بروجردي: إيران ملتزمة تعهداتها تجاه دمشق
بحث مندوب روسيا لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين آفاق تسوية الأزمة السورية مع المبعوث الدولي الخاص في الشأن السوري ستيفان دي ميستورا.
وذكر بورودافكين في مقابلة صحافية أمس، أن اللقاء جرى في إطار المشاورات التي يجريها دي ميستورا منذ 5 أيار مع ممثلي دمشق والمعارضة السورية، وكذلك مع «اللاعبين الدوليين والإقليميين الرئيسيين»، بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي.
وقال إن المشاورات أجريت في «أجواء بناءة تتصف بالثقة» وأنها تناولت «الدائرة الكاملة من القضايا المتعلقة بآفاق التسوية السياسية للنزاع في سورية». وأضاف أنه قد «تمت الإشارة إلى أهمية اللقاءين اللذين عقدا في موسكو بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة»، مع التركيز على «ضرورة جمع جهود السوريين أنفسهم والمجتمع الدولي في مواجهة التهديد الإرهابي في سورية وفي الشرق الأوسط».
وذكر رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في جنيف أن «المشاورات بين روسيا والأمم المتحدة حول حل الأزمة السورية ستتواصل».
وفي شأن متصل، أعربت موسكو عن استعدادها لاستضافة مزيد من المشاورات السورية – السورية، داعية إلى عقد مؤتمر دولي جديد يمثل جميع الأطراف لتسوية الأزمة السورية.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس، إنه تجب دعوة كل من إيران والسعودية وتركيا ومصر للمشاركة في مؤتمر «جنيف 3»، مضيفاً أن اللقاءات التشاورية التي استضافتها موسكو في كانون الثاني وفي نيسان الماضيين تأتي في سياق الجهود المشتركة الرامية إلى إعداد مؤتمر «جنيف 3» بتمثيل واسع.
وأردف المسؤول الروسي قائلاً: «تأتي الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستور في جنيف، والاتصالات التي يجريها السوريون أنفسهم، بمن فيهم ممثلون عن المعارضة السورية، في سياق تحقيق هدفنا المشترك المتمثل في إعداد مؤتمر «جنيف 3»».
وتوقع بوغدانوف أن تستغرق اللقاءات في جنيف قرابة 6 أسابيع، مضيفاً أن دي ميستورا سيلتقي ممثلي الفصائل السورية واللاعبين الإقليميين والدوليين على حدة في محاولة لتفهم مواقف كل طرف.
وأضاف: «مازلنا نعتبر أن عدم توجيه الدعوة لحضور «جنيف 2» إلى إيران كان خطأ، وتجب دعوة الأطراف الأكثر نفوذاً للمشاركة في المفاوضات ، ومنها السعودية وتركيا وإيران، والدول المجاورة لسورية ومصر، كما يجب أن يشارك فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، أو على الأقل الولايات المتحدة وروسيا»، و أضاف: «يجب أن يعقد المؤتمر برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة أمينها العام والمبعوث الأممي إلى سورية».
وأكد الدبلوماسي الروسي أن هذه الصيغة لمؤتمر «جنيف 3» ستتناسب مع ما جاء في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012 بشأن إطلاق الحوار بين الحكومة ومختلف أطياف المعارضة السورية وممثلي المجتمع المدني، وذلك بدعم من المجتمع الدولي وبرعاية الأمم المتحدة، مؤكداً أن موسكو ما زالت تعتبر بيان جنيف أساساً لا بديل منه للتسوية السورية.
وأكد بوغدانوف استعداد بلاده لاستضافة مزيد من المشاورات السورية – السورية، قائلا «إذا أراد شركاؤنا السوريون الاجتماع في موسكو مرة أخرى، فستسرنا إتاحتهم هذه الفرصة لنا».
وفي وقت سابق أكد فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن الحكومة والمعارضة في سورية قد تعودان لمنتدى موسكو لإجراء المشاورات حول تسوية الأزمة في البلاد.
