الشعبي، هيثم حدارة ممثلاً تيار الوفاق الوطني، عبدلله الشمالي ممثلاً حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون، حكمت مراد ممثلاً الاتحاد الاشتراكي العربي، ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية، وجمعية النجدة الشعبية اللبنانية، وتجمع النهضة النسائي، جومانا الدبس من جمعية وثبة الفتاة، رؤساء اتحاد بلديات ومجالس بلدية واختيارية وهيئات ثقافية تربوية وعوائل شهداء المجزرة وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

عرفت بالاحتفال ناظرة التربية والشباب في منفذية عكار علا دياب فرحبت بالحضور، وذكّرت بفظاعة المجزرة، مجدّدة المطالبة بالعدالة الضائعة وبالقصاص من المجرمين لمنح السكينة لأرواح الشهداء الأبطال.

البعريني

وألقى رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني كلمة قال فيها:

«نلتقي اليوم وجراح العالم العربي تزداد نزفاً، والإرهاب المدمِّر يقتل ويرتكب أبشع الجرائم في حقّ الإنسان والإنسانية، والإرهاب يدمِّر بوحشية كلّ التراث والاقتصاد والمؤسسات، وكلّ هذه الأفعال معادية للتاريخ وللبشرية وللعروبة، بل للإنسانية جمعاء، هذه الجرائم تهدّد الوحدة الوطنية وتؤسِّس للتفرقة والتقسيم، الذين يخدمان العدو الصهيوني، وينفذان المؤامرة الأميركية».

وأضاف:»المطلوب اليوم من كلّ العرب هو التوافق والتسامح والحوار وإيجاد الحلول السياسية، وأن يحاربوا كلّ الدعوات الطائفية والمذهبية والعرقية، وأن تلتقي كلّ الإرادات لتحرير فلسطين من العدو الصهيوني، وهذا لا يتم إلا إذا التقت الإرادات على الخطاب الحكيم الذي يجمع ولا يفرق، ويقضي على الفتنة ويحفظ الوطن والمواطن».

وأكد «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية»، داعياً إلى «عدم تعطيل مصالح الناس من قبل الطبقة السياسية»، واعتبر أنه «لا بدّ من استكمال العملية الدستورية وإنجاز الموازنة وإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وإقرار قانون انتخاب يعتمد المحافظة دائرة انتخابية وذلك تطبيقاً للدستور».

وتابع البعريني:»لقد شهدت عكار فتنة أبكت الأعين وأدمت القلوب، كان ضحاياها رجال عكاريون، نكرّر تضامننا مع عائلاتهم من دون تفرقة». وشدّد على ضرورة «التعالي فوق الجراحات بالرغم من الألم الذي سببته هذه المأساة، وعلى التراحم والتواصل بين أبناء المنطقة».

الراسي

ورأى منسق لقاء الأحزاب النائب السابق كريم الراسي «أنّ هذا اليوم، هو يوم الكرامة والتضحية، وهو يوم ليس للحزب السوري القومي الاجتماعي وحده، بل هو يوم لكلّ منطقة عكار. هو يوم تضحية لكلّ وطني شريف، يضحي من أجل شرفه وكرامته وقيامة مشروعه الوطني الكبير».

وقال: «لعلنا نذكر جميعاً الوحشية التي ارتكبت فيها مجزرة حلبا، وقد مررنا بالعديد من الأحداث ولم نحزن على فقد شهداء رحلوا في المواجهات، لكنّ الشهيد الذي يذهب ضحية الغدر والوحشية وبطريقة الإجرام التي رأيناها يوم مجزرة حلبا هو أسلوب لم نكن قد تعودنا عليه في لبنان، واعتقدنا أنها مسألة طارئة، لكنها كانت بالفعل بداية المشروع التقسيمي الذي كان مخططاً له في هذه المنطقة».

وأضاف الراسي: «لقد فكروا أن ينطلق المشروع من لبنان إلى سورية والعراق، ويشمل المنطقة كلها، وهو المشروع الذي تحدثت عنه هيلاري كلنتون بتسليم المنطقة للتكفيريين والإرهابيين، وهم لا يعرفون، أو لعلهم يعرفون ويتجاهلون، أنّ هذا البلد لا يمتلكه ولا يسيطر عليه إلا المحبة والأخوة والاعتدال بين أهله، وهو خليط من المذاهب والطوائف، وهذا الخليط لا يستمر إلا بالتفاهم والحوار الوطني البناء، ولا يمكن أن يستمر بالإجرام والتكفير، والمشروع الذي بدأ طائفياً ومذهبياً، نراه اليوم يتابع مسيرته بالذبح ضمن الطائفة الواحدة والمذهب الواحد، وما تشهده سورية هو أكبر دليل على ذلك، وهذا ما يحاولون نقله إلى لبنان».

جبور

أما كلمة التيار الوطني الحر، فقد ألقاها القيادي في التيار جيمي جبور الذي أشار إلى «أنّ شهداء مجزرة حلبا هم ضحايا الغدر والتطرف والهمجية، وإذ نخلد اليوم ذكراهم نتقدم من أهاليهم ومن الحزب السوري القومي الاجتماعي، بأحرّ مشاعر المواساة والتضامن، داعين القضاء والأجهزة اللبنانية المعنية إلى كشف الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة، لينالوا ما يستحقون من عقاب».

وقال: «بالأمس وفي ذكرى السادس من أيار احتفلنا بذكرى الشهداء الذين علقوا على المشانق منذ 99 عاماً في الساحة التي حملت اسمهم، وكان هؤلاء ضحايا الجهل والهمجية عينها، إنه اليوم الذي تنكرت فيه الدولة لشهدائها، وقرّرت أن تطمس ذكراهم وتنسف التاريخ بإلغاء عيدهم، ولأنّ الشعوب التي تنسى تاريخها تكرّر أخطاءها، فإننا ندعو من هنا إلى استعادة هذه الذكرى لتكون يوماً وطنياً نتذكر فيه كلّ شهداء الوطن، الذين استشهدوا وما زالوا دفاعاً عن كرامتنا وعزتنا».

وأضاف:»إنّ خيارنا وخيار كلّ القوى الوطنية والقومية هو الحفاظ على مقدرات الوطن ووحدة اللبنانيين وصيانة المؤسسات، وهذا يتطلب منا جميعاً الاعتراف بحقوق المكونات الأساسية في هذا الوطن، واحترام انتظام عمل المؤسسات، والإقلاع عن سياسة التمديد في كلّ القطاعات، وخصوصاً قيادات المؤسسات الأمنية».

أبو جابر

وتحدث المسؤول السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو جابر باسم فصائل المقاومة الفلسطينية فحيا شهداء المجزرة معتبراً «أنّ هؤلاء الشهداء دافعوا عن الحقّ وأرادوا أن تكون عكار موقداً للشهادة والشهداء بعيداً من الفتنة المذهبية و الطائفية».

وتوجه أبو جابر «بالتحية إلى شهداء الحزب القومي وقادته ومناضليه في منطقة عكار، فهذه المنطقة آمنت بفلسطين وحريتها، وأنّ لبنان ضلع أساسي في المعادلة من أجل التحرير»، كما حيا شهداء الجيش اللبناني، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وخصّ أمين عام الجبهة الشعبية المناضل أحمد سعدات.

ولفت إلى «أنّ الحرب الناعمة أبعدت الأميركي عن المواجهة المباشرة، وشرعت الاقتتال بين العرب والدليل ما يحصل على أرض اليمن».

وختم: «نحن ضدّ اعتداء بلد عربي على آخر، واللغة التي يجب أن تعتمد بين العرب هي لغة الحوار والتفاهم لا لغة الخصام والتقاتل».

