مكتبة «البناء»
كتب محمد سمير الطحان:
احتوت مجموعة «وطني قلبي» قصائد للأطفال، نظمها الشاعر بيان الصفدي بين عامَي 1975 و2000، عرض خلالها قيماً إنسانية واجتماعية أراد أن يزرعها في نفوس الأطفال بصفتهم مستقبل الوطن.
وأكثر ما تأثر به الشاعر الصفدي، الطبيعة الجميلة التي تلهم كل مبدع وتدخل إلى نفسه عبر إحساسه وتأمله الخاص، وتتشكل تشكلاً جديداً بنسب جمالية وإيقاعات بصرية تمثّل ذاته، فيكون من ذلك لوحة شعرية وفنية وموسيقية كقوله في قصيدة «وطني قلبي»:
وطني النبع والشلال
وطني رايات الأبطال
وفي مجموعته وجود كبير للإنسان ويتكرر في شعره، لا سيما الأم التي يعتبرها مقدّسة لأنها الأصل، وهي التي تمثل الأرض في عطائها، وتجسد الأمل والحياة بأجمل أطيافها كقوله في قصيدة «عيد الأمّ»:
أهلاً أهلاً عيد الأم
تجلو عن أيامي همّي
بسمة أمي
يدها تغمرني كالنسمة
تمنح قلبي أحلى نعمة
كلمة أمي.
وللشهيد في مجموعة الصفدي حضوره، فكان شعلة النور وكان النار التي تحرق الأعداء، والعبق الذي يفوح عطراً على مجتمعه وأمته ويمتد إلى التاريخ ليكون شرفاً للأمة وكبرياء لحضورها، إذ قال:
شعلة نور… شعلة نار
يكفي هذا الجبار
أجمل وردة حبّ مالت
فوق تراب بلادي قالت
الحرية خير هدية للأجيال
تمنحها روح الأبطال.
ويرجع الشاعر الصفدي في كتابته إلى التاريخ ويستلهم التراث والحكاية والحضارة، معتمداً على الخيال الذي أراد من خلاله أن يجسّد قيماً يستفيد منها الأطفال لتتنامى قوة وثقافة في المستقبل. فقال في قصيدة «الأمير والحطاب»:
في القصر فجرا
كان فوق الباب
عبارة شاهدها السلطان
وقّعها الحطاب
كأنها أنشودة الزمان
ليس عظيم الشان
هنا… سوى الإنسان.
ويستحضر الصفدي شخصية الشاعر المتنبي محاولاً أن يتحدث عن بعض صفاته ليكون عبرة للأطفال وللأجيال الجديدة، وقدوة لمحبي الأدب والثقافة والشعر، فقال:
المتنبي حرف ذهبي
مسطور في أبهى الكتب
عش في الدنيا بفروسية
واطلب ما عشت الحرية.
غالبية قصائد بيان الصفدي التي اعتمدت الموسيقى المتحركة كانت بعيدة عن العاطفة بسبب محاولته الذهاب إلى مواضيع اجتماعية مقصودة، مكتفياً بالصورة الشعرية التي شكّلها من الكون والطبيعة كقوله في قصيدة «المطر»:
وتركض الغيوم والرياح تصفر
ويبدأ الرذاذ ثم يأتي المطر.
يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، ويقع في 180 صفحة من القطع المتوسّط، كما يحتوي في داخله رسوماً للفنانة عزّة أبو ربيعة عبرت عن معاني النصوص الشعرية بأسلوب بسيط معبّر، وفيه رصد للأحداث الشعرية وتقنية فنية عالية.
«تمثيلات الخطاب في الأدب الفلسطيني الحديث»
صدر عن «دار الجندي للنشر والتوزيع» كتاب «تمثيلات الخطاب في الأدب الفلسطيني الحديث»، للدكتور إحسان الديك. ويقع الكتاب في 203 صفحات من القطع الكبير، أما لوحة الغلاف فرسمتها سوسن شحادة.
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من الأبحاث والدراسات التي نشرت في مجلات علمية، وتأتلف هذه الدراسات لتعبّر عن تمثيلات الخطاب في الأدب الفلسطيني الحديث، في تنوع أساليبه وتعدّد صوره، من خلال النصّ الأدبي، ففي الفصل الأول تجلّيات النماذج البدئية والحضور والغياب في قصيدة محمود درويش «رب الأيائل يا أبي ربها». وعرض الفصل الثاني لمعالجة ظاهرة التناصّ الأسطوري في جدارية الشاعر نفسه. وتحدّث الفصل الثالث عن القناع والرمز في سربية سميح القاسم «كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه». وعالج الفصل الرابع أسطرة الواقع في شعر وليد سيف، وتناول الفصل الخامس الخطاب الصوفي في شعر ريم حرب، وتحدث الفصل السادس عن الاغتراب والغرابة في قصص رياض بيدس. ويلاحظ قارئ النصوص المعالجة، ثراء الخطاب الأدبي الفلسطيني وغناه وتنوّعه، ومواكبته الحداثة وروح العصر، شكلاً ومضموناً، وهذا يدفعنا إلى إنزال الأديب الفلسطيني المنزلة التي تنبغي له، وبيان حق قدره.
«كُتّاب فلسطينيون من القدس»
كما صدر عن «دار الجندي للنشر والتوزيع» كتاب «كُتّاب فلسطينيون من القدس» للكاتب الفلسطيني عبد الله تايه. يقع الكتاب في مئتين وصفحتين من القطع الكبير، ويعتبر محاولةً لجمع ما ورد من معلومات حول كُتّاب فلسطين الذين ولدوا وعاشوا في مدينة القدس، أو شردتهم المنافي فولدوا فيها وعاشوا خارجها على أمل الرجوع إليها، أو الذين منها إنما ولدوا خارجها وعاشوا فيها أو خارجها، قديماً وحديثاً. وقد جاءت هذه المعلومات في جزئين، الأول للكتّاب خلال القرنين الأخيرين، أما الجزء الثاني فلقرونٍ ماضية.
«سيرة جابي برامكي وتجربته في جامعة بيرزيت»
صدر حديثاً عن «مؤسّسة الدراسات الفلسطينية» كتاب «سيرة جابي برامكي وتجربته في جامعة بيرزيت» للمؤلف عبد الرحيم الشيخ. وهو عبارة عن سيرة ذاتية برسم الغير، تسردُ تاريخ المؤسسة التي نابت عائلة فلسطينية، آل ناصر، بإنشائها، عن الحركة الوطنية الفلسطينية في تدشين رافعة أكاديمية وثقافية وسياسية للمشروع الوطني الذي أظهرته إلى الوجود منظمة التحرير الفلسطينية: جامعة بيرزيت.
سيرةٌ يجمع عنوانها ومتنها بين «جابي برامكي» و«جامعة بيرزيت» كحكاية لسدانة المشروع الثقافي الفلسطيني وتوجيهه في أبرز مراكزه التنويرية، عاكسةً فرادة تجربته الفردية، وفرادة التجربة الجماعية التي تسردها تجربة تدشين جامعة بيرزيت كمؤسسة وطنية فلسطينية في ظل الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين: أكاديمياً، وبحثياً، ومجتمعياً. في سيرة برامكي، التي غيَّب الموت صاحبها قبل اكتمال قوسها، تجتمع هذه الفرادات وتُروى على لسان واحد ممّن عاصروها لحظة بلحظة منذ تكويناتها الأولى. ونظراً إلى كون برامكي 1929 ـ 2012 قد عاصر الفترات الأربع لتخلُّق هذه الجامعة في ظل الاستعمار البريطاني، والحكم الأردني، والاستعمار الصهيوني، والسلطة الفلسطينية ، فإن هذه المذكرات تعدُّ مساهمة يندر نظيرها في مدوَّنات التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي الفلسطيني، إذ هي مفردٌ بصيغة الجمع ذلك أن الكتاب ليس سيرة لبرامكي فحسب، ولا لبيرزيت بصفتها جامعة، ولا لبلدة بيرزيت وتاريخها الاجتماعي بين القدس ورام الله وشمال فلسطين… بل هو تاريخ لفلسطين وحكاية التعليم العالي فيها، وقصة مقاومتها الاستعمار الاستيطاني الصهيوني والاحتلال العسكري «الإسرائيلي» على امتداد أربع حقب تاريخية في تاريخ الشعب الفلسطيني.
يقع الكتاب في 375 صفحة من القطع الكبير.
«معاناة الفلسطينيين
في الضفة الغربية»
أصدر «مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت» كتاباً جديداً عنوانه «معاناة الفلسطينين من الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية»، من إعداد فاطمة عيتاني، ومحمد داود وتحرير محسن محمد صالح.
والكتاب هو الجزء الثالث عشر ضمن سلسلة «أولست إنساناً»، ويتناول الكتاب الواقع في 111 صفحة، المعاناة التي يتسبّب بها الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني، بأسلوب يخاطب العقل والقلب وفي إطار علمي ومنهجي موثق.
يقدّم الكتاب تمهيداً معلوماتياً يستعرض استراتيجية الكيان الصهيوني الغاصب، من خلال تطبيق سياسة تقطيع أوصال أراضي الفلسطينيين وإذلالهم، يليه تمهيد قانوني عرض القوانين الدولية والإنسانية التي تثبت عدم شرعية الحواجز.
«نكبة بيت المقدس»
قدّمت «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» الطبعة المنقحة من كتاب المؤرّخ الفلسطيني الراحل عارف العارف «النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود، 1947 ـ 1949»، في ثلاثة مجلدات. وأعدّ هذه الطبعة من الكتاب وقدّمها وليد الخالدي.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذا الكتاب لا يزال، على رغم مرور أكثر من خمسة عقود على تأليفه، من أهم المراجع العربية الموثوق بها، ومن أهمّ المراجع الفلسطينية عن نكبة 1948، ذلك لمعاصرة مؤلفه النكبة ووجوده وسط وقائعها وتدوينه اليومي مجرياتها.
قصص للأطفال
صدر عن «دار أصالة» المتخصّصة في نشر كتب الأطفال، عددٌ من القصص الجديدة التي تتناول مواضيع عدّة، ولا تخلو من الأسلوب القصصي المحبّب لدى الصغار.
قصّة «مكتبة بالألوان» للكاتبة القطرية شيخة الزيارة، تتحدّث عن بومة احترفت مهنة «الحكواتي» في الغابة، إذ يجتمع حولها كلّ يوم عدد من الحيوانات. لتكتشف هذه الحيوانات لاحقاً أنّ البومة لا تملك مكتبةً منظّمة، فتعمد إلى مساعدتها. وأضفت رسوم عماد الوهيبي لمسة طريفة على القصّة، من خلال الشخصيات والألوان.
أما قصّة مغامرات السلحفاة «ضو»… الهروب للكاتب الدكتور أنطوان م الشرتوني، فتتحدّث عن فتى يجلب من الغابة سلحفاة صغيرة ليربّيها في منزله. لكن السلحفاة تقرّر العودة إلى الغابة، فتخوض سلسلة من المغامرات الشيّقة.
رسم القصّة عامر مغربي، بأسلوب سلس وجميل، ما ساهم في إيصال بعض التفاصيل إلى الأطفال عن طريق الرسوم.