وقال إن «ما دار الحديث عنه عقب المحادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في سوتشي، يدل على أن الولايات المتحدة تريد استمرار التعامل مع روسيا في مجال تسوية الأزمة السورية».
وذكر الدبلوماسي الروسي بأن دي ميستورا، بدأ المشاورات في جنيف مع مختلف الأطراف حول إمكان استئناف الحوار السياسي، وأن تلك الأطراف قد تعود إلى صيغة منتدى موسكو.
وفي السياق، أعلن مصدر دبلوماسي روسي مطلع، أن مشاورات ثنائية خاصة ستعقد بين خبراء روس وأميركيين حول تسوية الأزمة السورية في موسكو، الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن الطرفين يعولان على مناقشة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية، بشكل أكثر تفصيلاً وعمقاً.
وبحسب قول المصدر، فإن مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسورية ديفيد روبينستاين، سيمثل الجانب الأميركي في المشاورات.
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الشعب السوري قادر على دحر العدوان بفضل وعيه وصمود جيشه.
وقال بروجردي في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة السورية دمشق: «أتينا إلى سورية لنعلن مرة أخرى أن دعمنا لسورية حكومة وشعباً دعم ثابت ودائم ونحن نفتخر بهذا الدعم لمقاومة تتصدى للكيان الصهيونى المجرم».
وأكد المسؤول الإيراني أنه لا يوجد أي قيود ومحدودية للتعاون مع سورية وتقديم الدعم والمساعدة لها، إذ إن جبهة المقاومة جبهة واحدة موحدة، لافتاً إلى أن إيران قامت بهذه الخطوات في جميع الظروف وعلى رغم كل أشكال الحظر والمقاطعة التي فرضت عليها، لأن سورية تمثل محور المقاومة.
وقال بروجردي: «إن السعودية أصبحت اليوم محور الاعتداء والإجرام ضد الأمة الإسلامية والعالم العربي كما أن بعض بلدان المنطقة أضحت أداة لتنفيذ سياسات أميركا والكيان الصهيوني»، مضيفاً أن هذه البلدان بما فيها قطر وتركيا كانت منذ البداية حمالة الحطب لدعم تنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» الإرهابيين وحتى بعد صدور قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص.
وكان بروجردي قد أجرى لقاءات عدة خلال زيارته دمشق، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، كما التقى أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام.
ميدانياً، سيطر الجيش السوري والمقاومة على غالبية مساحة سلسلة جبال الباروح الاستراتيجية ومرصد الزلازل ويتابعان تقدمهما في جرود رأس المعرّة وفليطا.
في حين دارت معارك عنيفة عند السفح الشمالي لسلسة جبال الباروح وفي جرود فليطا، حيث تركز قصف المقاومة على جبال الباروح وعلى سفوح طلعة موسى بإتجاه جرود بلدة عرسال.
في ظل تقدّم للمقاومة في السهل الذي يربط معبر الفتلة باتجاه جرود بلدة عرسال، بينما عمل الجيش اللبناني على تعزيز مواقعه في بلدة عرسال منعاً لتسلل مسلحين باتجاه الداخل اللبناني، حيث انسحب المسلحون باتجاه جرود بلدة عرسال شرق لبنان.
وفي جسر الشغور، تصدت القوات المدافعة عن المشفى الوطني في المدينة أمس لهجوم شنه المسلحون على المستشفى، وأوقعت بينهم العشرات بين قتلى ومصابين.
ودمرت وحدات الجيش المرابطة داخل المستشفى عربة كبيرة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات قبل وصولها إلى سور المستشفى، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المسلحين الموجودين قرب العربة.
وذكر مصدر عسكري سوري أن مجموعات المهام الخاصة في الجيش السوري نفذت سلسلة من الكمائن والإغارات دمرت خلالها أوكار الإرهابيين ومحاور تحركهم في جبل الأربعين بريف إدلب وعدداً من الآليات وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين، في حين استهدفت وحدات الجيش المسلحين في سراقب وغانية والمعلقة واشتبرق بريف إدلب.