رياشي

ثم ألقت رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الحاجات الخاصة نهلا رياشي كلمة جاء فيها: «سبعة أعوام، وأحد عشر نجماً لأبجديّة خطّ مطلعها سعاده بوقفة العزّ، كأنّهم همْ بيننا يردّدون قسمهم حرفاً حرفاً، ويهتفون: لأجلك يا سورية هذا القليل. سبعة أعوامٍ، وما زالت مجزرة حلبا متوهّجة كالمدى شرراً في ذاكرتنا، تاركةً ظلالها على وجوهنا وملامحنا، ومتوغّلة كالجمر الممتدّ بين أصابع الغضب في وجداننا.

على موعد، نلتقي في الذكرى السابعة لغيابهم… ومرّة جديدة، هي الاشتعالات تعلّمنا أن نبحر في مدى الرؤيا، أن نتناول الذاكرة ونتصفح فيها ما فعله الغياب. وفي معقل الأحبّاء، وعلى عتبة الحرف الملتصق بالدم، تبقى شهاداتهم هي الاستشهاد عينه.

يا رفقاء الدرب، نعم، هو الموت طريق للحياة… ولكي يبقى شهداؤنا سنابل الصيف وقمحه، وخبز الحياة المستمرة، لا نزال نصرّ على أن نطلق الحياة في كلّ الاتجاهات… وأنتم، أيّها الباقونَ في الحياة مثل أغاني ريفنا الجميل، وكما اللهجة التي تعتلي صهوة «الضمة» تحيّينا الصبح، والصبح أوشك أن يطلع: أحمِلوا أكفانكم مناجل، لأنَّه زمن الحصاد… لأجلكم تنتظم الأعراس المنذورة لطلّة البيارق، لوعد بالانتصار الآتي من حدقات العيون التي تقاوم المخرز.

الحسنية

وألقى عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية كلمة مركز الحزب، واستهلها بتحية شهداء مجزرة حلبا الأبطال: أحمد نعوس أحمد خالد خالد ابراهيم خالد الأحمد ظافر أبو حاج فادي الشيخ محمد غانم محمود الترك محمود درويش مخايل سلمان ونصر حموضة، وأشاد بتضحياتهم، مؤكداً أنهم خالدون في نفوسِنا وصفحةً مضيئةً مشرقةً من صفحات حزبِنا.

وشدّد الحسنية في كلمته على ضرورة «صون أمن لبنان واستقراره وانتخاب رئيس للجمهورية وعدم تعطيل المجلس النيابي».

وأشار إلى «أنّ الحكومة اللبنانية مطالبة بالاهتمام بشؤون الناس، والالتفات إلى عكار المنسية وأهلها الشرفاء»، لافتاً إلى «أنّ عكار قدمت للبنان الكثير وأبناء عكار انخرطوا في معركة الدفاع عن لبنان ضمن مؤسسة الجيش اللبناني، وفي صفوف المقاومة والحزب القومي، ومنهم البطل القومي الاستشهادي علي غازي طالب».

وأعلن الحسنية الوقوف «إلى جانب الجيش ضدَّ قوى الارهاب والتطرف»، متسائلاً: «أين المليارات التي رُصدت للجيش؟ ولماذا لم يصل إليه منها إلا القليل القليل؟ كما أكد على التمسك بالمقاومة نهجاً وخياراً وبالدفاع عنها، لأننا قلب المقاومة وشريانها النابض، وهذه المقاومة مع الجيش اللبناني وشعبنا هي صمام الأمان للبنان في مواجهة العدوانية الصهيونية».

ورأى الحسنية «أنّ أمنَ لبنان واستقراره مرتبط بأمن واستقرار محيطه الطبيعي في سورية والعراق وفلسطين والأردن، ولبنان معني بأن يكون حريصاً على استقرار محيطه وعلى أداء دور في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشاريع الإرهاب والتطرف».

وحول قضية المجزرة، قال الحسنية: «لسنا ضعفاء ولا عاجزين عن فعل أي شيء، لكننا آلينا أن يكون ملف مجزرة حلبا في يد القضاء اللبناني لأننا مؤمنون بمشروع الدولة، وقد بات هذا الملف في يد القضاء وننتظر أن يبتّ القضاء بهذه القضية وينزل القصاص بالمجرمين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى