زاسيبكين: نشهد معايير مزدوجة للسيادة وشرعية الأنظمة
أحيت حركة الناصريين المستقلين المرابطون الذكرى الـ70 لانتصار روسيا على الفاشية، في احتفال أقامته في قصر الأونيسكو، حضره ممثل الرئيس إميل لحود النائب السابق إميل إميل لحود، رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، النواب: إميل رحمة، الوليد سكرية، مروان فارس، عاصم قانصو، نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي، ممثل حركة أمل علي عبد الله، سفراء وشخصيات وأحزاب.
بداية، تمّ عرض وثائقي قصير حمل عنوان:»بلدي مصيري، حلمي أرضي لكم»، من إعداد إدارة الإعلام والتوجيه في المرابطون، يحكي انتصار روسيا في الحرب الوطنية العظمى.
كما تمّ تكريم السفير زاسيبكين بتقديم درع «المرابطون» له.
ثم تحدث أمين الهيئة العميد مصطفى حمدان الذي هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الذكرى السبعين للانتصار على الفاشية في الحرب الوطنية العظمى. وقال: «اليوم، في ظلّ ما تتعرض له أمتنا العربية وأوطاننا، نقدّر ونثمّن عالياً موقف الاتحاد الفيدرالي الروسي في كبح جماح هوس العنف والقتل والتدمير واهتزاز الاستقرار والأمن العالمي، ونقول لهم:»شكراً شعب روسيا العظيم ، شكراً فخامة الرئيس بوتين».
وأكد الفرزلي، من جهته، «أنّ روسيا مرجعية دولية موثوقة لضمان حقوق الأقليات وحفظ التوازنات»، لافتاً إلى أنّ «ما نشهده اليوم من تطورات دامية في سورية، مركز القلب في العالم العربي أكد الحاجة إلى التعدّدية القطبية في العالم لحفظ السلام من خلال حفظ التوازنات بالمحافظة على النسيج الوطني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي لدول الشرق الأوسط، وخصوصاً في سورية وسائر المشرق وحماية ذلك النسيج التعدّدي وضمان وجوده».
وأشار إلى «أنّ التطور الخطير الذي أطلقوا عليه في الغرب اسم «الربيع العربي» وضع سائر الأقليات التاريخية فيها، وخصوصاً المسيحية في خطر داهم» لافتاً إلى «أنّ المناطق المتعمد تفكيكها يراد لها أن تتحول إلى أقاليم أو إمارات متناحرة».
وألقى كلمة رئيس مجلس إدارة قناة الميادين غسان بن جدو، مدير التحرير في القناة عبد الله شمس الدين الذي أكد أنّ «روسيا هي لوحدها منظومة تشكل ثقلاً، علينا أن نتعامل معه كما هو، أياً كان حاكم روسيا وخيار روسيا وتحالفاتها، لأنها قادرة دوماً على التأثير في المعادلات الدولية نحو الإيجاب أو السلب، وهي اليوم دولة كبرى تحترم نفسها وتثبت قدراتها السياسية والديبلوماسية».
ثم تحدث زاسيبكين الذي أكد»أنّ أهمية الانتصار في الحرب الوطنية العظمى هي جزء من النضال على النظام العالمي المقبل». وقال: «لا تزال روسيا تدعو منذ 15 سنة إلى إقامة العالم المتعدّد الأقطاب والشراكة بين أوسع دائرة الدول على أساس المساواة، فروسيا تمثل نموذج السياسة الخارجية المستقلة والمنفتحة، لكنّ الغرب غير راض. فهم يعتبرون أنفسهم وقبل كلّ شيء في الولايات المتحدة، كأنهم منتصرون في الحرب الباردة ويمكنهم أن يفرضوا إراداتهم وقراراتهم، ولكننا نعرف جيداً أنّ هذا النهج لا يؤمن الاستقرار بل على العكس يؤدي إلى تصعيد التوتر في مناطق العالم المختلفة، بحيث تصبح مسألة الإصلاحات التي من الممكن إجراؤها على أساس الحوار الوطني، كحجة لفرض الهيمنة الخارجية، ما يؤدي إلى إلى تداعيات مأساوية».
وأضاف: «شهدنا قصف بلغراد واحتلال العراق وحملة عسكرية لـ«ناتو» في ليبيا واندلاع حملة إرهابية ضدّ سورية، وتحت غطاء الإجراءات هذه تطور المشروع التكفيري بأهدافه بعيدة المدى على المستويين الإقليمي والدولي. وساهم الانقلاب في أوكرانيا وبعد ذلك الحملة القمعية في دونيسك ولوغانسك في تعقيد الوضع الدولي. وأخيراً، بدأ تصعيد آخر في اليمن وأصبحت المنطقة على وشك الصراع الأوسع وتراجعت مهمّة مكافحة الإرهاب في وجه التنافس الإقليمي وهذا أمر غير مقبول من زاوية المصالح الأساسية لشعوب المنطقة».
وأعلن «أنّ روسيا اقترحت إجراء التحليل الشامل في الأمم المتحدة لظاهرة الإرهاب من أجل تعزيز فعالية المجتمع الدولي في هذا المجال، وتؤكد تطورات الأحداث ضرورة تنفيذ هذه المبادرة»، مؤكداً «أنّ الإرهابيين هم الذين يخربون أمن واستقرار البلاد ويقتلون المدنيين ويقومون بعمليات إرهابية والمجازر».
وأشار إلى «أننا نشهد دائماً المعايير المزدوجة بما في ذلك حقّ السيادة وشرعية الأنظمة وحتى في موقف رؤساء الدول، وفقاً لمصالح الأطراف الخارجية وليس للقانون الدولي، وبالتالي فإنّ استخدام المعايير المزدوجة يؤدي إلى تصعيد صراعات وانتشار المواجهة».
وتابع زاسيبكين: «لوضع الحدّ لهذا الإرهاب من أجل بقاء البشرية في عالمنا المترابط، علينا أن نعمل ولا سيما في القضايا الرئيسة اعتماداً على مبدأ المصالح المشتركة والشرعية الدولية وعبر مجلس الأمن. هذا هو الطريق الوحيد لإيجاد الحلول للمشاكل».
وأخيراً، تحدث سيف عمر الفرّا الذي قال: «أنا آتٍ من سورية التي كانت وستبقى قلب العروبة النابض، أحمل معي شهادات حية عايشتها كصحافي. فرغم كلّ آلام الفراق كنت أرى في عيون السوريين تحدّياً وإصراراً على النصر في وجه أعتى هجمة شهدتها البلاد في التاريخ المعاصر».