لافروف في بلغراد لبحث أهم القضايا الدولية والإقليمية

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن الحلف سيبحث خلال اجتماعاته في أنطاليا «تعزيزاً غير مسبوق لقدراته العسكرية منذ انتهاء الحرب الباردة».

وقال تعليقاً على مضمون اللقاءات التي يجريها وزراء خارجية دول الحلف في يومها الثاني: «اليوم سنبحث التحديات المتنامية على حدودنا الشرقية والجنوبية، ففي الشرق، لجأت روسيا إلى استخدام القوة لكي تغير الحدود القائمة، وفي الجنوب بلغ التطرف مستويات غير مسبوقة، ولذلك نعمل على إصلاح عمل الحلف لكي يتناسب أسلوبه مع الظروف الراهنة، ونقوم بتعزيز قدراته العسكرية بقدر أكبر منذ انتهاء الحرب الباردة».

وأعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن وزارء خارجية دول «الناتو» سيجتمعون معها لبحث مستقبل العلاقات مع روسيا وعملية تطبيق اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بأوكرانيا.

وقالت للصحافيين عشية انطلاق لقاءات الخميس: «إنني سأبحث مع الوزراء أزمات مختلفة بما في ذلك الأزمة في الشرق والوضع في أوكرانيا والخلافات مع روسيا وما يجب علينا أن نقوم به من أجل تطبيق اتفاقات مينسك ودعم بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في أوكرانيا».

وتابعت أن الاتحاد الأوروبي يقيمّ عالياً تعاونه الوثيق مع حلف شمال الأطلسي، باعتبار هذا التعاون مفيداً على خلفية التحديات والمخاطر الجديدة.

من جهة أخرى، قالت كارمن روميرو الناطقة الصحافية باسم الأمين العام «للناتو» إن الحلف يأسف لاستحالة مواصلة التعاون مع روسيا، وذلك بسبب الأزمة في أوكرانيا.

وأردفت روميرو قائلة: «إننا كنا نعمل بصورة مثمرة على مدى عشرين سنة، لكي نبني تعاوناً وثيقاً مع روسيا، ونأسف كثيراً لتعليق هذا العمل، نريد مواصلة التعاون مع روسيا حول العديد من المسائل الملحة في المجال الأمني، لكنه أمر مستحيل للأسف».

وفي السياق، قال وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيافيتشوس تعليقاً على اجتماع لجنة «أوكرانيا-الناتو» الذي عقد أول من أمس على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الحلف، إن «الناتو» كمنظمة ستكتفي في الوقت الراهن بتقديم الدعم المالي فقط والاستشارات لأوكرانيا، من دون أن يقدم لكييف مساعادات عسكرية مباشرة، وأضاف: «إن المساعدات العسكرية الفتاكة لا يمكن تقديمها من قبل الناتو لأوكرانيا، بل فقط من قبل دول أعضاء فيه».

إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى صربيا في زيارة عمل التقى خلالها المسؤولين الصرب وفي مقدمهم رئيس البلاد توميسلاف نيكوليتش.

وذكر بيان للخارجية الروسية صدر في وقت سابق أن لافروف سيجتمع مع رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتش وبنائب رئيس الوزراء وبنظيره الصربي إيفيتسا داتشيتش الذي يتولى العام الحالي رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال بيان الخارجية إن «الزيارة المقررة ستسمح بتبادل شامل للآراء بشأن المسائل الثنائية والدولية الملحة، وتقييم وتيرة تنفيذ الاتفاقات المبرمة سابقاً، والتخطيط لمزيد من تطوير العلاقات، ومن المقرر بحث التنسيق في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالنظر إلى الرئاسة الصربية للمنظمة عام 2015».

وينوي لافروف خلال محادثاته مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إفيتسا داتشيتش، بحث الوضع في أوكرانيا ومواصلة عملية «هلسنكي 40»، وعمل «مجموعة الحكماء» بشأن مسائل الأمن الأوروبي.

وأكدت الخارجية الروسية أن الجانب الروسي مستعد لمواصلة عمل الوساطة في إطار مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، وتقديم الدعم لبعثة المتابعة بأوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مشيرة إلى أن لافروف وداتشيتش سيبحثان مواضيع أخرى تقليدية، مثل تعزيز عمليات التكامل، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، ومراقبة الانتخابات.

ولفت البيان إلى أنه «سيكون من المفيد جداً وفي وقته المناسب، عقد مؤتمر لمكافحة كراهية المسيحية، استمراراً لسلسلة الاجتماعات عام 2014، المكرسة لقضايا القضاء على معاداة السامية وكراهية الإسلام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى