الاستخبارات الأميركية… تنفي مقتل البغدادي

بشرى الفروي

نفى مسؤول بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الأخبار التي نقلتها صحيفة «غارديان» البريطانية عن مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش الارهابي»، وأكد أنه بخير ولا يزال على رأس عمله، ويقوم بإعطاء الأوامر لتوجيه الضربات، وهو مسؤول مباشر عن العمليات اليومية وله مكانته داخل التنظيم.

وكانت صحيفة «غارديان» كشفت، في وقت سابق، أنباء إصابته، بشكل بالغ، أدت إلى عجزه عن الحركة، على إثر غارة جوية نفذتها قوات التحالف الدولي ضد مواقع تابعة للتنظيم في العراق.

إعلان سلامة البغدادي، على رغم عدم ظهوره، يأتي متزامناً، مع نشر وزارة الدفاع العراقية، لمقطع فيديو، قالت إنه للعملية التي أدت لمقتل أبوالعلاء العفري، المسؤول الثاني في التنظيم والمرشح لخلافة البغدادي.

يبدو أن أميركا لا ترغب حالياً، في تبديل قيادات «الدواعش»، أو نشر أخبار عن خلافات داخل التنظيم، تهدف إلى إضعافه أو تشتيت جهوده، فسارعت إلى تصفية كل منافسي البغدادي الأقوياء. وبخاصة أن العفري، كانت توجهاته للمصالحة مع تنظيم «جبهة النصرة» في سورية. والواضح أنه كان سيسبب حرجاً للإدارة الأميركية، التي تسعى بمباركة سعودية، إلى فصل تنظيم «جبهة النصرة» عن القاعدة، وتسويقها كقوة «معتدلة» وممثلة لأحلام وتطلعات شعوب المنطقة.

العلاقة بين السيناتور الأميركي جون ماكين والبغدادي، لا تزال قضية بحث، وبخاصة بعد نشر صور لهما، في اجتماع شمال سورية، في أيار 2013 بحسب ما صدر عن تقرير سابق لصحيفة «نيويورك تايمز».

والبغدادي كان نزيلاً سابقاً لخمس سنوات، في سجن «بوكا كامب»، الواقع في مدينة الكرمة العراقية، على الحدود مع الكويت.

حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً عن هذا السجن، الذي كان خاضعاً لوكالة الاستخبارات الأميركية، والذي جمع داخله معظم قادة التنظيم الجهادي الأشرس في العالم، بما فيهم أبو مسلم التركمانى، وقائد القوات العسكرية بالتنظيم، الذي توفي حاج بكر، وقائد المقاتلين الأجانب أبو قاسم، والذين دخلوا السجن مجرد متطرفين عاديين وخرجوا منه متعصبين منظمين فكرياً وتنظيمياً. وأضاف التقرير: «أن قادة التنظيم قضوا وقتهم داخل السجن، في تعميق تطرفهم وتوثيق علاقاتهم، ببعضهم بعضاً، فأصبح السجن كجامعة لهم».

علاقة التنظيم مع حلفاء أميركا في المنطقة، فضحها نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، بقوله إن «السعودية وقطر وتركيا ساندت «داعش» وموّلتها. لإسقاط النظام في سورية».

الواضح أن دعم «داعش» ورعايته من قبل هذه الدول لم يتوقف، فهو إحدى الطرق القذرة من أجل الابتزاز السياسي وتخويف الناس بالإرهاب ولتهجير الأقليات والإساءة لتعاليم الإسلام، وإيجاد قوى متشددة جهادية عقائدية، تواجه القوى الوطنية، التي تقاتل «إسرائيل» وتهدد وجودها. وتكون في الوقت نفسه، مضبوطة بعلاقة «الاحتواء المزدوج». أي وضع خطوط حمراء لتحركاتها، وجعل تركيزها على مناطق محددة. لتخفيف الأضرار الجانبية التي ستنجم من التحالف مع هذه الشياطين.

عميلنا «البغدادي» بخير، لم يتنهِ دوره، وسيعود مجددا لقتالكم، والخطة مستمرة لتقسيم المنطقة ولاستنزاف جيوشها، وتدمير مقدراتها، ونهب ثرواتها. هذه هي رسالة وكالة الاستخبارت المركزية الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى