خبير عسكري مصري: «إسرائيل» الطرف الثالث في معركة القلمون
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
قال لواء أركان حرب المتقاعد محمد علي بلال القائد السابق للقوات المصرية في حرب الخليج الثانية عاصفة الصحراء ، إن الصراع العسكري في منطقة القلمون السورية لا يقتصر على الطرفين الظاهرين للعيان أي الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية من جهة ومقاتلي جيش الفتح من الجهة الأخرى، بل إن «إسرائيل» تتدخل كطرف ثالث إلى جانب المسلحين المتطرفين الذين يحاربون الدولة السورية فتدعمهم بالقصف بالطيران حيناً، وبالمدفعية أحياناً أخرى، وذلك منذ عامين على الأقل، كما أن المستشفيات «الإسرائيلية» تستقبل أعداداً كبيرة من جرحى الجماعات المتطرفة التي تحارب الجيش السوري، وأكد بلال أن الدور «الإسرائيلي» يظهر كل مرة يتمكن فيها الجيش العربي السوري من تحقيق تقدم مهم على الأرض عبر القصف الجوي أو المدفعي لتساعد الجماعات المسلحة المناوئة للدولة السورية.
ورأى اللواء بلال أن ما يحدث في سورية منذ أربع سنوات هو تكرار لما حدث في العراق لكن بوسائل أخرى، وأنه يأتي ضمن سياق تدمير الدول في المنطقة وتفتيتها عبر استهداف جيوشها الوطنية، وأضاف بلال أن الجيش العربي السوري هو جيش وطني بامتياز حارب إلى جانب مصر عامي 1967 و 1973، وأنه جيش قوي صمد 4 سنوات أمام حرب استنزاف صعبة على جبهات متعددة لا يصمد أمامها أي جيش، وأوضح بلال أن استهداف هذا الجيش الهدف منه تدمير سورية الدولة القوية التي تسهم في حماية الاستقرار ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم.
كما أشار الخبير العسكري المصري إلى تدفق المساعدات العسكرية الأميركية للمقاتلين، وبالذات الصواريخ المضادة للدبابات من نوع تاو التي غيرت من ميزان المواجهة العسكرية في شمال سورية، نتيجة لتدفقها بأعداد هائلة، واستغرب بلال الدعم الدولي الذي تتلقاه الفصائل المسلحة في سورية والتي توحدت تحت كيان سمي بجيش الفتح، وذلك على رغم أن هذا الكيان عماده جبهة النصرة وهي فرع القاعدة في بلاد الشام.
واعتبر اللواء المتقاعد أن الصراع المسلح في سورية يندرج ضمن حروب الجيل الرابع التي تشنها الولايات المتحدة، والتي تعتمد بشكل رئيس على التحكم بتدفق المعلومات عبر منظومة إعلامية ضخمة، وضمن هذا السياق تم تأسيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن ليكون المصدر الوحيد للمعلومات عن الحرب في سورية، واعتبر بلال أن معارضي الخارج السوريين يعيشون خارج وطنهم منذ فترة طويلة، وهم لذلك لا يملكون حمية الانتماء لسورية ولا للعروبة، ليسوا سوى أدوات للخارج.