تقرير
الصحافة العبرية تتوقّع الفشل لقمّة «كامب ديفيد» قبل أن تبدأ
كتب بوعز بسموت في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:
نشرت «إيكونوميست» البريطانية في عددها الاخير كاريكاتيراً يُرى فيه الردّ الذي تلقاه الرئيس أوباما عند عرضه الاتفاق النووي مع إيران.
في البداية، يظهر الرئيس الأميركي وهو يعرض الاتفاق أمام «إسرائيل». الرد؟ صراخ «إسرائيلي». في ما بعد يعرضه على السعوديين. الرد؟ صرخة سعودية. الردّ نفسه في دول الخليج. «يجب ألا تصرخوا»، قال الرئيس وهو يعرض الاتفاق على الكونغرس الأميركي الممثل من كلا الحزبين الحمار والفيل ، لكنهما أيضاً يصرخان.
في نهاية الأمر، بقي أوباما وحده في الغرفة. ماذا يفعل؟ يصرخ هو نفسه وكأنه نسخة محدّثة من «الصرخة» لإدوارد مونيك 1893 . الكاريكاتير، بالمناسبة، يُظهر إلى أيّ درجة ليست «إسرائيل» وحدها في قلقها من الاتفاق السيئ مع إيران.
لقد قرّر الرئيس الأميركي البدء بحملة علاقات عامة لاتفاقه على رغم أنّ تصرفه حتى الآن يشير إلى الاستخفاف بأصدقاء الولايات المتحدة، ومغازلة أعدائها. يبدو أن أوباما فَهْم أنه سيكون ثمناً لهذا، المصريون في عهد السيسي يغازلون الروس ويشترون الطائرات القتالية من فرنسا.
الآن حان دور السعوديين لإهانة أوباما. الملك السعودي سلمان، اختار التنازل عن القمة في «كامب ديفيد»، وفي أعقابه زعماء البحرين والإمارات وعُمان الذين «لا يشعرون بصحة جيدة» سيرسلون بدلاء. فقط الأميران القطري والكويتي قرّرا الذهاب. هكذا يفعلون بالرجل الذي اختار المراهنة على إيران. الملك السعودي سلمان اختار أن يرسل إلى القمة وليّ عهده ووزير الدفاع السعودي لأنه يجب عليه الاشراف على تنفيذ اتفاق التهدئة في اليمن. هذا تبرير جيد لملك جديد. فهو لا يستطيع السماح لنفسه بأن يكون مريضاً.
صحيح أنهم في الرياض أرادوا إظهار أن كل شيء على ما يرام، لكن المحللين في دول الخليج أغرقوا النشرات الإخبارية بالمديح على الزعماء الذين يحافظون على احترام أنفسهم، ولا يسارعون إلى القمة التي نُظّمت من قبل الرئيس الأميركي الذي اختار البحث عن المصالح الأميركية في إيران.
إذاً ما المتوقع لنا؟ دول الخليج ستطالب بتعزيز أمنها وستطالب بسلاح يخرق التوازن. في القدس سيزيد القلق فقط وفي نهاية المطاف لن يكون أحد راضياً باستثناء طهران.
القمة يتوقع لها الفشل قبل أن تبدأ. ملك السعودية عبّر عن عدم ثقته بقمة الثقة.